أطلق مسجل خطر ومجهولان النار، بطريقة عشوائية، باتجاه مسيحيين فى شارعى بورسعيد ولوكاس، بمدينة نجع حمادى، فى محافظة قنا، أمس الأول، مما أسفر عن مقتل 7 مواطنين، بينهم مجند شرطة مسلم مكلف بحراسة كنيسة المطرانية فى نجع حمادى، وأصيب 9 آخرون. تلقى اللواء محمود جوهر، مدير أمن قنا، إشارة بوقوع قتلى ومصابين فى نجع حمادى، أثناء وجوده فى كنيسة الأرثوذكس بمدينة قنا، وتوجه إلى مكان الحادث وتبين إطلاق النيران من أسلحة آلية تجاه مسيحيين عقب خروجهم من الاحتفال بعيد الميلاد فى المطرانية، وأسفر الحادث عن مقتل كل من: أيمن حامد هاشم (مجند فى شرطة نجع حمادى)، أيمن زكريا، بولا عاطف، بيشوى فريد، أبانوب كمال راشد، رفيق رفعت وليم، ومينا حلمى سعيد، وأصيب كل من: إسحاق عادل، أبانوب نشأت، رامى رسمى، جوزيف صموائيل، أبرام نبيل، كيرلس وجيه، شنودة منير، وجدى شنودة، ومايكل صلاح. قال المصاب مايكل صلاح، وهو طالب فى كلية السياحة والفنادق بالقاهرة، ل«المصرى اليوم» إنه جاء من القاهرة ليقضى إجازة العيد مع أسرته فى نجع حمادى، وفوجئ بعد الانتهاء من الاحتفال بالعيد داخل مطرانية نجع حمادى بسيارة لونها زيتى وزجاجها «فاميه أسود»، تأتى مسرعة وبها عدد من الأشخاص يطلقون النار بصورة كثيفة، باتجاه مسيحيين فى شارع بورسعيد الرئيسى، «ولم أشعر بنفسى إلا وأنا داخل المستشفى بعد إصابتى بطلقات نارية، وفوجئت بوجود العديد من المصابين إلى جوارى». وقال والده «صلاح»: «كنت فى منزلى أثناء حدوث الجريمة، وسمعت بالخبر فأسرعت إلى مكان الحادث، وشاهدت ابنى وسط بركة من الدماء فى الشارع، والجثث ملقاة إلى جواره، فنقلناهم جميعا إلى المستشفى لإسعافهم بعد أن تأخرت سيارات الإسعاف، وانتقل جميع الأهالى إلى المستشفى لمساعدة المصابين». وأكد رامى رسمى (حاصل على دبلوم فنى) أن منفذى الجريمة أكثر من شخص كانوا يستقلون سيارة ملاكى خاصة، ذات لون زيتى وزجاج أسود، وكانوا يطلقون النار بصورة عشوائية على جميع المارة فى الشارع الرئيسى. وقال مرقس عبده، شاهد عيان، إن سيارات الإسعاف جاءت متأخرة بعد نصف ساعة تقريبا من وقوع الحادث، وكذلك أجهزة الأمن، وأضاف: «كانت سيارة الإسعاف متهالكة وغير مجهزة، وتم نقل المصابين والجثث فى سيارة واحدة كالأسماك، ورغم أن موقع الحادث لا يبعد سوى 300 متر عن قسم الشرطة، حدثت هذه الجريمة الشنعاء التى لا ترضى المسلمين أو المسيحيين». وانتقد رأفت طانيوس، وهو مهندس زراعى، غياب الحراسات الأمنية المخصصة للكنيسة وقت وقوع الحادث، رغم التزامها الشديد فى الأوقات السابقة قبل يوم الحادث، على حد قوله، ملمحا بذلك إلى أن الجناة خططوا مسبقا للحادث. من جانبه، أكد اللواء محمود جوهر، مدير أمن قنا، أن الواقعة نفذها بعض المسجلين خطر من ذوى السوابق الإجرامية، وأوضح أن الحادث وقع فى شارع بورسعيد، بعيدا جدا عن الكنيسة، وكان المجنى عليهم والمصابون متواجدين أمام «ستوديو ايرينى» ومحل «لوكاس»، وهرب الجناة عن طريق شارع «زليم»، ويجرى تحديد مكانهم للقبض عليهم خلال ساعات، بعد تحديد هويتهم، وهناك تكثيف أمنى مشدد حول الكنائس والمداخل والمخارج لضبطهم». وتجمهر ما يقرب من 3 آلاف مسيحى، وحطموا سيارتى إسعاف داخل مستشفى نجع حمادى المركزى، وألقوا الحجارة على قوات الأمن احتجاجا على عدم السماح لهم بالدخول إلى المشرحة وتسلم جثث ذويهم، كما ألقوا الحجارة على سيارتى شرطة فى قرية الرحمانية عقب خروجهم من الكنيسة احتجاجا على الواقعة. وقالت وزارة الداخلية فى بيان أصدرته، فجر أمس، إنه فى حوالى الساعة 11 والنصف مساء الأربعاء، أطلق مجهول يرافقه آخران، كانوا يستقلون سيارة، أعيرة نارية على مواطنين مسيحيين فى موقعين تجاريين بمدينة نجع حمادى التابعة لمحافظة قنا، مستغلاً تجمعات المواطنين المسيحيين بمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد. وأضاف البيان أنه فى طريق هروبه عاود إطلاق النار على بعض المتواجدين أمام دير «الأنبا بضابا» الموجود فى منطقة زراعية متاخمة لمدينة نجع حمادى (حيث كان المترددون عليه متواجدين للتهنئة دون إقامة قداس)، وأسفر الحادث عن مقتل 6 مسيحيين وإصابة 9 آخرين، كما قتل عريف شرطة «مسلم» كان يتولى خدمة أمنية. وأوضح البيان أن أقوالاً مبدئية تواترت لشهود عيان أن الجانى له سوابق إجرامية جنائية، ويدعى «محمد أحمد حسين» وشهرته «حمام الكمونى»، وهو ما اتفق مع المعلومات التى توافرت لدى أجهزة الأمن فور وقوع الحادث. وأكد البيان وجود مؤشرات مبدئية على ارتباط الحادث بواقعة اتهام شاب مسيحى باغتصاب فتاة مسلمة فى إحدى قرى محافظة قنا. وقال شهود عيان وأقارب الضحايا ل«المصرى اليوم» إنهم شاهدوا «مسجل خطر» من أبناء نجع حمادى، يطلق الرصاص من سيارة ملاكى، وقال أحدهم: فهذا الشقى أرسل رسالة إلى الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى، قال فيها «لن يمر العيد على خير». ونفى مصدر أمنى هذه الرواية، وقال إن أجهزة الأمن حددت الجناة وستلقى القبض عليهم خلال ساعات. وأضاف شهود عيان أن أجهزة الأمن وسيارات الأمن المركزى ملأت شوارع المدينة واختفى المارة من الشوارع خوفاً من القبض عليهم أو تكرار الحادث، وانتقل أقارب الضحايا والمصابين إلى مستشفى نجع حمادى، بصحبة المئات من مسيحيى المدينة. وقال شهود عيان إن نحو 3 آلاف شاب مسيحى هاجموا مستشفى نجع حمادى وحطموا نوافذه، وباب المستشفى واللافتة الأمامية، واحتجزوا الطبيبين الشرعيين اللذين قاما بالتشريح، وحطموا 3 سيارات إسعاف وسيارة خاصة بالطب الشرعى، وسيارة ملاكى أخرى كانت على باب المستشفى، وحطموا محلين تجاريين بالقرب من المستشفى، وهاجموا سيارات الشرطة وقوات الأمن المركزى والسيارات المصفحة بالطوب والحجارة، والشوم، وأسقطوا سيارة فى الترعة، وهتف الشباب بصوت عال: «بالروح والدم نفديك يا صليب»، و«نموت نموت ويحيا الصليب»، واقتحموا باب المستشفى وهرولوا إلى داخله وحطموا بعض الأجهزة والنوافذ، واختبأ الأطباء والممرضون والعاملون بالمستشفى، وقطع المتظاهرون طريق «مصر – أسوان» أمام الناحية الثانية من المستشفى لمنع وصول سيارات الشرطة التى بدأت تتدفق بقوة فى الشوارع المحيطة بالمستشفى، وردت أجهزة الأمن على المتظاهرين بقنابل مسيلة للدموع، والرصاص المطاطى، أصيب على أثرها أكثر من 10 مواطنين بجروح متفرقة، فضلاً عن حالات اختناق بالغاز. وأكد شهود عيان أن العشرات من المسيحيين صرخوا فى وجوه الشباب المتظاهرين وطالبوهم بالالتزام ومنع التخريب والتوقف عن أعمال الشغب، ولكن الشباب لم يستجيبوا وهاجموا سيارات الشرطة بالطوب والحجارة وهاجموا مسؤولى المحافظة وكبار رجال الأمن أثناء قدومهم فى سيارات سوداء مصفحة. وهتف الشباب المسيحيون ضد محافظ قنا مرددين: «يسقط يسقط مجدى أيوب». واستمرت المشادات حتى خروج جنازة جماعية للضحايا من على باب المستشفى إلى قرية «هو» فى مقابر الكنيسة المجمعة، فى الواحدة ظهر أمس، مروراً بكنيسة مار يوحنا الحبيب، حيث أدى الأنبا كيرلس أسقف نجع حمادى الصلاة على أرواح الضحايا، وانطلقت صرخات الجميع بعد الجنازة عند مرورهم بمكان إطلاق الرصاص، وتحركت الجنازة إلى المقابر وسط هتافات متعالية مما يقرب من 5 آلاف مسيحى وحراسة حذرة من رجال الأمن، خوفا من عودة الاشتباكات. ورفع المتظاهرون شعار «الصليب» المصنوع من الخشب، وبه لافتات بيضاء، ولم تخلو الجنازة من مشاحنات بين المشيعين وبعضهم، إذ يطالب فريق بضبط النفس والهدوء، بينما أصر فريق آخر، يجمع شبابا مسيحيين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عاما، على إلقاء الحجارة على سيارات الإطفاء وسيارات الشرطة المتواجدة فى طريقه.