كم أحزننى كثيرا خبر استشهاد مروة الشربينى، المواطنة المصرية بألمانيا، لمجرد أنها مسلمة و ترتدى الحجاب لأن دينها يفرض عليها ذلك، فأود فى البداية أن أقدم خالص التعازى لأسرتها و أبدى تعاطفى الشديد مع قضيتها، فمروة بنت كل المصريين، مسلمين كانوا أو مسيحيين، وأدعو الله أن يلهم أهلها الصبر والسلوان. ولكن على هامش هذه القضية التى تناولتها العديد من وسائل الإعلام المحلية والعالمية لفت نظرى تصريحات بعض الصحف والقنوات الفضائية على لسان بعض أقاربها ومن شغلتهم القضية بوصفهم الغرب بأنهم هم الارهابيون، وأبرزهم شقيقها المهندس طارق الشربينى الذى نقدر مشاعره وحزنه الشديد لفقدانه شقيقته بهذه الطريقة البشعة، فقد اعتبر أن الحادث فرصة لإثبات أنهم فى الغرب هم الإرهابيون وأن العنف جاء من ناحيتهم. ولقد ترددت كثيرا قبل كتابة رأيى فى هذا الموضوع، ولكنى رأيت أننا بصدد الوقوع فى اتهام ظالم لم نكن لنرضاه على أنفسنا من قبل، ولكى لا نخلط الأمور دعونا نكن واضحين وعادلين فى الحكم على الآخرين، فلا شك فى إدانة هذا الحدث كجريمة إرهابية بشعة لا يقبلها أى إنسان أياً كانت ديانته أو جنسيته أو انتماؤه بصفة عامة، ولكن وصف الغرب بالإرهابيين فى هذه الحادثة فهذا مبالغ فيه وفيه ظلم لشعوب الغرب و تشويه أيضا لصورتهم، أقول ذلك ليس لأننى مسيحى أو لأننى منحاز إلى الغرب فشأنى شأن كل مصرى، مسلما كان أم مسيحيا، يشعر بالظلم و الغضب والاستياء الشديد عندما يصف الغرب العرب والمسلمين بالإرهابيين، سواء كان ذلك فى تصريحات أو رسومات مسيئة، خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر التى راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، وعلى سبيل الإيضاح لا المقارنة لن أذهب بعيدا فى ذكر أحداث الإرهاب التى حدثت ببلادنا وأطاحت بعديد من المصريين والأجانب من مختلف الجنسيات. فكلنا يعرف أن هذه الأحداث الإرهابية سببها متطرفون يتبرأ منهم دينهم الذى ينسبون إليه، وعلى سبيل المثال فى حادث تفجيرات الحسين الأخير الذى راحت ضحيته سائحة فرنسية قُتلت أيضا بغير ذنب، هل كنا سنرضى بأن تخرج علينا الصحف الفرنسية والقنوات الفضائية وأهل الضحية بوصف المصريين والعرب بالإرهابيين؟! بالطبع لا، وإذا كان هذا قد حدث بالفعل من قبل فأتمنى ألا تكون تصريحاتنا هذه من باب الدفاع عن النفس، أو نظام «واحدة بواحدة» فهذا الحدث أو غيره من الأحداث الإرهابية يدينه كل دين وكل وطن، فدعونا لا نخلط الأمور، ولا يدفعنا حزننا الشديد وانفعالنا الزائد إلى التسرع فى اتهام الآخر وتعميم القضية.. دعونا ننبذ البغض والكراهية، ونوحّد الجهود للقضاء على العنف والإرهاب، لكى نتعايش فى محبة وسلام. ختاما دعونا نقدم مواساتنا لأسرة مروة وإلى كل من تألم لفراقها، و نقول لكم إن دم مروة لن يذهب هدرا، ولن يهدأ لنا بال حتى تأخذ العدالة مجراها ويرجع حق مروة، وربنا يرحمنا جميعا. د. فادى رمزى سعد- أسيوط