الصداقة بين الرجل والمرأة غريبة فى مجتمعنا بسبب الخوف من خروج العلاقة عن مفهوم الصداقة، وتظل المرأة المسؤولة عن تحديد العلاقة، فهى التى يمكن أن تجعل العلاقة فى إطارها الصحيح أو تخرج عنها، أما الرجال الشرقيون فعادة ينظرون إلى كل امرأة على أنها أنثى فقط. فى حالة أن الشخصين واعيان وصادقان مع أنفسهما وكل طرف التزم بأسس الصداقة الحقيقية فسوف تكون علاقة صداقة ناجحة. وتؤكد الدكتورة آية ماهر أستاذ الموارد البشرية بالجامعة الأمريكية ذلك قائلة: الصداقة بين الرجل والمرأة يمكن أن تكون أفيد من الصداقة بين المرأة والمرأة فى أوقات معينة، فالرجل الصديق يعطيك رأى العقل وليس العاطفة ورؤية تختلف عن الرؤية الأنثوية للأمور، وفى هذه الحالة يجب على المرأة أن تحترم تقاليد المجتمع الذى تعيش فيه ولا تضع نفسها فى موضع تساؤلات أو ريبة، فلا تجالس صديقها الرجل على انفراد وفى أماكن خاصة وفى حالة المرأة المتزوجة لابد أن يكون الزوج على علم بأصدقاء زوجته ومرحبًا بذلك وإلا ستحدث مشاكل الزوجة فى غنى عنها. أما الفنانة دلال عبدالعزيز فتقول : من الممكن أن تنشأ صداقة حقيقية ومحترمة بين الرجل والمرأة أساسها الصدق والاحترام، بشرط أن يكون الرجل متزنًا وصادقًا وصريحًا، وفى هذه الحالة يكون إضافة فى حياة المرأة ودائرة أصدقائها فهو سيفيدها جداً فى الحياة، وفى هذه الحالة يجب أن تتمتع هذه العلاقة بالخصوصية كأى علاقة صداقة أخرى وليس فيها استئذان فمن يجد صديقًا حقيقيًا صعب أن يتخلى عنه خاصة فى هذا الزمن. وللشاعرة سعاد الصباح قصيدة طويلة بعنوان كن صديقى تقول فى بعض أبياتها: كن صديقى كم جميل لو بقينا أصدقاء إن كل امرأة تحتاج أحياناً إلى كف صديق.. وكلام طيب تسمعه.. وإلى خيمة دفء صنعت من كلمات لا إلى عاصفة من قبلات كن صديقى فأنا محتاجة جداً لميناء سلام وأنا متعبة من قصص العشق، وأخبار الغرام وأنا متعبة من ذلك العصر الذى يعتبر المرأة تمثال رخام. فتكلم حين تلقانى.. لماذا الرجل الشرقى ينسى، حين يلقى المرأة، نصف الكلام؟. ولماذا لا يرى فيها سوى قطعة حلوى.. وزغاليل حمام..
