«تطهير الكتل السكنية فى جميع محافظات مصر من الفئران والحشرات يحدث مرتين كل عام عقب حصاد كل من الموسم الصيفى والموسم الشتوى».. هكذا بدأ المهندس أسامة عبد الباقى الشريف، مدير عام الإدارة العامة لمكافحة ناقلات الأمراض بوزارة الصحة، حديثه عن وضع مكافحة القوارض والحشرات الناقلة للأمراض، منتقدا أجهرة الحكم المحلى لتقاعسها عن رفع تجمعات القمامة، مما تسبب فى انتشار الفئران والحشرات فى معظم الكتل السكنية. وقال الشريف فى حواره مع «المصرى اليوم» إن وزارة الصحة تتكبد ملايين الجنيهات سنويا لمكافحة ناقلات الأمراض من الفئران والحشرات بصفة عامة.. وإلى تفاصيل الحوار: ■ ما هى الخطة الموضوعة لمكافحة الطاعون؟ - الأساس فى مكافحة ناقلات الأمراض هو القضاء على الحشرات والقوارض ومنها الفئران الحاملة لمرض الطاعون، ونقوم بعمل حملتين سنويا، مرة بعد حصاد الموسم الصيفى، وأخرى بعد حصاد الموسم الشتوى وبالتحديد فى فبراير ومارس، وفى سبتمبر وأكتوبر من كل عام، بمشاركة وزارة الزراعة. ■ ولماذا لا تستمر فى باقى العام؟ - لأنه عقب كل حصاد زراعى تنتشر الحشرات والفئران وتهاجم المنازل، ونطلق عليها اسم الحملة القومية السنوية لمكافحة ناقلات الأمراض، وتكون على مستوى القرى والنجوع، هذا بخلاف الدوريات المنتظمة التى تقوم بها كل إدارات مكافحة ناقلات الأمراض فى كل محافظة للقضاء على هذه الحشرات والقوارض. ■ كيف يتم التخلص من الحشرات والقوارض الناقلة لمرض الطاعون؟ - البرغوث هو الناقل الأساسى ل«الطاعون» ويأتى بعده الفأر، لذا نضع فى أولوياتنا التخلص من البرغوث أولا عن طريق عملية تسمى ب«التعفير»، وتحدث هذه العملية من خلال وضع كميات من «البودر» القاتل للبرغوث فى أماكن تجمعات الفئران، ثم يتوغل المسحوق داخل جسم الفأر لكنه فى الأساس يستخدم لقتل البرغوث لتبدأ بعدها طريقة التخلص من الفأر وبمجرد القضاء على البرغوث تصبح المكافحة أسهل بالنسبة للقضاء على الفأر نفسه ناقل المرض. ■ رغم حملتكم لمكافحة ناقلات الأمراض تعيش أغلب التجمعات السكنية فى مشكلة دائمة مع الفئران والحشرات.. فلماذا يحدث هذا؟ - وزارة الصحة ليست وحدها المسؤولة عن مكافحة الفئران والحشرات. ■ ما الجهات الأخرى المسؤولة.. وكيف تكون سببا فى بقاء القوارض والحشرات فى التجمعات السكنية؟ - مثل أجهزة الحكم المحلى التى لها دور كبير فى مكافحة القوارض جنبا إلى جنب مع وزارة الصحة، فوجود تجمعات للقمامة فى أى مكان يعنى وجود بيئة مناسبة لوجود الفأر ومن ثم الحشرات ناقلات الأمراض. ■ هل هذا يعنى أن وزارة الصحة يتوقف دورها أمام تجمعات القمامة لمجرد أنها ليست مسؤوليتها؟ - لا.. نحن نقوم بدورنا فى المكافحة ولكن فى ظل وجود «الزبالة» وانتشارها مهما وضعت من سموم لهذه الحشرات والقوارض فستظل موجودة ولن تنتهى، وبالتالى تصبح المكافحة بلا فائدة. ■ ولماذا لا يتم التنسيق بين الجهات المسؤولة لمكافحة ناقلات الأمراض لحماية المواطنين من حدوث كارثة «الطاعون»؟ - بالفعل هناك لجنة عليا لمكافحة ناقلات الأمراض بمشاركة قيادات الحكم المحلى، أنشئت بموجب القرار 2 لسنة 2005، إلا أننا نحضر الاجتماعات ولكن الاستجابة ضعيفة. ■ كيف؟ - اللجنة العليا للمكافحة كانت تقوم بدورها فى بداية إنشائها عام 2005 على أكمل وجه، لكننا وجدنا أن مسؤولى الحكم المحلى فى كل اجتماع يقومون بتغيير المسؤول عن حضور اللجنة، وهو ما يعوق العمل لصعوبة استيعاب كل شخص لما حدث أو سوف يحدث، وعلى سبيل المثال مجالس المدن مع إدارة المكافحة تقوم بعمل اجتماعات إقليمية، وبعد هذه الاجتماعات لا نجد مشاركة، وبالتالى الصحة فقط هى التى تقوم بعملها دون مبالاة من الجهات الأخرى. ■ وهل هناك مشكلات أخرى تواجه اللجنة؟ - الإمكانيات الضعيفة، من القوى العاملة أو الأجهزة، مثلا شركات النظافة نفسها تمثل عقبة فى أنها لو قضت على تجمعات القمامة عمرنا ما هنلاقى فأر، أنا نفسى كمسؤول تظل فى منزلى القمامة إلى أن أتخلص منها دون انتظار لمسؤولى جمع القمامة. ■ هل يتوقف دور الصحة أمام تجمعات القمامة؟ - لا.. مكافحة الفأر فى التجمعات السكنية مسؤوليتنا، ولكن إذا قضيت عليه اليوم سيأتى فى اليوم التالى نتيجة وجود الزبالة وهى بمثابة مرتع له وبيئة مناسبة لمعيشته، ولكن يد وحدها لا تصفق، فنحن بحاجة إلى مساعدة كل الجهات للقضاء على الفئران ومن ثم الحشرات، فعلى المواطن أن ينظف منزله وعلينا تنظيف الأماكن المفتوحة بمساعدة الحكم المحلى. ■ كم عدد كميات المبيدات المستخدمة سنويا للقضاء على الفئران والحشرات وكم يبلغ ثمنها؟ - ما يقرب من 100 إلى 150 طناً سنويا من المبيدات تستخدم لمكافحة الفئران والقوارض والحشرات بصفة عامة، وتتكلف 15 مليون جنيه، هذا بخلاف الزيادات السنوية، التى تحدث نتيجة ارتفاع الأسعار. ■ وهل هذه الكميات كافية للقضاء على الفئران والقوارض؟ - كميات المبيدات لا تكفى لمكافحة الفأر لأن الحملة الواحدة تستخدم 20 طناً فقط مقارنة بالكميات الأساسية الموضوعة التى تصل إلى 150 طناً فقط، والمفروض أن يشارك الحكم المحلى بأطنان من المبيدات. ■ إذن لديكم عجز فى كميات المبيدات المستخدمة؟ - لا.. متقوليش عجز.. هذه هى موازنة الصحة. ■ وهذه الموازنة غير كافية؟ - لا.. كل ما حدث أننا أرسلنا للمحافظات نقول شاركوا فى المبيدات بصورة عامة لأن الوزارة غير مسؤولة عن كل شىء، وبالفعل حدثت استجابات من بعض المحافظات ومحافظات أخرى رفضت. ■ هل الوضع الحالى لخطر انتشار الطاعون يثير القلق؟ - كثافة الفأر تصل من 4 : 6% فى التجمعات السكنية، وهذا نعتبره معدلاً طبيعياً خاصة أن معدل كثافة البرغوث يصل إلى صفر % وهو لا يمثل أى خطورة لأن البرغوث إذا زاد على 1% نبدأ عمليات «التعفير» والتخلص منه، وهذه النسبة قمنا بقياسها فى السلوم وفى التجمعات السكنية بالمدن، وهى حتى الآن مطمئنة. ■ فى حالة ظهور أى إصابة بالطاعون، وفى ظل تقاعس الحكم المحلى عن دوره فى المكافحة الجماعية، كيف سيكون الحال؟ - نحن لا نتحرك تحركاً جماعياً إلا مع ظهور الكوارث، ووقتها ستبدأ كل الجهات فى التكاتف من أجل المكافحة، وربما تدخل وزارة التربية والتعليم طرفا فى المسألة لمكافحة المرض. ■ هل هناك خط ساخن لتلقى البلاغات عن تواجد تجمعات الفئران أو الحشرات لمكافحة الطاعون؟ - لا يوجد خط ساخن وأعتبر تليفون مكتبى هو الخط الساخن فى تلقى البلاغات ونتحرك لأى بلاغ باهتمام. ■ ما هى أسوأ الأماكن التى ستبدأون بها خطتكم لمكافحة الطاعون؟ - البلد كله يحتاج إلى مكافحة جماعية، مثلا أجدنى أتلقى بلاغات من مسؤولين كبار يشكون من تواجد فئران فى منازلهم، والسبب فى ذلك هو أن تجمعات القمامة فى أى مكان تكون سببا لوجود الفئران والحشرات ومن ثم تنقل الأمراض.