أكدت مصادر مقربة من عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أن قرار موسى الذى أعلنه فى حواره مع «المصرى اليوم» بعدم الترشح لفترة جديدة فى منصبه كأمين عام للجامعة العربية، وذلك عقب انتهاء فترته الحالية بعد عام ونصف من الآن هو «قرار نهائى ولا رجعة فيه». وأشارت المصادر إلى أن موسى لديه قناعة بأنه أدى دوره فى الجامعة العربية، وأنه اكتفى بعشر سنوات قضاها بين جنبات الجامعة قدم خلالها الكثير، وعمل بشكل مكثف لإحياء دورها وتفعيل مؤسساتها، لافتة إلى أنه دائما يقول: «أريد أن أصبح الأمين العام السابق». وحول ما إذا كانت هناك دول عربية ستتقدم بمرشحين لخلافة موسى على منصب الأمين العام توقعت المصادر أن يكون هناك مرشحون ينافسون المرشح المصرى الجديد الذى ستعلن عنه القاهرة فى حالة إصرار موسى على موقفه، مشيرة إلى أنه فى هذه الحالة سيتم عرض الأسماء المرشحة واختيار مرشح من بينها. وأشارت المصادر إلى أن ذلك ليس غريبا على الجامعة العربية، حيث كان هناك مرشح يمنى فى مواجهة عمرو موسى حينما رشحته مصر للمرة الأولى ولكن تم التوافق على اختيار موسى فيما بين الدول العربية. ومن ناحية أخرى، أكد الدكتور جمال سلامة، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة قناة السويس، أن اختيار مرشح آخر غير عمرو موسى قد يكون بمثابة «دق المسمار الأخير فى نعش الجامعة العربية»، مشيرا إلى أن بقاء موسى بما يملكه من شخصية كاريزمية وحضور لافت «هو الضمان للحفاظ على هذه المنظمة الهزيلة والضعيفة». وأشار إلى أن انتخاب الأمين العام الجديد فيما بين مرشحين من الدول العربية هو مبدأ جيد، ويتم العمل به فى معظم المنظمات الأخرى لكنه قد لا يصلح فى الجامعة العربية نظرا لأن الجامعة لا تقوم على قواعد وآليات حقيقية تستمد منها قوتها وتماسكها. وأوضح سلامة أن الجامعة تستمد دورها من شخصية أمينها العام، فإذا كانت له شخصية كاريزمية وحضور فإن ذلك يعمل على إنعاش الجامعة وتقوية دورها، مشيرا إلى بعض الأسماء التى ساهمت فى تقوية دور الجامعة مثل عبدالرحمن عزام ومحمود رياض ثم عمرو موسى. وقال سلامة إن الجامعة العربية هى «مؤسسة ميتة تستمد قوتها من شخصية أمينها العام» مشيرا إلى أن عمرو موسى يعتمد على حضوره الشخصى لكى يتمكن من دفع العمل العربى وإعطاء روح جديدة للجامعة. وتساءل سلام: «فى حالة رحيل موسى من هى الشخصية العربية ذات النجومية التى تتمتع بالحضور؟» وقال: نخشى أن يكون مبدأ تدوير منصب الأمين العام فيما بين الجامعة العربية بمثابة «رصاصة الرحمة»، لأنه إذا جاء أمين عام ضعيف فلن يتمكن من «إعادة إحيائها فى غرفة الإنعاش». وأكد سلامة أن استمرار عمرو موسى فى الجامعة العربية هو الخيار الأفضل خلال الفترة المقبلة لأنه «الرجل الذى يمسك بأنبوبة الأكسجين للجامعة فى غرفة الإنعاش». واعتبر سلامة أن أبرز المرشحين من مصر لهذا المنصب هو الدكتور أحمد جويلى نظرا لإنجازاته فى هذا المنصب، ولأنه استطاع القيام بجهد وأعمال مفيدة للدول العربية.