كان يوسف شاهين «1926- 2008» سعيدًا باختيار أفلامه لمسابقات المهرجانات الكبرى الثلاثة فى كان وبرلين وفينسيا منذ عام 1970، ولكنه لم يكن سعيدًا بأن تكون أفلامه هى الوحيدة التى تعرض فى مسابقات هذه المهرجانات، فلا يوجد إنسان كبير فى إنسانيته أو فنان كبير فى فنه يسعده أن يكون الأوحد، ولذلك فهو الآن فى عالم الروح التى هى من علم الله وحده سعيد باختيار أول فيلم طويل للمخرج الشاب أحمد ماهر «المسافر» فى مسابقة مهرجان فينسيا هذا العام. وكما أشرقت صورة أم كلثوم «1898- 1975» على شاشة فينسيا عام 1936 فى فيلم «وداد» إخراج فرتيز كرامب وأول فيلم من إنتاج ستوديو مصر وأول فيلم ناطق بالعربية عرض فى المهرجان الذى كان أول مهرجان دولى للسينما عام 1932، تشرق على شاشة فينسيا 2009 صورة عمر الشريف.. وكما كانت أم كلثوم معروفة فى العالم آنذاك، فعمر الشريف معروف فى العالم اليوم، ومنذ عقود، فهو الممثل العربى الوحيد الذى وصل إلى العالمية، ورشح للأوسكار، وفاز بالجولدى جلوب، وقد حضرت فى فينسيا 2003 حفل فوزه بالأسد الذهبى عن مسيرته الفنية، وكنت عضوًا فى لجنة التحكيم، ولكن سعادتى بفوزه كانت أكبر من سعادتى بعضوية اللجنة. وبين «وداد» و«المسافر» شهد المهرجان فى المسابقة «حدوتة مصرية» عام 1982، و«هى فوضى» عام 2007، وكلاهما من إخراج يوسف شاهين، وساعده فى الفيلم الثانى، الذى أصبح الأخير، تلميذه خالد يوسف، وفى عام 1970 عرض «المومياء» إخراج شادى عبدالسلام «1930- 1986»، ولكن لم تكن هناك مسابقة فى تلك الدورة، وفى عام 1986 عرض «البداية» إخراج صلاح أبوسيف «1915- 1996» خارج المسابقة تكريمًا لفنان السينما الكبير، وهذه هى كل الأفلام المصرية التى عرضت فى مهرجان إيطاليا العريق طوال تاريخه «77 سنة». منحنى الدكتور ثروت عكاشة عندما كان وزيرًا للثقافة عام 1970 شرف تقديم فيلم «المومياء» فى مهرجان فينسيا، وكانت هذه هى المرة الوحيدة التى سافرت فيها إلى الخارج فى وفد رسمى على نفقة وزارة الثقافة، وفى عام 1982 حضرت الدورة التى عرض فيها «حدوتة مصرية» حيث رشح أغلب النقاد نور الشريف للفوز بجائزة أحسن ممثل، ولكننا لم نفز بأى جائزة فى فينسيا، وربما حان وقت الفوز هذا العام. [email protected]