زعم رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو مجددا أن الحل العملى للصراع الفلسطينى - الإسرائيلى القائم يكمن فى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف ب«الدولة اليهودية». وأضاف أن «إسرائيل راغبة فى تحقيق السلام، والحكومة (الإسرائيلية) اتخذت خطوات عدة لتحقيق ذلك منها تعليق البناء فى المستوطنات وإزالة المئات من الحواجز ونقاط التفتيش والسواتر الترابية فى الضفة الغربية الأمر الذى يساهم فى تشجيع النمو الاقتصادى الفلسطينى»، بحسب ما ذكره راديو «إسرائيل» أمس الأول. وشكك نتنياهو فى التزام الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» بالسلام قائلا إن الوقت حان للتفاوض بعد أن فرضت إسرائيل تجميدا مؤقتا على بناء المستوطنات اليهودية. وقال نتنياهو إنه «من غير الواضح بالنسبة لى ما إذا كان زعيم السلطة الفلسطينية مستعداً لدخول المفاوضات». وأضاف: «أعتقد أنهم بحاجة لاتخاذ قرار بدخول المفاوضات لأننا لا يمكن أن ننهيها إلا إذا بدأناها». وأعلن المجلس الأمنى المصغر لنتنياهو وقفا طوعيا للبناء لمدة 10 أشهر فى بعض المستوطنات بالضفة الغربية. ورحبت الولاياتالمتحدة بالإعلان، ولكنه لم يرق إلى حد تلبية مطالب الفلسطينيين. وفى الوقت نفسه، أصدر وزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك تعليماته بتعيين وتدريب مراقبين فى إطار الوحدة المعنية بمراقبة البناء فى الإدارة المدنية ليعملوا على تطبيق قرار الحكومة الذى اتخذ الأسبوع الماضى بتعليق أعمال البناء فى المستوطنات فى الضفة الغربية لمدة 10 أشهر. وسينضم 40 مراقبا إضافيا إلى 14 آخرين يعملون فى الوقت الحالى فى الضفة الغربية، وأكد باراك أن إسرائيل لن تبنى مستوطنات جديدة ولن تصادر مزيدا من الأراضى لتوسيع المستوطنات القائمة ولن تسمح بأى أعمال بناء جديدة فى إطار المستوطنات اليهودية القائمة لمدة 10 أشهر، لكنه أوضح أن «أعمال البناء العامة الضرورية لمواصلة حياة طبيعية» تم استثناؤها من قرار التجميد. وفى غضون ذلك، هاجم مستوطنون ووزراء إسرائيليون وممثلون للجناح المتطرف فى حزب الليكود الإسرائيلى قرار زعيم الحزب بنيامين نتنياهو تجميد الاستيطان جزئيا فى الضفة الغربية، والذى عرض من خلاله على الفلسطينيين استئناف عملية السلام. واتهم رئيس بلدية بيت اريه (قرب رام الله) نتنياهو بالخضوع لضغوطات الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وقال فى تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية أمس الأول إن أوباما «يكره اليهود وهو معاد للسامية». وأضاف أن «إدارة أوباما هى الإدارة الأسوأ التى تواجهها أرض إسرائيل الكبرى، وأقول لباراك حسين أوباما إنه لن يستطيع وقفنا».وتابع: «لقد تغلبنا على فرعون وانطيوخوس (ملك السلاجقة فى القرن الثانى قبل الميلاد) وصلاح الدين الأيوبى، وسنتغلب على أوباما». وانتقد وزير البيئة جلعاد اردان هذا الاقتراح قبل اجتماع الحكومة، وفسره بالضغوط الدولية، وقال: «أنا أعارض تجميد البناء بشدة (...) إن هذا الإجراء لن يعيد الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات». وقال نائب رئيس الوزراء سيلفان شالوم إن «هذا القرار لا جدوى منه ولن يؤدى إلا إلى تعزيز المطالب الفلسطينية». وكان نتنياهو اقترح الأربعاء الماضى، وبضغط من الولاياتالمتحدة، تجميدا للاستيطان اليهودى فى الضفة الغربيةالمحتلة لمدة 10 أشهر لا يشمل القدسالشرقية. وأراد نتنياهو من ذلك حض الفلسطينيين على استئناف عملية السلام المجمدة منذ الهجوم الإسرائيلى على قطاع غزة العام الماضى.
