من منا كان يتوقع العروض الطيبة التى قدمها المنتخب الوطنى فى كأس القارات؟ ومن منا كان يتوقع أن نحرز 3 أهداف في مرمى البرازيل لأول مرة؟ ومن منا كان يتوقع الفوز على بطل العالم؟ أسئلة صعبة تبحث عن إجابة، خاصة أن المنتخب قد لقى هزيمة قاسية من الجزائر قبل السفر إلى جنوب أفريقيا بأيام قليلة وتعرض لهجوم شرس من وسائل الإعلام وتوقع الجميع عددا قياسى من الهزائم والأهداف أمام أبطال العالم، ويبدو أن ردود الأفعال الغاضبة قد تحولت بقدرة قادر إلى قوة ودفعة كبيرة وضعت الجميع فى مأزق حرج تم ترجمته من قبل لاعبى المنتخب وجهازه الفنى إلى تقديم سيمفونية رائعة أمام البرازيل حتى الثانية الأخيرة. ومن بعدها الفوز على بطل العالم بدون «بدلة الهوارى»، والأهم هو طرد الخوف من النفوس وتحمل المسؤولية واللعب بمزاج وخطط قوية فتألق الجميع دون استثناء حتى إن الصحف الإيطالية وقعت فى مأزق كبير، فبعد أن أكدت صعود إيطاليا والبرازيل إلى الدور قبل النهائى عادت لتتتوقع ضعف فرصة فريقها بعد تألق الفراعنة ودخلت فى حسابات عقيمة تتوقف على نتائج المباراتين الأخيرتين بين فرق المجموعة. وقد حالفنى الحظ بوجودى فى روما لأسباب طارئة لمتابعة لقاء مصر وإيطاليا الذي انتهى بصدمة غير متوقعة لجماهير الكرة الإيطالية وفرحة عارمة لأعضاء الجالية المصرية الذين خرجوا فى مظاهرات اجتاحت شوارع البلاد، كما تابعت تعليقات وسائل الإعلام على الهزيمة غير المتوقعة لأبطال العالم والإشادة الكبيرة بمنتخب مصر الذين وصفتهم بالفراعنة الذين حنطوا المنتخب الإيطالي وأول فريق أفريقى يلحق الهزيمة بالمنتخب الأزرق فى تاريخه الطويل مع الكرة العالمية، كما علقت أشهر الصحف الإيطالية الرياضية «لاجازيت ديللو سبورت» ومنحت الدرجات لنجوم مصر: الحضرى 8 ووصفته بالحارس العجوز العملاق وبوفون مصر الذى صنع المعجزات وتصدى للقذائف الإيطالية وأجمعت على منحه لقب نجم المباراة الأوحد، وهو نفس اللقب الذى حمله زيدان فى لقاء البرازيل. أحمد فتحى «7» المفتاح الفنى والبدنى لمدافع ومهاجم الجهة اليمنى والذى رفع يافطة ممنوع المرور «أحمد حسن لم يختبر»، أحمد أوكا «5-6» المساك العصرى، هانى سعيد «6» الليبرو الذى أوقف خطورة ياكونيتا، وائل جمعة «5.5» القوة الجسمانية، حسنى عبدربه «7» دينامو خط الوسط الذى تفوق على بيرلو، محمد شوقى «6.5» نجح مع عبدربه فى السيطرة على وسط الملعب، محمد حمص «7» صال وجال بحرية وتفوق على دى روسى، ونجح فى إحراز الهدف القاتل، سيد معوض «6.5» حجم زامبروتا ومنعه من التقدم ونجح بسرعته في سحب الفريق وبناء الهجمات وبديله أحمد سمير فرج «6» الذى أكمل المهمة، محمد زيدان «5» ظهر بمستوى أقل من مباراته الأولى وبديله أحمد عيد عبدالملك «6» عاون أبوتريكة فى الضغط على الدفاع الإيطالى. أما أبوتريكة «7» فوصفته بصانع الألعاب المتميز صاحب التمريرات السحرية ونجاحه فى تحجيم الثنائى كانافارو وكيلينى، وأخيراً وصفت حسن شحاتة بأنه وظف الفريق بطريقة ممتازة من خلال دفاع منتشر ووسط ملعب جاهز للتحول سريعاً من الدفاع إلى الهجوم وأشادت بذكائه عندما منح أبوتريكة حرية الحركة فى تهدنه أو سرعة المباراة واستحق «7.5» مقابل «5» لنظيره مارشيللو ليبى. بعد الإشادات وإقامة الأفراح والليالى الملاح أعتقد أنه يجب علي الجميع الهدوء والابتعاد قليلاً عن المنتخب لتخفيف الضغوط النفسية والعصبية على نجومه.