احتدمت شدة المعارك بين القوات اليمنية والمتمردين الحوثيين فى محافظتى عمران وصعدة شمالى اليمن أمس، حيث دخلت الحرب بين الجانبين يومها الثالث عشر، وأعلنت القوات الحكومية مقتل أكثر من 100 من المتمردين أمس، من بينهم قائدان للمتمردين وذلك بعد يومين من دعوة الحكومة لوقف إطلاق النار ورفض المتمردين الهدنة. وقالت الحكومة فى بيان أصدرته لوسائل الإعلام إنه جرى «اكتشاف أكثر من 100 جثة لعناصر حوثية على جوانب الطرقات خارج مدينة حرف سفيان، وهى على ما يبدو لعناصر فرّت من القتال العنيف الذى دار حول مدينة سفيان لتطهيرها وتمت ملاحقتها عبر الطرقات المؤدية إلى صعدة». وأوضحت الحكومة أن اثنين من قادة التمرد هما: محسن هادى القعود وصالح جرمان قتلا فى منطقة حرف سفيان بمحافظة عمران وأن آخرين اعتقلوا». وبينما لم يعلق المتمردون على تلك الأنباء فإنهم أكدوا فى بيان أن طائرات يمنية قصفت حيا تجاريا قرب مدينة صعدة، بينما قال مصدر عسكرى إن الغارة استهدفت محطة للبنزين تستخدم لتزويد المتمردين بالوقود. ولم ترد تقارير عن وقوع ضحايا. وكان الرئيس على عبدالله صالح عرض منذ يومين مجددا شروط وقف إطلاق النار، لكن المتمردين رفضوها أمس الأول. ومن جانبها، أصدرت السفارة الأمريكية فى صنعاء بيانا حثت فيه كلا الطرفين على العودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار الذى توصلا إليه العام الماضى وطالبتهما بضمان سلامة عمال الإغاثة وضمان وصول إمدادات الإغاثة الطارئة لمخيمات النازحين. وفى غضون ذلك، كذبت مصادر يمنية رسمية أنباء بثتها قناة «العالم» الإيرانية عن إقامة غرفة عمليات يمنية - سعودية مشتركة ضد «العناصر الحوثية التخريبية، ووصف مصدر مسؤول تلك الأنباء بأنها مزاعم. وقال «من المؤسف أن قناة العالم وبعض الوسائل المشابهة لها جندت نفسها لتكون بوقاً للعناصر الحوثية التخريبية المتمردة الخارجة على النظام والقانون وترديد مثل هذه الافتراءات والأكاذيب التى لا أساس لها من الصحة». ونقل موقع «26 سبتمبر» التابع للحزب الحاكم عن المصدر الإعلامى إشارته إلى أن الأسلوب الذى تتعامل به وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية مع قضايا اليمن الداخلية «يثير معه الكثير من علامات الاستفهام حول موقف تلك الوسائل من الأعمال التخريبية والإرهابية التى تقوم بها عصابات التمرد والتخريب التابعة للحوثى»، ونفى المصدر ما روجه الإعلام الرسمى الإيرانى عن مشاركة ضباط عراقيين فى تعقب المتمردين الحوثيين فى صعدة، وقال إن القوات المسلحة والأمن اليمنية تمتلك الكوادر والإمكانيات التى تمكنها من أداء واجبها على أكمل وجه. وفى وقت سابق، نفى اليمن أنباء إيرانية حول تدخل الطيران السعودى فى العمليات العسكرية التى تشنها صنعاء ضد الحوثيين فى صعدة ووصف تلك الأنباء بأنها «مفبركة»، ويذكر أن قوات الجيش والأمن اليمنية استولت على 6 مخازن للسلاح تابعة للحوثيين، وشملت أسلحة رشاشة خفيفة وقذائف وصواريخ قصيرة المدى بعضها إيرانية الصنع، بمنطقة حرف سفيان ومحافظة صعدة شمالى البلاد. وبدورها، طلبت المفوضية العليا للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين من الحكومات المانحة ضخ 5 ملايين دولار جديدة من المنح لمساعدة آلاف المواطنين اليمنيين الذين فروا من القتال فى صعدة، حيث تشير تقديرات المفوضية إلى أن الصراع تسبب فى نزوح نحو 35 ألف شخص خلال أسبوعين فقط