بدأ الأطباء في القاهرة والمحافظات، الإثنين، إضرابهم الجزئي عن العمل، للمطالبه بالكادر وبتحسين الخدمة الصحية المقدمة للمواطنين. ونشبت مشادات كلامية عديدة بين المرضى أسرهم وبين الأطباء المضربين في مختلف المحافظات على خلفية الإضراب، في الوقت الذي قلل فيه مسؤولو مديريات الصحة ووكلاء الوزارة من تأثير الإضراب على تقديم الخدمة الصحية للمرضى. في محافظة الجيزة، شهدت مستشفيات أكتوبر وزايد والبدرشين وأوسيم، إضرابا جزئيا، بينما استمر العمل بأقسام الطوارئ والإستقبال والكلى، وتم تحويل الحالات الحرجة إلى المستشفيات التعليمية، فيما شهدت مستشفيات البدرشين والحوامدية إضرابا كاملا عدا قسم الطوارئ والحالات الحرجة، وحطم المرضى الباب الخلفى للمستشفى احتجاجا على الإضراب، وعدم توقيع الكشف الطبي على المرضى. وقال الدكتور ممدوح حسن، عضو نقابة الأطباء، إن الإضراب هدفه «رفع المعاناة عن آلاف الأطباء، ولمصلحة المرضى»، لافتًا إلى أنهم انتظروا لسنوات طويلة على أمل تحسين أوضاعهم، دون جدوى. على النقيض، كسرت 3 مستشفيات بالدقهلية الإضراب، بدعم من الأطباء المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، ففي مستشفى نبروه العام، كسر الدكتور أحمد عوض، مدير المستشفى، الإضراب وقام بتشغيل عيادتي الباطنة والجلدية. وفي مستشفي دكرنس العام، استمر الإضراب لمدة ساعتين من الثامنة وحتى العاشرة، وبعدها قررت إدارة المستشفي تشغيل جميع العيادات، بعد وقوع مواجهات حادة بين المرضى والعاملين بالمستشفى، وكما قرر الدكتور محمد رمزي، مدير مستشفى منية النصر، استمرار العمل بعيادة العظام، معتبرًا ذلك «مبادرة للتخفيف عن المرضى»، بحسب وصفه. كما بدأ أطباء المستشفيات العامة والمركزية والوحدات الصحية بمحافظة دمياط إضرابهم منذ الصباح، مع استمرار عمل أقسام العناية المركزة والاستقبال والطوارئ والحضّانات والغسيل الكلوي والحالات الطارئة. وشهدت مستشفيات دمياط التخصصي، وكفر سعد، مشادات بين المواطنين والأطباء بسبب رفضهم الكشف على المرضى في العيادات الخارجية، فيما نبّه الدكتور طه سليم، مدير عام مستشفى الزرقا المركزي، على الأطباء، بالعمل وإجراء العمليات الجراحية لجميع الحالات. وقال الدكتور عبده البردويل، نقيب الأطباء بدمياط، إن «الإضراب حق مكفول للأطباء طالما لا يضر المرضى، والمطالب مشروعة لصالح المريض بعد تردي إمكانيات المستشفيات والانفلات الأمني، وأطالب الحكومة بسرعة تلبية المطالب، وأهمها تطبيق الكادر ورفع الميزانية إلى 15%، وهو ما نصت عليه المعاهدات الدولية». وفي قنا، أضرب أطباء مستشفيات «قنا العام ونجع حمادي وأبو تشت وفرشوط وقفط وقوص ونقاده ودشنا»، في مختلف الأقسام والإدارات الطبية والعيادات الخارجية، مع استمرار العمل في أقسام الطوارئ. وأشار الدكتور محمد الديب، عضو نقابة الأطباء الفرعية بقنا، إلى أن «الأطباء أضربوا عن العمل بجميع المستشفيات الحكومية على مستوى المحافظة، مع استمرار العمل بأقسام الطوارئ المختلفة سواء كانت في أقسام النساء والتوليد أو الحضّانات أو طوارئ الحوادث، وكل ما يمثل خطورة على حياه المواطن»، مشددا على ضرورة تنفيذ مطالب الأطباء المشروعة على مستوى الجمهورية. في السياق نفسه، سادت حالة من الغضب بين المرضى المترددين على مستشفى الإسماعيلية العام بسبب الإضراب، ووقعت احتكاكات بين مسؤولي الأمن والمرضى الغاضبين بسبب غياب الأطباء عن العيادات الخارجية وإغلاقها بالكامل. وقال دكتور أحمد سليمان، مدير المستشفى العام، إن الإضراب لم يؤثر في الخدمة الصحية الخاصة بالإسعاف والطوارئ والعلميات الجراحية، فيما أكد د. هشام الشناوي، وكيل وزارة الصحة بالإسماعيلية، إنه قام بالمرور على المستشفيات المشاركة في الاضراب، واطمأن على عدم المساس بالخدمات المباشرة للمريض في أقسام الطوارئ والجرحة. وأوضح دكتور عمر المغربل، نقيب أطباء الإسماعيلية، أن «النقابة أنشأت غرفة عمليات بمقر النقابة لمتابعة الإضراب الذي يهدف لتوصيل رسالة إلى المسؤولين بمطالب الأطباء المشروعة»، على حد وصفه. وفي القليوبية، اعتبر الدكتور زكريا عبد ربه، وكيل وزارة الصحة بالمحافظة، أن ال17 مستشفى التابعة لمديرية الشؤون الصحية، «لم تشهد إضرابا بالمعنى المفهوم»، مشيرا إلى أن جميع الأقسام الحيوية بالمستشفيات، تعمل بصورة طبيعية، باستثناء أقسام الاستقبال التي عملت بنسبة 85% فقط». ووقعت مشادات بين المرضى والأطباء ببعض المستشفيات، لمطالبتهم بالحصول على العلاج والخدمة الصحية، وتمسك الأطباء بالإضراب.