فوجيء المخرج محمد دياب عقب عرض فيلمه «678» الذي يناقش قضية التحرش الجنسي في مصر، والمشارك في المسابقة الرسمية لمهرجان مهرجان «قرطبة للسينما الأفريقية» بتسلمه لجائزة ألمانية من مهرجان «كولون الألماني» الذي شارك به في شهر سبتمبر الماضي بالفيلم نفسه، وفاز خلال المهرجان بجائزة الجمهور. واكتشف «دياب» أثناء خروجه من قاعة مسرح «جونجورا» بقرطبة بعد عرض فيلمه بانتظار مسؤولين من إدارة مهرجان «كولون» الألماني له خارج القاعة لتسلمه الجائزة التي التي لم يتسلمها أحد عند إعلان الجائزة لعدم وجود أي من فريق العمل، فاحتفظت ادارة المهرجان بها ثم أرسلتها إلى «دياب» بعد علمهم بوجوده في إسبانيا، لتصل بذلك مجموع جوائز الفيلم إلى 19 جائزة دولية مختلفة، لم يتسلم محمد دياب أي جائزة منها يدًا بيد لسوء حظه الدائم وتضارب مواعيد عمله، حتى أن مشاركته الجارية في مهرجان قرطبة للسينما الأفريقية، والتي يتنافس فيها فيلم على إحدى الجوائز، قد تشهد الأمر نفسه، بعد أن انتهاء صلاحية تأشيرة دخوله إسبانيا ثالث أيام المهرجان، مما اضطره للمغادرة إلى القاهرة، وهو ما يعني أنه حال فوزه بإحدى جوائز المهرجان، ستكون هذه هي الجائزة الدولية رقم 20 التي يحصل عليها الفيلم في غياب مخرجه. وقال محمد دياب في تصريحات ل«المصري اليوم»: «شرف لي أن يشارك هذا الفيلم في المسابقة الرسمية لمهرجان قرطبة ضمن 7 أفلام، خاصة بعد حصولي على جائزة الجمهور من مهرجان كولون الألماني، وهي جائزة يدشنها مهرجان كولون للمرة الأولى منذ 20 عامًا». وأضاف:« تم دعوتي أيضًا إلى مهرجان جديد اسمه «أورتلاند» يقام في ولاية إنديانا الامريكية، ومن المتوقع أن أكون هناك خلال أيام مع فيلمي الذي سيشارك ضمن 5 أفلام أخرى في إحدى مسابقاته، ويعد هذا المهرجان أحد أهم مهرجانات الولاياتالمتحدة، وأنا أشعر بسعادة لكل هذه الأخبار الجيدة وأتمنى أن تكون خطوة إيجابية في أرشيفي». وعن الأسئلة المفتوحة التي أعقبت عرض الفيلم خلال الندوة النقاشية قال: «هذا التصفيق الحار يعكس وصول فكرة الفيلم الرئيسية للفيلم، إلا أن السياسة لا تزال تسيطر على أذهان الجمهور في الغرب فيما يتعلق باي شئ في مصر، وهو ما فهمته من سؤال احد الحاضرين حين قال لي (هل تعي أنكم تعودون الآن إلى الخلف ولا تتقدمون؟ فقلت له: أنت تنظر للنصف الفارغ من الكوب، وما نعيش فيه هو حالة طبيعية جدًا كمرحلة ما بعد الثورة، والاختلاف في هذه المرحلة طبيعيًا، لأن مصر تولد من جديد وهناك هوية تتشكل، وفي رأييي نحن لا نتخلف وإنما نتقدم وما نعيشه من اضطرابات هي مرحلة مؤقتة». وعن رأيه في صعود التيار الإسلامي للحكم قال دياب: «الفنانين والمثقفين يخافون من أشياء لم تحدث فعليًا حتى الآن، وقد استمعت إلى خطبة نادر بكار في العيد التي دارت عن التحرش، وفيلمي كما يعلم الجميع يدور حول التحرش، إذن الهدف واحد، وأنا لا أريد أن أحمل التيا الإسلامي أكثر مما ينبغي، نعم قد تحدث مشكلات مستقبلًا في ظل الخلاف الديني حول الفن، لكن الآراء تتغير، وأنا شخصيًا تغيرت مواقفي تجاه الرقابة وأصبحت ضدها تمامًا علمي ببعض الوقائع مع الزملاء مؤخرًا». واضاف:« أشعر أنني ابتعدت عن السينما بسبب الثورة، لذلك أقوم حاليًا بمتابعة فيلم «678» بالمهرجانات لاسترجاع بعض ما فاتنا، ولدي مشروعين سينمائيين أحضر لهما حاليًا، الأول من تأليفي وسيخرجه زميلي أحمد عبدالله لذا لن أتحدث عنه وأترك مهمة الحديث عنه للمخرج، والآخر من تأليفي وإخراجي وتدور أحداثه في إطار اجتماعي سياسي حول العلاقة بين ضباط الشرطة والجماعات الإسلامية خلال فترة التسعينيات، وقد انتهيت من كتابة 75% منه حتى الآن». جدير بالذكر أن فيلم «678» سبق عرضه تجاريًا في إسبانيا، لذلك شهد عرضه خلال المهرجان حضورًا قويًا من الإسبانيين عشاق السينما المصرية الذين سبق لهم وأن شاهدوه، وقد نال الفيلم عقب انتهاء عرضه تصفيقًا حارًا استمر لأكثر من 5 دقائق متصلة.