تعنى جمعية سيد درويش بإحياء تراث سيد درويش وتنشئة جيل جديد من الشباب الموهوبين على تراث سيد درويش. والجمعية أنشئت سنة 1974 بمدينة القاهرة بدار الأوبرا القديمة بالعتبة ثم انتقلت إلى مسرح نجيب الريحانى عندما تولى بديع خيرى إدارة المسرح وذلك فى بداية الستينيات من القرن الماضى ومنذ 40 عاما استقرت الجمعية بأتيليه القاهرة. ساهم فى إنشاء الجمعية 45 شخصية عامة من رموز المجتمع المصرى من كبار الكتاب والفنانين أمثال نجيب الريحانى وبيرم التونسى وبديع خيرى وتوفيق الحكيم وزكريا أحمد ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم وغيرهم. ويقول إبراهيم حجى رئيسها الحالى «الجمعية قامت بجمع تراث سيد درويش من الروايات والمسرحيات الفنية الغنائية كما جمعت تسجيلات من الفنانين الذين حفظوا تراث سيد درويش خوفاً من الضياع والتى بلغت 427 لحنا منهم 26 مسرحية غنائية ومنها أوبرا كليوباترا وأنطونيو لافتاً إلى أن سيد درويش قام بتلحين هذه الأوبرا كاملة عكس ما أشيع أنه تركها ناقصة». كما قامت الجمعية بالتعاون مع محافظ الإسكندرية الأسبق حمدى عاشور فى إطلاق اسم سيد درويش على مسرح محمد على بالإسكندرية كما قامت محافظة القاهرة بإطلاق اسم سيد درويش على أحد الشوارع الفرعية لشارع عماد الدين وفى أكاديمية الفنون بالهرم تم إطلاق اسم سيد درويش على إحدى قاعات الأكاديمية. توالى على إدارتها 8 رؤساء بداية من الوزير الأسبق عبدالمجيد بدرى باشا ثم الفنان بديع خيرى ثم الصحفى محمد على حماد والناقد الفنى عبدالفتاح البارودى وحسن درويش الابن الثانى لسيد درويش والكاتبة الصحفية سناء فتح الله ثم عبدالمحسن عبدالمنعم وصولاً إلى الرئيس الحالى للجمعية إبراهيم حجى. والجمعية تضم كورالا من المواهب الشابة التى تتدربت على أداء ألحان سيد درويش وتم تخريج الكثير من المواهب الفنية وهم الآن يشاركون بدار الأوبرا المصرية وعلى رأسهم الملحن رياض الهمشرى، ويقوم بتدريب الكورال الآن الفنان محمد حسن سيد درويش حفيد فنان الشعب. ولكن الجمعية الآن تواجه الكثير من الأزمات المالية والتى تعوق رسالة الجمعية فى الحفاظ على تراث سيد درويش. يقول إبراهيم حجى ل«المصرى اليوم» إن الجمعية تحصل على دعم من هيئة قصور الثقافة ولكنه هزيل للغاية يصل بالكاد إلى 950 جنيها سنوياً وتلقينا مؤخراً دعماً من صندوق التنمية الثقافية هذا العام بمبلغ 20 ألف جنيه استخدمناه فى شراء آلات موسيقية وكمبيوتر ولكن الكورال يحتاج إلى الكثير من المصروفات لشراء ملابس وأجهزة ودفع أجور رمزية لفريق الكورال كما أن الجمعية تقوم بدور تنويرى فى هجوم السلفيين داخل مصر. وتطالب الجمعية بتحويل منزل درويش بجزيرة بدران إلى متحف قومى. ومن جانبه قال محمد حسن سيد درويش رئيس الكورال بالجمعية ل«المصرى اليوم» إنه قام باستخراج ألحان سيد درويش المجهولة وتكوين كورال جديد وتدريبه عن طريق ورش عمل تدريبية مكثفة وقال إن الجيل الجديد يقبل على ألحان سيد درويش لأنها تواكب هذا العصر وتعبر عنه رغم مرور هذه السنوات ودورنا هو المحافظة على هذا التراث وهو الدور الذى كلفنى به أبى حسن درويش، وأشار درويش إلى أن الجمعية تواجه الكثير من الصعوبات المادية فضلا عن ضيق المكان الذى لا يستوعب فريقا، كما أن الفريق لايتقاضى أى مبالغ مالية مما يدفعهم إلى ترك الجمعية إلى أماكن أخرى مثل مسرح البالون بعد أن تم تدريبهم لفترات طويلة.