تقدم المستشار عدلى حسين، محافظ القليوبية، بمذكرة إلى الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، طالب فيها بضرورة إشراك المحليات فى جميع أعمال الجهات المركزية المختلفة خاصة مشروعات الجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى لتجنب المشكلات التى تحدث أثناء تنفيذها وتسليمها كما حدث فى قرية «البرادعة»، والتى نتج عنها إصابة 400 من المواطنين بالحمى التيفودية، نتيجة تلوث مياه الشرب بالصرف. وقال المحافظ، خلال اجتماعه الطارئ بأعضاء لجنة تقصى الحقائق بقرية البرادعة: إن المحافظات لا تملك سلطة الرقابة على تنفيذ المشروعات أو طرحها، ولا تعرف عنها أى شىء سوى تكاليفها، رغم أن المحليات قادرة على تحمل المسؤولية، مؤكداً أنه بسبب المركزية نحن محرومون من تحقيق النجاح المطلق مما يضعف أداء المحليات بصفة مستمرة. وأشار المحافظ، إلى أن الحكومة المركزية تعامل المحليات معاملة «الأطفال» رغم قدرتها على تحمل المسؤولية لافتاً إلى أن ما حدث فى «البرادعة» سيغير وجهة النظر فى دعم المركزية، مطالباً بتوجيه الميزانيات إلى المحافظات لأنها الأقدر على الإنفاق بشكل يعود بالنفع على المواطنين. وأكد المحافظ، أن التشكيك فى الإدارة المحلية مقصود، حتى تظل المركزية قائمة وقال: إن حادث «البرادعة» أعطانا الحق الطبيعى فى الرقابة على المشروعات حتى ولو كانت تتم بشكل مركزى. موضحاً أن الجهاز التنفيذى لمشروعات مياه الشرب والصرف الصحى مدين لمحافظة القليوبية بمبلغ 42 مليون جنيه، قيمة إعادة الشىء لأصله، سدد منها حوالى 900 ألف جنيه. وحذر أعضاء المجلس من تكرار لكارثة فى أكثر من قرية بالمحافظة، ومن ظاهرة إلقاء مخلفات سيارات «الكسح» فى الأراضى الزراعية والنيل والترع والمصارف. وأعلن الدكتور ممدوح خلاف، وكيل وزارة الصحة بالقليوبية، أمس، عن احتجاز 21 حالة جديدة فى مستشفيات حميات قليوب والخرقانية، للاشتباه فى إصابتهم بالتيفود، وخرجت 24 حالة بعد تماثلها للشفاء واستمرار احتجاز 86 حالة فى مستشفيات القليوبية وحميات إمبابة. وأكدت نجوى العشيرى، رئيس مدينة القناطر، استمرار قطع المياه عن القرية حتى الانتهاء من أعمال إصلاح شبكة المياه، تنفيذاً لأوامر الرئيس مبارك، مشيرة إلى استمرار مد القرية بفناطيس المياه وزيادة عدد صنابير مياه الشرب العمومية إلى 25 بالإضافة إلى إمداد شركات المياه المعدنية القرية بعبوات من المياه. وفى الوقت ذاته توافد أهالى قرية البرادعة، الموبوءة بالتيفود، على المستشفيات للحصول على شهادات تفيد إصابتهم بالمرض لتقديمها إلى الوحدة المحلية للحصول على التعويض الذى قرره المحافظ 500 جنيه لكل مصاب. ومن جانبها واصلت نيابة جنوبالقليوبية برئاسة أسامة الحلوانى، رئيس النيابة الكلية، بإشراف هشام عمارة، المحامى العام لنيابات جنوبالقليوبية، تحقيقاتها فى بلاغ محافظ القليوبية وبعض أهالى القرية ضد أنور نبوى، المقاول المكلف بتنفيذ شبكة المياه الجديدة فى القرية. وأقر محمد طنطاوى، مدير عام المرافق بالمحافظة، فى أقواله أمام النيابة بوجود عيوب فنية خطيرة فى شبكة المياه لافتاً إلى استخدام المقاول محابس غير مطابقة للمواصفات إضافة إلى التلاعب فى مواصفات الأعماق وطريقة تغطية الشبكة، كما استمعت النيابة إلى أقوال 9 آخرين من المصابين. وفى الشرقية استقبل مستشفى حميات فاقوس 8 حالات مصابة بالحمى التيفودية من عائلة سعود بقرية اشكر التابعة لمركز فاقوس مما أدى إلى ارتفاع عدد المصابين، فى المستشفى، إلى 13 حالة وكان قد أعلن عن إصابة 5 حالات، أمس الأول. وقال عبدالله أحمد، أحد الأهالى: نعانى من انقطاع مياه الشرب عن القرية منذ أربعة أيام، مما يضطرنا إلى شراء جراكن المياه من القناطر الخيرية لسد احتياجاتنا لأن فناطيس المياه التى ترسلها الحكومة لا تسد احتياجات أهالى القرية. من جانبه نفى الدكتور سيد أبوالخير، مدير مديرية الشؤون الصحية فى الشرقية، إصابة الحالات الثمانى بالتيفود، وقال: العينات جاءت سلبية، كما نفى أن تكون هناك حالات إصابة بالتيفود من الأساس على مستوى المحافظة.