حالة من الفوضى والمحسوبية فى عمليات تشغيل العبارات بميناء سفاجا، تسببت فى تأخر نحو 1200 راكب فى طريقهم لأداء العمرة، لأكثر من 24 ساعة، قضوها نائمين على الأرصفة، دون ذنب اقترفوه سوى اختيارهم ركوب البحر. بدأت المشكلة بقيام لجان التفتيش التابعة لهيئة السلامة البحرية بإيقاف العبارتين «الهدى1، والكيونى»، بسبب وجود عيوب ومشاكل بهما، لكن مشغل الشركة قام بالضغط على قطاع النقل البحرى لتغيير قرار الإيقاف، عن طريق «جهات عليا» - حسب مصادر مطلعة -وتم تشكيل لجنة أخرى بعد «4 ساعات» فقط من قرار الإيقاف، وأجازت للعبارة الكيونى أن تعمل فى نقل الركاب بين ميناءى ضبا وسفاجا، على أن تقوم بتعديل الملاحظات التى أبدتها اللجنة الأولى خلال 3 أيام. وكشف مصدر بلجنة التفتيش - التى أوقفت العبارة عن العمل - عن أن العبارة «الكيونى» توجد بها «عيوب خطيرة»، من الممكن أن «تعرضها لكارثة»، موضحاً أنه فى مقدمة هذه العيوب «وجود مولد كهربائى فى ممرات الهروب، التى تستخدم فى حالات الطوارئ، وقيام الشركة المشغلة بإلغاء سلم الهروب لتوسعة مساحة نقل البضائع والركاب وزيادتها من 650 راكباً لتتسع ل1100 راكب». وصرح اللواء توفيق أبوجندية، رئيس قطاع النقل البحرى، بأن وزارة النقل وجهت إنذاراً للشركة المشغلة للعبارة «الكيونى» العاملة على الخط الملاحى «سفاجا - ضبا»، بسبب تأخرها فى نقل 1100 راكب، تكدسوا أمام ميناء سفاجا لأكثر من 30 ساعة، مع التهديد بسحب ترخيص التشغيل فى حالة تكرار التأخير. وقال أبوجندية: «إن اللوائح المنظمة لحركة العبارات لا تسمح بتأخرها عن ميعاد تحركها لأكثر من 6 ساعات». وأضاف «إن لجنة التفتيش البحرى على العبارة الكيونى، فوجئت بتعديلات فى تصميم العبارة، تضمنت وجود مولد كهربائى فى ممرات الهروب التى تستخدم فى حالات الطوارئ، مما اعتبرته اللجنة مخالفاً لتعليمات الأمن والسلامة، وهو ما اعترضت عليه الشركة المشغلة للعبارة بدعوى أن تعديلاتها لا تخالف قواعد الأمن والسلامة البحرية الدولية، مما دعا القطاع إلى إعطاء الشركة مهلة 3 أيام لاعتماد التعديلات الجديدة من الجهات الدولية». «المصرى اليوم» كانت شاهد عيان على حالة الفوضى والمحسوبية، وللأسف الشديد كان ضحية هذه الخلافات 1200 راكب ناموا فى العراء وافترشوا الشوارع لمدة تزيد على 24 ساعة. ففى الساعة الخامسة من فجر أمس لجأ مشغلو العبارتين المتوقفتين إلى مسؤولى شركة القاهرة للعبارات، طالبين مساعدتهم فى نقل 341 راكباً من ميناء سفاجا إلى ضبا، على متن العبارة الرياض، بسبب منع العبارة الهدى من الإبحار بسبب وجود مشاكل، وبعد نصف ساعة عاودوا الاتصال مرة أخرى بإدارة الشركة يطالبونها بمساعدتهم فى نقل ركاب العبارة الكيونى، بعد أن قامت لجنة من السلامة البحرية بإيقافها، وفى تمام الساعة السادسة بدأ ركاب الهدى فى الصعود إلى العبارة الرياض، والغريب أن أياً من المسؤولين أو المناوبين لم يستيقظ من النوم لحل ومتابعة مشاكل الركاب، الذين يفترشون الشوارع ومداخل الميناء. وفى تمام الساعة السابعة و45 دقيقة أكد اللواء توفيق أبوجندية، رئيس القطاع واللواء ممدوح دراز، أن الشركات تتفاوض مع بعضها للبحث عن عبارة أخرى لنقل ركاب العبارة الكيونى. وبعد ساعتين تقريباً فوجئ العاملون بميناء سفاجا بأخبار تتردد عن أن العبارتين لا توجد بهما أى مشاكل فنية وتستطيعان الإبحار، والغريب أن اللواء عصام عبدالمنعم، رئيس هيئة التفتيش، التى خرجت منها اللجنة التى أوقفت العبارة الكيونى، قام بتشكيل لجنة أخرى لفحص العبارة، وتم السماح لها بالإبحار فى الساعة الثالثة فجراً «فارغة» إلى ميناء ضبا لنقل الركاب وتعديل المواصفات خلال مدة 3 أيام. على صعيد المشاكل الأخرى، منع أمن ميناء سفاجا أول دفعة معتمرين من ركوب العبارة «وادى النيل» بسبب عدم وجود البطاقات الصحية التى أقرها وزير الصحة يوم الأربعاء الماضى.