أكدت سفيرة جنوب أفريقيا فى مصر سونتو كودجو تأييد بلادها ترشيح الوزير فاروق حسنى، وزير الثقافة، على منصب مدير عام منظمة اليونسكو. وقالت كودجو فى حوار مع «المصرى اليوم»: نحن ملتزمون بسياسة الاتحاد الأفريقى بدعم المرشحين الأفارقة فى أى مناصب دولية. ونفت سفيرة جنوب أفريقيا وجود صراع بين مصر وبلادها للحصول على مقعد دائم فى مجلس الأمن، مؤكدة أن المهم هو أن يكون لقارة أفريقيا تمثيل عادل فى المجلس يحافظ على مصالحها.. وفيما يلى نص الحوار: ■ بداية ما الوضع بالنسبة للعلاقات المصرية الجنوب أفريقية الآن؟ - العلاقات جيدة، وهناك دائما مجال لتحسين العلاقات، وذلك بغض النظر عن طبيعه هذه العلاقات فى الوقت الراهن. ■ وكيف يمكن جعل هذه العلاقات تسير بصورة جيده؟ - هناك مجالات متعدده يمكن من خلالها جعل العلاقات بين مصر وجنوب أفريقيا تسير بشكل جيد، سواء سياسيا أو اقتصاديا وثقافيا، فإذا نظرنا إلى الجانب الثقافى فهناك مجال لتعاون أكبر بين البلدين فى مجال السينما، فكما تعلم فإنه لفترة ليست بالطويلة كان البيض هم من يسيطرون على الإنتاج السينمائى فى جنوب أفريقيا، ولكن الآن الوضع تغير حيث بدأ سكان البلد الأصليين فى إنتاج الأفلام السينمائية، وهذا قد يفتح المجال للتعاون مع مصر التى تعد هوليوود الشرق. ومن المجالات الأخرى التى تشهد تعاونا بين البلدين هو مجال الرياضة مثل كرة القدم والهوكى. وفى المجال السياسى هناك تنسيق وتشاور كبير بين البلدين فى القضايا ذات الاهتمام المشترك سواء تلك المتعلقة بالوضع فى بعض البلدان الأفريقية مثل الوضع فى زيمبابوى وفى السودان أو تجاه قضية الشرق الأوسط والصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل. ■ هناك تنافس بين مصر وجنوب أفريقيا على الحصول على العضوية الدائمة فى مجلس الأمن، هل تسبب هذا الأمر فى توتر العلاقات بين الدولتين؟ - الجميع يعلم أنه عندما تولى كوفى أنان، منصب الأمين العام للأمم المتحدة، بدأ فى عملية تطوير فى المنظمة الدولية خاصة فى الجمعية العامة وتم طرح توسيع العضوية فى مجلس الأمن حيث كان التمثيل فى المجلس غير كاف خاصة بالنسبة لأفريقيا، ولكن عندما تولى بان كى مون، منصب الأمين العام للمنظمة الدولية، هدأت هذه العملية، حيث كانت أمامه تحديات جديدة. وليس هناك أى نوع من الصراع بين مصر وجنوب أفريقيا فى هذا الشأن، وليست له أى تداعيات سلبية على العلاقات بين البلدين، والمساعى للحصول على العضوية الدائمة فى مجلس الأمن لا تقتصر على مصر وجنوب أفريقيا فهناك أيضا نيجيريا وليبيا. وإذا حصلت جنوب أفريقيا على المقعد فهذا أمر جيد، وإذا لم نوفق فى الحصول عليه فنحن نشجع أى دولة أفريقية أخرى على الحصول عليه، فما يهمنا هو ضرورة أن يكون هناك تمثيل عادل لأفريقيا فى المجلس، فهذا الأمر معناه خدمه المصالح الأفريقية المشتركة. ■ ما موقف جنوب أفريقيا من ترشيح فاروق حسنى، وزير الثقافة لمنصب مدير عام منظمة اليونسكو؟ - جنوب أفريقيا أعلنت منذ فترة دعمها لترشيح فاروق حسنى، مديرا لليونسكو، ونحن ملتزمون بسياسة الاتحاد الأفريقى بدعم المرشحين الأفارقة فى أى مناصب دولية. ■ أنتم تمتلكون علاقات قوية مع بعض القوى الدولية، فهل من الممكن أن تستغلوا هذه العلاقات للترويج للمرشح المصرى؟ - أعتقد أن مصر ليست فى حاجه إلى قيامنا بالترويج للمرشح المصرى، فهذه المسألة تقع على عاتق مصر بالدرجة الأولى، كما أن مصر تمتلك علاقات متميزة أيضا مع القوى الدولية المؤثرة. وكل ما نستطيع تقديمه لمصر هو إعطاء المرشح المصرى لصوت جنوب أفريقيا فى الانتخابات المقرر إجراؤها فى الفترة المقبلة. ■ دائما العلاقات الاقتصادية والتبادل التجارى هما المؤشر لقوة أى علاقات بين دولتين فما الوضع فى هذا المجال بين مصر وجنوب أفريقيا؟ - هذه مسألة مؤسفة فحجم التبادل التجارى بين الدولتين لا يتناسب مع قوة العلاقات بينهما وهو أقل بكثير من توقعاتنا، فهو لا يتجاوز المليار دولار. ■ لماذا العلاقات الاقتصادية ضعيفة بهذا الشكل؟ - أنا شخصيا لا أعرف السبب، وفى رأيى من السلبيات التى لمستها فى هذا الأمر أننا لا نخلق الظروف المواتية لرجال الأعمال سواء المصريين أو الجنوب أفريقيين للقيام بمشروعات مشتركة، فهناك العديد من الشركات من جنوب أفريقيا أقامت مشروعات استثمارية فى مصر ولكنها واجهت مشكلات كبيرة، لعل آخرها شركه أقامت فندقا سياحيا على البحر الأحمر وتعرضت لمشاكل بعد 6 أشهر فقط من افتتاحه. وأنا أتساءل أنه إذا كان أمامنا فرصه كبيرة لتقوية العلاقات السياسية بين البلدين فلماذا لا نستغل هذا الأمر فى تقوية علاقاتنا الاقتصادية؟
