فى جميع مدن العالم توجد شوارع وطرق كافية لسير السيارات وبهذه الطرق «إن كانت فى الشوارع الرئيسية أو الفرعية أو حتى الأزقة توجد بها أماكن محددة لعبور المشاة بضمان الأمان»، وتوجد أرصفة لسير المشاة فى أمان بعيداً عن حركة السيارات.. وفى مدن العالم المتقدم توجد بالإضافة إلى ذلك أماكن مخصصة للدراجات، بعيداً عن الأماكن المخصصة للمشاة. أما عندنا فى مدينة الإسكندرية العظيمة، صاحبة التاريخ العريق، والاسم الرنان، والحضارة التى ازدهرت بها عدة قرون، أقول للأسف اختفت منها الأرصفة تماماً، والجزء المتبقى من الرصيف لا يصلح للسير عليه.. بالإضافة إلى أن الأرصفة التى تم تعديلها بفكر غير هندسى لا تصلح لصعود إنسان مسن إليها أو إنسان مصاب بأمراض الروماتيزم بدرجاته المختلفة، ولا تصلح لصعود كرسى متحرك يجلس عليه إنسان مريض، وإن كان هناك عند طرفى الرصيف مهبط ومصعد لصعود هذه الكراسى المتحركة أو إنزالها، إلا أن هذه المهابط والمصاعد غير مقامة على المواصفات الهندسية الصحيحة!! وبذلك أصبحت هذه المهابط والمصاعد غير صالحة للاستخدام بل ضارة، هذا بالإضافة إلى أن عرض الرصيف لا يسع لكرسى متحرك للسير عليه!! أيها السادة الأفاضل، إن الأرصفة ليست نوعاً من الترف، بل هى أساسية فى أمان للمرور. لقد تحولت مدينة الإسكندرية الجميلة إلى مدينة تجمع الأشياء المتناقضة. ومما يدعو إلى الأسف أن قامت إحدى المجلات المصرية الأسبوعية بإصدار ملحق خاص عن الإسكندرية، يضم الأشياء الجميلة ظاهرياً، التى تم تجميلها على طريق الكورنيش، وأحسب أن هذا ملحق مدفوع الأجر بسبب كمية الإعلانات التى به. من يحاسب من فى هذا الزمان الذى اختفت فيه جميع المعايير التى على أساسها يمكن تصحيح الأخطاء؟ من ينقذ مدينة الإسكندرية الجميلة؟ إن لم نواجه الأخطاء بشجاعة وصراحة فإننا لم ولن نتقدم خطوة واحدة فى أى مجال من المجالات. د. مينا بديع عبدالملك رئيس قسم الرياضيات بهندسة الإسكندرية