اختلف الدكتور عبدالحليم نور الدين مع الدكتور زاهى حواس فى تاريخ بدء بناء الهرم، وعما إذا كان فى 23 أغسطس 2470 ق.م أم أن هناك تاريخاً آخر قد يسبق هذا التاريخ أو يتأخر عنه ببضع سنوات، فاتصل بى الأستاذ ثروت حسنين، نقيب المرشدين السياحيين سابقاً، يسألنى.. فقلت له إنى سأعلق على هذا الموضوع فى مقالتى الأسبوعية فى «المصرى اليوم». مانيتون المؤرخ المصرى السمنودى المولد، الذى وصفوه بأنه أعلم أهل عصره بتاريخ بلاده، الذى كان يجيد الهيروغليفية، الهيراطيقية، والديموطيقية، واليونانية (325 - 268 ق.م)، هذا المؤرخ المصرى وصل إلى رتبة الكاهن الأعظم، فكلفه بطليموس الأول بكتابة تاريخ مصر منذ فجر التاريخ، ووضعوا تحت تصرفه جميع الوثائق فى خزائن المعرفة السرية فى تانيس وهليوبوليس، فترك لنا قوائمه المسماة بالEGYPTIACA إجبتياكا.. قسم فيها تاريخ مصر إلى: أ- ما قبل الأسرات (مرحلة الخلق والتكوين) تبدأ من 16 ألف قبل الميلاد (السعى الحضارى). ب- عصر الأسرات ويبدأ 5619 ق.م وليس 3200 ق.م كما يرى الإنجليز. جاءت الأدلة بعد ذلك تؤيد ما تركه لنا (مانيتون، قبل حريق مكتبة الإسكندرية)، وما تركه لنا أفريكانوس، يوسيفوس نقلاً عنه، وكان أول هذه الأدلة هو: 1- إمرى عالم المصريات، اتفقت بحوثه واكتشافاته مع مانيتون، فأكد أن عدد ملوك الأسرات 1، 2، 3 ستة وعشرون ملكاً حكموا 750 سنة وليس 400 سنة كما يقول المتحف البريطانى. 2- أعلن أندريه بوشان من علماء المصريات سنة 1973 ميلادية أن الهرم الأكبر، بنى سنة 2500 قبل التاريخ المذكور 2470 ق.م أى أنه بنى 4970 ق.م!! 3- وجد علماء تقدير عمر الأزمنة بالكربون 14 أن الأزمنة: أ- متطابقة كما جاء فى الوثائق بخصوص العصر البطلمى، الرومانى، القبطى. ب- وجدوا فارقاً زمنياً 50 سنة فى عهد رمسيس الثانى. ج- وجدوا فارقاً زمنياً 1300 سنة فى مومياوات الأسرة 12. د- وجدوا فارقاً زمنياً 2400 سنة فى مومياوات الأسرة الثانية!! وهذا يؤكد الآتى: أ- قوائم مانيتون صحيحة. ب- أن الحضارة المصرية والتى يؤرخ لها بالتدوين بدأت 5619 ق.م. ج- هذه النتائج تدل على أن حضارتنا سبقت الحضارة البابلية 3300 ق.م، كما سبقت الحضارة الكريتية والصينية، لتقارب هذه الحضارات من 3200 ق.م، وهذا يقطع على المدعين دعواهم أن الحضارة السومرية، اليونانية، الفينيقية، والمصرية كلها نشأت فى عصر واحد! إذن جوهر الخلاف يجب ألا يكون على بضع عشرات من السنين، أو أنها فى 23 أو 24 أغسطس، ولكن الخلاف الذى يجب أن نحققه ونصل إلى رأى فيه، هو هذه الآلاف المؤلفة من السنين، لأنها تعنى أن حضارة مصر هى أم الحضارات، ولأنها تهدم سخف وجهل مستر بيجن، حين كان فى سفح الهرم الأكبر، فسأله أحد الصحفيين: كيف سارت المفاوضات؟ فكان الرد الذى لم يرد عليه أحد: تعبت فى المفاوضات تعب أجدادى فى بناء هذه الأهرام!! شىء يحرق الدم! يا وزراء الإعلام والتعليم.. أين الطفل المصرى الذى يحفظ: نحن شعب حكم الدنيا وساد ونما والدهر فى المهد وليد! أو الطفل الذى يردد: وبنينا فلم نخل لبان وعلونا فلم يجزنا علاء قل لبان بنى فشاد فغالى لم يجز مصر فى الزمان بناء (أمير الشعراء) [email protected]