اتفق خبراء مركز بحوث الصحراء، على ضرورة وضع آليات تنفيذية للتوسع الزراعي في سيناء، من خلال إقامة عدد مناطق التصنيع الزراعي لتوفير فرص عمل مناسبة لأبناء سيناء، وجذب المزيد من العمالة من مناطق الدلتا ووادي النيل، تمهيدا لإقامة مجتمع زراعي صناعي بالمنطقة، بالإضافة إلى إقرار محور خاص للتنمية في سيناء يراعي طبيعتها السكانية والجغرافية ويحولها إلى أحد أهم المقاصد السياحية وأهم مناطق الاستثمار الزراعي في منطقة الشرق الأوسط. وكشف الخبراء الذين شاركوا في مشروع الزراعة الملحية في سيناء، والذي ينظمه مركز بحوث الصحراء، عن ضرورة وضع حلول عملية لمواجهة مشاكل التنمية في سيناء لزيادة معدلات استصلاح الأراضي وتوطين 3 ملايين نسمة خلال السنوات القليلة المقبلة لأهمية، لمواجهة المخططات الخارجية لعزل سيناء عن الوطن الأم. وأشاروا إلى أن عدم استقرار معدلات ضخ المياه في ترعة السلام، وعدم توصيل المياه إلى داخل الزمام الزراعي لأراضي مشروع الزراعة الملحية، يهدد خطة الدولة لاستصلاح 400 ألف فدان في سيناء، مطالبين وزارة الري بتوفير الاحتياجات المائية للزراعة في المنطقة لمنع تدهور التربة أو الانتاجية الفدانية للمحاصيل. وقال الدكتور حسين سعيد، أستاذ المحاصيل بمركز بحوث الصحراء، خلال لقائه المزارعين في مشروع الزراعة الملحية، أن المشكلة الرئيسة التي تواجه التنمية في سيناء، وخاصة في منطقة «بالوظة» هي زحف الكثبان الرملية والرمال علي الأراضي المستصلحة في المنطقة الجنوبية للمشروع، وتوفير مياه الري في الوقت المناسب للأعمال الزراعية. بينما أكد الدكتور حسام الدين هيكل، رئيس وحدة الري والصرف في المركز، أن مشكلة التنمية في سيناء هي عدم استقرار المورد المائي سواء من ناحية الكمية أو النوعية، موضحا أنه تتوافر كميات من المياه لجميع الزمامات المنزرعة في بعض الأوقات، ثم تتوقف في أوقات أخرى، وهو ما يؤثر سلبيا على إنتاجية المحاصيل، بسبب غياب التنسيق بين وزارتي الزراعة والري . وأوضح «هيكل»، أن درجة ملوحة المياه في ترعة السلام تختلف على مدار المحور الطولي للترعة، وحتى وصولها إلى محطة الرفع رقم 5، حيث قام المركز بعدة دراسات سابقة لتقييم النوعية والتي أكدت أنه بسبب تذبذب عملية ضخ المياه إلى ترعة السلام، ترتفع درجة ملوحة المياه، مما يؤدي لانخفاض حاد في المحصول وتدهور الأراضي. وأكد معاناة المزارعين من سوء حالة صرف المياه الزائدة بالمصارف الزراعية في أراضي مشروع ترعة السلام، خاصة في المساحات الواقعة بزمامات قرية 7 وقرية رقم 4، ومنطقة جنوب القنطرة في مساحة 1750 فدانا في القنطرة غرب. من ناحيته، قال الدكتور حسن الشاعر، رئيس مشروع إدخال نظم الزراعة الملحية في سيناء، على هامش جولة خبراء المشروع في سيناء، الأحد، إن «مشروع تنمية سيناء يواجه تحديات ارتفاع معدلات الملوحة في التربة وعدم خبرة المزراعين في التعامل مع مشاكل الأراضي والزراعة الملحية»، مطالبا بوضع برامج إرشادية لتدريب المزارعين على أساليب الزراعة الملحية، من خلال تركيب محصولي واتباع دورة زراعية معينة للحصول على أعلى عائد من وحدتي المياه والمساحة، من خلال اتباع تقنيات متكاملة لأساليب الزراعة الملحية.
