رساله إلي أخي المصري المتعصب. مسلما كان أم مسيحيا، حاكما أو محكوما، فقيرا أو غنيا. لنبدأ من الآخر كما يقولون ونبدأ من نهايه أحلامك أخي المسلم. تخيل أن جميع المسيحيين في مصر نصفهم ترك مصر والنصف الآخر دخل الإسلام وأصبحت مصر دوله إسلامية، هل عند هذا الحد ينتهي تعصبك؟ .. كلا وألف كلا إذا كنت سني يتوجه تعصبك إلي الشيعي والقرانيين والملل والنحل المختلفه عنك، ويظل الفراغ داخلك لا ينتهي لأنك لا تسلم لإرادة الله سبحانه بل بتعصبك تقاومه، لأنك تؤمن بأنه لو شاء ربك لخلق الناس أمه واحده، هل أنت أحكم منه سبحانه جل جلاله؟ وإذا كنت مسيحي و أصبحت مصر دولة مسيحية مثلا هل سوف تنتهي المشاكل؟ أبدا سوف يقوم الارثوذكس علي الطوائف الأخري والعكس ولا ينتهي الصراع ولا ينتهي التعصب، لأن طبيعه الإنسان شرسه بدليل عندما كان لأبينا أدم إبنان قام واحد وقتل أخيه، والسوال هل كان أخيه مسلما وهو مسيحي أو العكس، هل كان أخيه كافر وهو مؤمن؟ تقول التوراه عن سيدنا إبراهيم وابن أخيه لوط لم تحتملهما الأرض وأصبح رعايا لوط وراعايا إبراهيم يتنازعان، لم يكن فيهم واحد مختلف عن الآخر بل كان سيدنا إبراهيم عم لوط وهو من قام بتربيته وهذبه وكان له ابن ولكن عندما أصبح إبراهيم غنيا ولوط غنيا تنازعا علي المرعي والماء، وتنازع راعيتهما، فقال له سيدنا إبراهيم إن ذهبت يمينا فأنا يسارا، واختار لوط لنفسه أرض الجنوب أرض كجنه الله كأرض مصر وافترقا. النزاع بين الإنسان وأخيه الإنسان أبدي، إما بسبب المال أو الاختلاف في الدين أو اللون أو العقيدة أو الملة الواحدة داخل العقيدة. لا يحل الخلاف بأن يتبع إنسان عقيدة إنسان آخر لأن الله سبحانه وتعالي جعلنا مختلفين في الجنس واللون والعقل والطول والوزن وبصمة اليد وبصمة العين وبصمة الشفايف وتحليل ال "دي إن إيه"، لم يصنع الله إنسان دوبلير لأخيه بل خلق الله كل إنسان مختلف عن الآخر، فهل تستطيع بتعصبك أن تغير إراده الله، لنرجع ونقول لو شاء ربك لخلق الناس أمه واحدة أي أن الله يريدنا أن نكون مختلفين هكذا لحكمة هو يعرفها سبحانه، والاختلاف سر من أسرارالخالق العظيم. لنر أوجه الاختلاف علي المستوي الشخصي الإنسان مختلف مع نفسه أي عندما يفعل الشر يعاقبه ضميره ويؤنبه، وعلي المستوي الأسري الزوج يختلف مع زوجته والابن يختلف مع أبيه والأخ مع أخته والأخت مع أخيها. ومن الناحيه العلمية يختلف الجاهل مع المتعلم. من الناحية الثقافية واحد يحب الفن وآخر متزمت وربما يكفره. من الناحية الاجتماعية صراع بين الغني والفقير والحاكم والمحكوم. من الناحية الرياضية صراع بين الأهلي والزمالك مثلا. وكل شخص مختلف عنك أنت لا تعرف أفكاره ووهو لا يعرف أفكارك، ربما أنت علي صواب وهو علي خطأ والعكس والإنسان عدو ما يجهل. دعنا ناخذ الحكمة القائلة أنت علي خطاء يحتمل الصواب وأنا علي صواب يحتمل الخطأ، لا يوجد أحد يملك العلم الكامل لأن العلم لله وحده والكمال لله. سمعت رقم أذهلني وهو يوجد في مصر أكثر من 20 مليون دعوي أو قضية أو جنحة، أي أن حوالي 40 مليون من الشعب متنازعين، وهذا النزاع ليس بسبب الدين ولكن لأننا مختلفين ليس بسبب مسلم ومسيحي، وأخيرا أقول أترك التعصب لأنه من الناحية الطبية التعصب يسبب أمراض مثل الضغط والسكر وخلافه لأن المتعصب يخالف الخالق العظيم ويظن أنه أذكي من الله الذي خلقنا مختلفين، أخيرا اقول تقبل أخيك كما هو لأنه خلقه الله علي هذا الشكل، أتستطيع بتعصبك أن تقاوم الله؟ بقلم: ظريف الأديب