شن الطيران السعودى غارات مكثفة فجر أمس على الشريط الحدودى مع اليمن مستهدفاً أماكن انتشار قناصة للمتمردين الحوثيين داخل المملكة التى فرضت حصاراً بحرياً على جزء من ساحل البحر الأحمر جهة شمالى اليمن، فى محاولة لمنع «الإمدادات» عن المتمردين اليمنيين. وقالت مصادر سعودية مسؤولة لقناة العربية إن القصف السعودى «كان غير مسبوق» وتركز على قرى مثل الغاوية والمدفن والجائعة، حيث رصدت تجمعات صغيرة للحوثيين تضم قناصة ينشطون ليلاً، مما دفع القوات السعودية لقصف هذه الأماكن، وتدمير الكثير من المنازل المشتبه فيها وتسويتها بالأرض، عبر غارات جوية نفذها سرب من طائرات الأباتشى والمروحيات، وأيضاً الطائرات الحربية، مثل إف 15 والتورنادو. وأرجعت المصادر تصاعد حدة الرد السعودى فى غارات أمس لمحاولة إغلاق المنافذ أمام تسلل المجموعات الصغيرة من المتمردين، خاصة بعد تناقل معلومات غير رسمية عن دفع الحوثيين بأعداد قدرت بما يفوق 3 آلاف عنصر، من جنسيات مختلفة، تم توزيعهم فى جيوب صغيرة. فى غضون ذلك فرضت السعودية حصاراً بحرياً على جزء من ساحل البحر الأحمر، وقال مستشار حكومى سعودى، رفض الكشف عن هويته، إن السفن الحربية السعودية تلقت الأوامر من أجل تفتيش أى سفينة مشتبه فيها تبحر قبالة السواحل اليمنية الشمالية الغربية بحثاً عن مقاتلين وأسلحة. ومن جانبه، اعتبر زعيم المسلحين الشيعة، عبدالملك الحوثى، فى تسجيل صوتى دخول السعودية الحرب على تنظيمه «تعاوناً على الإثم والعدوان بين الحكومة السعودية والجيش اليمنى»، قائلاً إنه أمر ليس بجديد. وأضاف الحوثى فى تسجيل صوتى لم يتسن التأكد من صحته «منذ أن تبنى النظام اليمنى العدوان علينا عام 2004 كان السعوديون يقفون إلى جانبه بشكل أساسى ويتعاونون على الإثم والعدوان». وتابع قائلاً بحسب ما ذكرته شبكة «سى. إن. إن» الإخبارية الأمريكية «لكن الآن الأمور تجاوزت الدعم المادى والسياسى، وتخطت ذلك إلى مباشرة الحرب علينا، والتى بدأت فعلياً فى شهر رمضان الماضى». ودعا الحوثى السعودية إلى وقف الحرب واحترام حسن الجوار وتغيير سياستها التى استدرجها إليها النظام اليمنى»، معتبراً أن «تصعيد الرياض لاعتداءاتها ورفضها للحوار والتفاهم ليس لمصلحة البلدين». وشدد الحوثى على حرصه الشديد على التفاهم وقال إنه «ليس لموقفنا فى المواجهات الحالية ارتباط بأى أجهزة سياسية أجنبية». وسياسياً، وفيما أكدت الإدارة الأمريكية حق السعودية فى الدفاع عن نفسها فى وجه المتمردين الحوثيين، ذكرت وكالة سبأ اليمنية أن صنعاء وقعت مع واشنطن اتفاقاً للتعاون فى مجال الاستخبارات العسكرية والتدريب. وفى الوقت نفسه، أعلن وزير الخارجية الإيرانى منوشهر متقى أن بلاده مستعدة «للتعاون» مع الحكومة اليمنية لإرساء الأمن وذلك غداة تحذير طهران دول المنطقة من التدخل فى اليمن. وقال متقى «إن إيران على استعداد للتعاون مع الحكومة اليمنية وبلدان أخرى لاستعادة الأمن» فى اليمن داعياً إلى بذل «جهد جماعى» لتسوية النزاع بين صنعاء والمتمردين الحوثيين. وأضاف «إن ذلك يمكن أن يجلب الأمن والسلام لليمنيين وللمنطقة بأسرها». وتابع «أن كل إجراء مخالف لهذه المقاربة سيخدم مصالح أعداء البلدان الإسلامية والعربية»، وكان متقى حذر أمس الأول بلدان المنطقة من أى تدخل فى اليمن دون أن يشير صراحة إلى المملكة السعودية التى تواصل غاراتها على المتمردين الحوثيين فى شمال اليمن. وعلى الصعيد الإنسانى، أكد أمير منطقة جيزان الأمير محمد بن ناصر أنه سيتم صرف تعويضات مجزية لكل النازحين من مناطق القتال، سواء على مستوى التغذية والإسكان، أو على مستوى تعويض أصحاب الأملاك والمنازل التى قد تتعرض للدمار لضرورات الأمن والسعى وراء المخربين من خلال الغارات والقصف الجوى.