30 درجة هى فارق خطوط العرض بين القاهرةوأوسلو على الخريطة، لكن هذا الفارق لم يشكل عائقا فى التواصل بين عدستى كاميرات المصرى «حمدى رضا» والنرويجى «بيكا باريسون» فنانى الفوتوغرافيا اللذان افتتحا معرضهما «30 درجة» قبل أيام بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك. بداية فكرة التعاون حسب رواية حمدى رضا كانت قبل عامين، فقال: «تعرفت إلى باريسون قبل أعوام من خلال معرض له فى أتيليه القاهرة، وتصادقنا، وفى 2007 فكرنا فى إقامة معرض مشترك يضم رؤيتنا للفروق بين الحياة هنا والحياة فى النرويج». حمدى رضا فنان بصرى ومنسق فنى ولد عام 1972، وتخرج فى كلية الفنون الجميلة جامعة حلوان 1997، أقام عدة معارض فوتوغرافية فردية وجماعية، وهو مؤسس ومدير مساحة آرت اللوا للفنون. بدت العلاقة بين المكانين فى بداية المشروع محاولة للبحث عن التناقضات، لكن – والكلام هنا على لسان رضا - سرعان ما أنتجت معرضا يضم التشابهات فى الحياة بين المدينتين، وقال: «رغم أن النظرة الأولى توحى بأن هناك تناقضاً بين المدينتين، لكن التدقيق يجعلك تشعر أنك أمام تشابه واضح، لذا فقد تحولت الفكرة بعد حوار طويل بيننا وزيارات بين المدينتين، إلى أن التشابه بين العناصر البشرية أكبر بكثير من الثغرات والمشكلات والتناقضات». يذكر أن شريك رضا فى المعرض هو بيكا باريسون فنان نرويجى سويدى الأصل، ولد فى 1956 بمدينة لوند، ويقيم منذ 1983 بالنرويج، أقام عدة معارض بالقاهرة، آخرها معرضه بساحة آرت اللوا فى 2007. يضم المعرض الذى يستمر حتى 10 يوليو حوالى 30 صورة بأحجام مختلفة، وعملين بالفيديو آرت، حاول من خلالها كلا الفنانين كسر قيد الثبات الذى تفرضه طبيعة فن التصوير الفوتوغرافى. وهو ما نفاه رضا بأن يكون الهدف الوحيد استخدام وسيط الفيديو، وأوضح: «الحركة كانت محاولة لتأكيد فكرة المعرض، لم نكن معنيين بالتلاعب التقنى لإخراج الصورة الفوتوغرافية من إطارها أو طبيعتها، فالفوتوغرافيا هنا وسيط فقط لنقل الفكرة مثلها مثل الفيديو». وتتنوع الصور فى المعرض بين أربعة أقسام أولها صور فى أوسلو بعدسة رضا، وآخر صور فى القاهرة بعدسة بيكا، وثالث يضم صور الفنانين من مدينتيهما، وأخير من تصوير وتصميم رضا يقوم على الكولاج الفوتوغرافى (تركيب الصور). لعل اللافت فى «30 درجة» هو التداخل بين الرؤية التى تقدمها الصور، إلى الحد الذى يصعب فيه الفصل بين عدسة رضا وعدسة بيكا، وهو ما فسره رضا أنه جاء نتاج حوار طويل بينهما، مستنكراً لجوء بعض التشكيليين لإقامة معارض جماعية دون تخطيط وعمل مسبق، وقال: «كثير من الفنانين يقيمون معارض جماعية، نتيجة لظرف اقتصادى أو سياسى معين يفرض عليهم استغلال نفس المساحة، لكنى أرى ذلك خطأ شنيعاً، لأنه لا يفضى إلى حوار حقيقى بينهم». وشدد: «لابد أن يكون بين الفنانين شىء من القوة لكى تجمع أعمالهم فى معرض واحد أولا، فكيف يمكن أن تضع العربة قبل الحصان وتتوقع أن يجرها؟».