جاءت الجنازة الرسمية للرئيس السابق لكوريا الجنوبية كيم دى جونج أمس مناسبة تقارب بين شطرى كوريا، حيث سلم وفد كورى شمالى وصل إلى العاصمة الجنوبية سيول للتعزية بالرئيس السابق، رسالة من الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج إيل «تتناول إحراز تقدم فى العلاقات بين الكوريتين»، وتطالب بتحسين العلاقات وفقا لما أعلنه المتحدث باسم الرئاسة لى دونج كوان. وكان من المفترض أن يرحل الوفد الشمالى عن سيول مساء أمس الأول، إلا أنه مدد فترة بقائه ليلتقى الرئيس الجنوبى، وذكرت وكالة الأنباء الكورية الجنوبية «يونهاب» أن المحادثات تأتى بعد شهور من تصاعد حدة التوتر بين الجانبين. واستمر اللقاء قرابة نصف ساعة أمس فى القصر الرئاسى فى سيول. وهى المرة الأولى التى يلتقى فيها الرئيس لى ميونج باك موفدين كوريين شماليين منذ توليه مهامه فى فبراير 2008. وخلال المحادثات شرح الرئيس لى «المبادئ الراسخة والحازمة لسياسة الحكومة الكورية الجنوبية تجاه الجارة الشمالية وطلب من الوفد الكورى الشمالى نقلها إلى الزعيم كيم جونج إيل. ووصفت سيول اللقاء بأنه «كان صريحا ووديا»، وقال كيم كى نام وهو مقرب من الزعيم الكورى الشمالى كيم جونج إيل وعضو فى الوفد إنه «سيغادر مع انطباع جيد». وكان كيم يانج جون المسؤول الكورى الشمالى المكلف بالعلاقات الثنائية قال أثناء لقاء مع هيون ان تايك، وزير التوحيد الكورى الجنوبى «عندما التقيت بالكوريين الجنوبيين هنا أدركت أنه يجب تحسين العلاقات فى أسرع وقت ممكن». كما دعا الوفد الشمالى أيضا إلى استئناف المحادثات بين الكوريتين والتبادل الاقتصادى، كما أعلن شونج دونج يونج، وزير التوحيد السابق. وينعش هذا اللقاء الآمال بحدوث انفراج فى العلاقات بعد أكثر من عام من التوترات الخطيرة بين البلدين الجارين اللذين لايزالان رسميا فى حالة حرب منذ النزاع الدامى. وفى غضون ذلك، شيع آلاف الكوريون رئيسهم الأسبق كيم دى جونج، حيث تجمع آلاف السياسيين والمواطنين والدبلوماسيين الأجانب لوداع الرئيس الذى كرس حياته من أجل الديمقراطية والوفاق بين الكوريتين. يذكر أن الرئيس السابق الذى كان مهندس سياسة الانفتاح تجاه كوريا الشمالية، كان أول رئيس لدولة كوريا الجنوبية يزور بيونج يانج، حيث وقع فى 15 يونيو 2000 مع نظيره الكورى الشمالى كيم جونج إيل إعلانا مشتركا يسجل دفء العلاقات بين الجارتين.