في احدي المقابلات الصحفية قامت بها و نشرتها جريدة المصري اليوم في عدده الاصادر أمس خرج علينا الأنبا بيشوي بكلام خطير عندما سأل السؤال الأتي: http://www.almasry-alyoum.com/printerfriendly.aspx?ArticleID=269653 " عد تكرار الاحتجاجات القبطية، خاصة بعد أزمة الزواج الثانى، طالب البعض برفع يد البابا والأساقفة عن الكنيسة ووضع الأديرة تحت رقابة الدولة.. كيف ترى هذه الدعوة؟ - ماذا يعنى رفع يد البابا والأساقفة عن الكنيسة؟ ألا يكفى أن الجزية فُرضت علينا وقت الفتح العربى، تريدون الآن أن تُصلّوا لنا وتقولوا «آبانا الذى» و«لنشكر صانع الخيرات»، وتقيموا الصلوات والقداسات؟ ■ المقصود أن تمارس الكنيسة واجباتها الدينية فقط وليس أى شىء آخر؟ - هذا شىء عجيب، ومن يطالبون بذلك نسوا أن الأقباط أصل البلد، نحن نتعامل بمحبة مع ضيوف حلّوا علينا ونزلوا فى بلدنا واعتبرناهم إخواننا «كمان عايزين يحكموا كنايسنا»، أنا لا أرضى بأى شىء يسىء للمسلمين، ونحن كمسيحيين نصل إلى حد الاستشهاد إذا أراد أحد أن يمس رسالتنا المسيحية، وإذا قالوا لى إن المسلمين سيرعون شعبى بالكنيسة، فسأقول «اقتلونى أو ضعونى فى السجن حتى تصلوا لهذا الهدف». ■ لم يتحدث أحد عن إشراف المسلمين.. الحديث يدور عن الدولة، وبعض العلمانيين الأقباط يطالبون بذلك أيضاً؟ " (منقول حرفيا من موقع الجريدة) هذا كلام في منتهي الخطورة والجدية - خاصة ان السؤال لم يعني ما تسرب عفويا من الانبا في اجابته والذي استعمل كلمة "انتوا" بالإضافة الي مصطلح "ضيوف" و"استشهاد" والتلميح ان المسلمين يريدون - وأن هدفهم- ان "يحكموا الكنائس". هناك خلط وترويج لافكار غير صحيحة وربما - كما ذكر د سليم العوا في تعليقه الليلة علي الموضوع خلال برنامج بلا حدود علي الجزيرة- كان هدف هذه المصطلحات تخويف المسيحيين أنا شخصيا رأيي أن للمصريين المسيحيين حقوق مهدورة - جزء منها يشتركون مع اخوانهم المصريين المسلمين فيه (الاثنان مهدوري نفس الحقوق- اجتماعية وسياسية) وهناك حقوق اخري من المساواة في الوظائف العليا والتشكيك في الوطنية وأمور اخري لكن هناك مسئولية كبيرة ايضا علي القيادات المصرية المسيحية ومسئولية أكبر علي الدولة لبسط العدل والعدالة لمنع الفتن ولكن في غياب دور الدولة الذي لا يعلم اللا الله متي سيعود بشكل منصف وعادل: يجب علي الشعب بكافة طوائفه ان يتحد ويحل مشاكله بالعقل وإن العقلاء من الاطراف جميعا موجودين وكثيرين واول شئ هو استعمال لهجة ولغة وطنية غير طائفية والبعد عن تسييس الدين لمصالح شخصية وبما اني مصري فانني اعترض وارفض كلام الاخ المصري الانبا بيشوي واتمني ان يسحب هذا الكلام واتمني ان يخرج علينا من اخواننا المصريين المسيحيين من يقول كلام غيره ومن اخواننا المصريين المسلمين من يمد الايدي ويساعد في بناء حوار بناء وعاقل يحترم وحدة الوطن وحقيقة ان مصر هي شعب وارض فيها المسيحيين والمسلمين سواء في الحقوق والواجبات ابناء وطن واحد انا شخصيا اقول دائما انني قبطي مسلم