أكد وزير الدفاع البرازيلى نيلسون جوبيم أن سلطات بلاده عثرت على حطام طائرة الركاب الفرنسية المفقودة فى المحيط الأطلنطى والتى كانت تقل 228 راكباً، بينهم 12من أفراد الطاقم، فى أسوأ كارثة فى تاريخ شركة الطيران الفرنسية «إير فرانس» الذى يمتد ل75 عاماً، كما أكدت فرنسا أن الحطام الذى عثر عليه على بعد نحو ألف كيلو متر من سواحل البرازيل فى أعالى البحار هو حطام الطائرة المنكوبة. وقال جوبيم أمس الأول: «عثرت طائرة تابعة لسلاح الجو البرازيلى (إف. إيه. بى) على مجموعة من الأجزاء منتشرة على مساحة يصل قطرها إلى 5 كيلومترات قبالة جزيرة فيرناندو دى نورونا»، وأشار إلى أن الأجزاء التى تم العثور عليها هى أجزاء معدنية وأسلاك، تمثل فيما يبدو جزءًا من هيكل الطائرة المفقودة، ومقعد أحد الركاب يطفو فوق سطح المياه. وأوضح الوزير البرازيلى أن «كل شىء يشير إلى أن الطائرة سقطت فى هذه المنطقة»، فيما قال المتحدث باسم القوات المسلحة كريستوف برازوك إن الجيش الفرنسى ليس لديه شك بأن الحطام يخص الطائرة المنكوبة. وفى غضون ذلك، سارع غواصو الأسطول البرازيلى أمس للوصول إلى حطام الطائرة لانتشاله من المحيط الأطلنطى حيث سقطت الطائرة، فيما أعلنت الحكومة البرازيلية أمس الأول حالة الحداد لمدة 3 أيام على ضحايا الطائرة المنكوبة.وتوجهت 4 سفن من الأسطول البرازيلى تحمل معدات استكشاف وناقلة إلى قطاع من المياه يمتد 5 كيلومترات تطفو فوق سطحه مقاعد وعوامة إرشاد برتقالية وأسلاك وقطع معدنية وبقع وقود على بعد نحو 1200 كيلومتر شمال شرقى مدينة ريسيف الساحلية البرازيلية. ومن جانبه، قال نائب الأميرال البحرى دومينجوس نوجيرا إن الأسطول يكافح ظروفاً جوية صعبة إذ يتوقع المسؤولون أن المهمة الأصعب ستكون فى العثور على الصندوق الأسود الذى يضم بيانات الرحلة والتسجيلات الصوتية لقمرة القيادة التى قد تحمل تفسيراً لأسباب سقوط الطائرة خلال عاصفة شديدة فى منتصف الليل. وذكر مسؤولون أن الصندوق الأسود المطلوب لتحديد أسباب الحادث الغامض يمكن أن يكون راقداً فى قاع المحيط على عمق ما بين 2000 و3000 متر. فيما قال أحد الخبراء إن العثور على الصندوقين الأسودين قد يكون من أصعب المهام منذ عملية البحث عن حطام السفينة «تايتانيك» التى غرقت فى بداية القرن العشرين، وبينما فقد أقارب الركاب الأمل فى نجاة ذويهم مع تأكد الخبراء من مصرع جميع ركاب الطائرة التى غادرت ريو دى جانيرو مساء الأحد الماضى متوجهة إلى باريس، لم يشاهد طيارو سلاح الجو البرازيلى حتى الآن أى جثث خلال طلعاتهم التى اكتشفت أدلة على موقع الكارثة أمس الأول. وفى باريس، أعلنت هيئة الطيران المدنى الفرنسية أن التحقيق فى حادث اختفاء الطائرة سيتم بمعرفة فرنسا عن طريق مكتب التحقيقات والتحاليل لأمن الطيران المدنى وبدعم من نظيره البرازيلى. وتجد السلطات صعوبة فى تفسير كيف تسببت عاصفة فى سقوط الطائرة التى يقودها 3 من الطيارين المتمرسين دون أن ترسل نداء استغاثة. ومن المقرر أن يشارك الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى فى القداس الذى يقام خلال ساعات على أرواح ضحايا الطائرة فى كاتدرائية نوتردام بباريس، كما يستعد ساركوزى لاستقبال أسر ضحايا الطائرة يوم الاثنين المقبل.