مع انطلاق فعاليات الدورة السادسة لمهرجان أبو ظبي السينمائي وهي التي يترأسها لأول مرة مدير إماراتي وهو الفنان على الجابري نجد أن المشاركة المصرية هذا العام تأتي بشكل مميز ربما لا تضاهيه أي مشاركة دولية أخرى. ومنذ انطلاق فعاليات مهرجان أبو ظبي لا يمكن إغفال الدور المصري الكبير أو المساهمة المصرية التي كانت وراء نهوض هذا المهرجان الشاب الذي لا يتعدى عمره ست دورات يجعله لا يزال شابا تحتمل تجاربه الصواب والخطأ ويكتسب نضجه من تراكم خبراته وتنوع مغامراته الفنية السينمائية. كان الناقد المصري الكبير سمير فريد وراء تأسيس هذا المهرجان قبل ستة أعوام وهو ما يكسب الصلة بين المهرجان والسينما المصرية عضوية ومتانة. في هذا العام لا تكاد تخلو أي من فعاليات المهرجان على كثرتها من مشاركة مصرية حقيقية وليست شرفية أو من باب المجاملة ولو تتبعنا كتالوج المهرجان سوف نجد أنه بداية من المُكرّمين في هذه الدورة الذين يمنحون جائزة «فخر العمر» تأتي الممثلة المصرية القديرة «سوسن بدر» لكي تشارك الممثلة الإيطالية «كلوديا كاردينالي» التكريم وهما المكرمتين الوحيدتين هذا العام. وفي لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الروائية الطويلة يطالعنا اسم الناقد الكبير «سمير فريد» كعضو لجنة التحكيم تحت رئاسة الممثلة الهندية «شبانة عزمي» إلى جانب عضوية المخرج المغربي «إسماعيل فروخي» والمخرجة الإيرانية «نيكي كريمي» والمخرج اليوغسلافي «شيدومير كولار». وفي لجنة تحكيم مسابقة الأفلام الوثائقية نجد المنتج والسيناريست «محمد حفظي» وذلك تحت رئاسة المخرج التشيلي الكبير «ميجيل ليتين» الذي كان رئيس لجنة تحكيم مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية عام 2001 إلى جانب «هيلي جريما» المخرج الأثيوبي الكبير الذي كرمه هذا العام مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية وأيضا المخرجة الجزائرية الشابة «صافيناز بوصبية» الذي عرض لها مؤخرًا في مصر فيلمها «ال جوستو» ضمن فعاليات الدورة الخامسة لبانوراما الفيلم الأوروبي. وفي لجنة تحكيم الأفلام القصير نجد المخرج المصري الشاب «أحمد مجدي» صاحب الفيلم القصير «كيكة بالكريمة» كذلك ينضم إلى أسماء المشاركين في لجان التحكيم الناقد المصري عصام زكريا في لجنة تحكيم الاتحاد الدولي لنقاد السينما «الفيبريسي» لتصبح المشارك المصرية متمثلة في أربعة محكمين من أصل سبعة لجان تمنح جوائز المهرجان. وتغيب مصر هذا العام عن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة التي تضم 15 فيلما ولكن المشاركة العربية تتمثل في فيلمين من الجزائر هما «حراقة بلوز» للمخرج الجزائري العائد بعد غياب «موسى حداد» و«عطور الجزائر» ل «رشيد بلحاج» وفيلم من تونس للمخرج «نوري أبو زيد» هو «مانموتش» وثلاثتهم عروض عالمية أولى. أما في مسابقة أفاق جديدة إحدى مناجم اكتشاف المواهب السينمائية في المهرجان فنجد المشاركة المصرية بفيلم «الخروج للنهار» أولى الأفلام الروائية الطويلة للمخرجة الشابة هالة لطفى وذلك من أصل 13 فيلمًا هي حصيلة الأفلام المشاركة في المسابقة هذا العام ولا يمكن إغفال وجود الفيلم الأمريكي «المواطن» إخراج السوري «سام قاضي» والذي يعد أول بطولة مطلقة في هوليود للممثل المصري «خالد النبوي» الذي لا يمكن إغفاله كجزء هام من المشاركة المصرية هذا العام. وتعوض مصر غيابها عن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة بوجود فيلمين من مصر بمسابقة الأفلام الوثائقية هما البحث عن النفط والرمال للمخرجين فيلين لوران ووائل عمر والذي لاقى استقبال جيد عند عرضه الأول في ثالث أيام المهرجان وكذلك فيلم «محمد أنقذ من الماء» للمخرجة المصرية صفاء فتحي وذلك من بين 12 فيلمًا يمثلون المسابقة الوثائقية هذا العام. ويأتي فيلم «بعد الموقعة» ليمثل المشاركة المصرية في قسم سينما العالم على اعتباره من أحدث إنتاجات السينما المصرية وسبق أن شارك في مسابقة مهرجان كان في دورته السابقة. ويأتي «بعد الموقعة» ليكون الممثل المصري الوحيد بين 25 فيلما دوليا تعرض ضمن فعالية سينما العالم في الدورة السادسة. ويعرض للمثلة «سوسن بدر» في برنامج العروض الخاصة فيلمها «الأبواب المغلقة» للمخرج «عاطف حتاتة» وهو من إنتاج عام 1999 كذلك تشارك مصر في قسم الأفلام «المُرمًَمة» بوجود النجم «عمر الشريف» في بطولة الفيلم الكلاسيكي الرائع لورانس العرب إخراج «ديفيد لين» وإنتاج 1962 إلى جانب أفلام 20 ألف فرسخ تحت الماء و الغناء تحت المطر. أما في مسابقة الأفلام الروائية القصيرة فتشارك مصر بفيلم «الرسح الشرقية» للمخرج اللبناني «هشام بزري» وفيلم «من أجل نينا» للمخرج «أسامة الورداني».