وللذين سيعترضون او يتحفظون علي المصطلح من اي الجانبين - اقول: انا قبطي لأن قبط تعني مصر وانا مصري والحضارة القبطية هي ملك لنا جميعا وافتخر بها - وانا مسيحي ايضا - لأنني أؤمن بنبينا عيسي بن مريم عليه السلام وبرسالته الكريمة وهذا جزء من اسلامي وعقيدتي التوحيديه التي بدأت من سيدنا أدم الي سيدنا محمد: نفس الرسالة من نفس الاله الواحد الأحد السؤال الذي سئل للسيد الأنبا بيشوي أوضح كثيرا من الأمور الخفية أو الدفينة في عقل ومشاعر الكثير من القيادات الكنسية الكبيرة وبالتالي فإنه ينتقل من خلال التأثير والدور القيادي من كبراء الكنيسة والمجتمع المصري المسيحي الي الرعية والي السواد الأعظم من أتباع الكنيسة المصرية العريقة. وهنا تكمن الخطورة الكبيرة والمدمرة. الخطورة تكمن في تغيير الحقائق أو اخراج بعض الأمور الحساسة خارج اطارها والبناء علي افكار تبدو بسيطة وتضخيمها الي درجة ترسخ للحقد و الكره ولا أبالغ ان قلت التحريض، وهذا ما بدا من اجابات الأنبا. السؤال الذي وجهه الي الأنبا بيشوي واضح وضوح الشمس حيث اشتمل علي: "الاحتجاجات القبطية" ولم يكن هناك ذكر لاي دور او رغبة اسلامية لاي شئ - السؤال الذي يفرض نفسه: ماذا قصد الأنبا بأن المسلمين يريدون أن يحكموا الكنيسة؟؟ كيف؟ ومن؟ ومتي سيحكمون؟ من هي الجهة؟ الازهر؟ الجامع؟ الشعب العادي الذي في الشارع؟؟ لماذا ذكر ذلك؟؟ وبهذه الطريقة؟؟ هل السؤال منطقي اصلا؟؟ هل هو معقول أو مقبول عقلا؟؟ ربما كما قال د العوا أن هناك شئ دفين في صدر بعض قيادات المسيحيين في مصر يظهر احيانا بشكل عفوي ولكن الاخطر انه ربما هوا الرسالة التي تبث وتروج وتنشر بين اخواننا المسيحيين العاديين - المواطنيين مثلنا - بغرض تخويفهم من المسلمين وتخويفهم علي انفسهم؟ مثل مبدأ فرق تسد مثل نظرية الأخر وأن من ليس معنا فهو ضدنا والاخرون - المسلمين في هذه الحالة - يريدون ان يقتلوكم او يحكوموكم او اي شئ مؤسف طبعا هناك حالات اعتداءات علي مسيحيين تحدث لكن يجب ان ننتبه ان تضخيمها ليس في الصالح الوطني العام وأن اي انحياز من اجهزة الدولة لأي واكرر لأي طرف هو أصل وأساس المشكلة اذا تهاونوا مع مسلم قيل وروج ان الدولة المسلمة تضطهد المسيحيين وان تهاونوا مع مسيحي قيل وروج ان الدولة تخاف من المسيحيين ومن امريكا وان هناك فيتو مسيحي وضغط دائم علي النظام في الحالتين مصيبة وكارثة علينا جميعا كمصريين لذلك حان الوقت لكي نستيقظ ونحمي انفسنا عن طريق حماية بعضنا البعض: ان حدث خطأ في حق مسيحي يقف المسلم ويدافع عنه وان حدث خطأ في حق مسلم يقف المسيحي ويحميه يجب ان لا ننسي ان هذه الأرض أرضنا زرعناها سويا قرون طويلة دافعنا عنها متنا فيها وعشنا سويا فيها وعليها وان رضينا ام لم نرضا هي أرضنا المشتركة التي ليست للتخصيص لفئة أو طائفة أو ديانة دون الأخري مصر أرض للجميع .. هي كذلك والله أراد لها أن تكون كذلك فلا يدعي أحد أنها له أو أن الأخر يريدها لنفسه فقط كريم قاسم باحث في العلوم السياسية والتنمية