أبقت الصين أمس على انتشار مكثف للجيش وشرطة مكافحة الشغب فى أورومتشى عاصمة إقليم شينج يانج الصينى، بعد اضطرابات عرقية استمرت أياما، فيما ظهرت مؤشرات إلى عودة الوضع إلى طبيعته فى المدينة، بينما أعلن نائب رئيس المؤتمر العالمى ل»اليوجور» أصغر كان، الذى يعيش فى ألمانيا أن ما بين 600 و800 شخص قتلوا فى المصادمات العرقية التى اندلعت الأحد الماضى فى الصين. وقال «كان»: «نعتقد أن العدد هو بين 600 و800»، متحدثاً عن شهادات جمعت من أفراد أقلية «اليوجور» المسلمة على الأرض. وأضاف أن 150 شخصاً قتلوا خصوصاً فى مصنع الجرارات فى أورومتشى. موضحاًأن «طالبتين يوجوريتين قتلتا بقطع الرأس أيضا وعرضت جثتاهما عند مدخل كلية الطب من أجل إرهاب اليوجوريين»، وأشار «كان» إلى مقتل أكثر من 20 يوجورياً فى مدينة جولجا، وأضاف فى الوقت نفسه إلى أن جالية اليوجور فى الخارج دعت إلى تنظيم مظاهرة أمام سفارة الصين فى برلين بعد ظهر اليوم الجمعة. وكانت مصادمات اندلعت فى اقليم شينج يانج بين اليوجور - مسلمون ناطقون باللغة التركية ويشكلون الأغلبية فى الإقليم - وإثنية «هان» التى تشكل الأغلبية فى الصين، ما أدى إلى سقوط 156 قتيلا وأكثر من ألف جريح، حسب السلطات التى أعلنت مساء أمس الأول أن الوضع أصبح «تحت السيطرة». غير أن أورومتشى بقيت مقسومة، إذ تمركز جنود صباح أمس قرب حواجز أقيمت فى المدينة البالغ عدد سكانها مليونى نسمة للفصل بين المناطق التى يسكنها «الهان» ومناطق «اليوجور». وسارت مواكب طويلة من الشاحنات تحمل لافتات كتب عليها «لنسحق الانفصاليين» أو «لنعد السلام إلى المدينة» فى دعوة للوحدة العرقية. وأعيد فتح المتاجر بعدما أغلقت 3 أيام بأمر رسمى، غير أن بعضها أبقى ستائره الحديدية مسدلة خوفا من تجدد أعمال العنف، فيما بقيت السوق مغلقة. وبينما ابتهج أبناء عرق «الهان» - الذين قالوا إنهم لا يزالون يشعرون بالتهديد من أحداث العنف - باستعراض القوة الذى تقوم به بكين والتقطوا صورا للقوات التى تجوب المدينة، ظهر التوتر على وجوه السكان من «اليوجور». وفى حين دعت الحكومة إلى التزام الهدوء وشددت على أن الحياة فى أورومتشى «تعود إلى طبيعتها»، بثت قنوات التليفزيون الرسمية الصينية لقطات لعشرات الأشخاص وهم يسيرون فى مختلف أنحاء مناطق تسوق رئيسية فى شينج يانج، لكنها تجنبت أيضا نشر لقطات لرجال الشرطة وقوات الجيش فى الشوارع. فى غضون ذلك، وعدت حكومة أورومتشى بأنها ستجمع نحو 100مليون يوان (نحو 14.6مليون دولار) لضحايا الاضطرابات، وأوضح عمدة المدينة يرلا عصام الدين (من اليوجور) أن المستفيدين من التعويضات هم أسر الضحايا المتوفين والأشخاص الذين أصيبوا بعاهة بعد الاعتداءات إلى جانب عدد من الجرحى. مؤكداً أنه سيتم أيضاً تخصيص إعانات للمحال التجارية والشركات التى عانت من هجمات.
