استمراراً لحالة «الاحتقان السياسى» التى تعانيها الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تجمع مئات الآلاف من أنصار الحكومة الإيرانية أمس فى ساحة آزادى بوسط طهران لإحياء الذكرى ال31 للثورة الإسلامية، بينما ذكر موقعان للمعارضة على الإنترنت أن قوات الأمن الإيرانية اشتبكت مع أنصار المعارضة حين تدفقت جموع حاشدة على وسط طهران للتظاهر بالتزامن مع المسيرات الرسمية الرامية إلى إظهار قوة النظام الإسلامى وشعبيته، متحدية تحذيرات الشرطة المتكررة بأنها ستواجه أى احتجاجات بكل حزم. وعرض التليفزيون الحكومى لقطات حية لمئات الآلاف من الإيرانيين وقد حمل البعض أعلام إيران وصورا للزعيم الأعلى، آية الله على خامنئى، وهم متوجهون إلى ساحة آزادى لإحياء ذكرى الثورة، بينما قال موقع «جرين فويس» المعارض إن قوات الأمن أطلقت أعيرة نارية وغازاً مسيلاً للدموع على مؤيدين لزعيم المعارضة، مير حسين موسوى، احتشدوا فى ميدان صادقية شرقى ساحة آزادى، فيما تعرضت سيارتا زعيمى المعارضة محمد خاتمى ومهدى كروبى لهجوم من قبل قوات التعبئة الشعبية (الباسيج) أثناء توجههما للمشاركة فى المسيرات، دون أن يصابا بجروح، لكن موقع «رهبسبز» الإلكترونى المعارض أفاد بأن عدداً من حراس كروبى أصيبوا بجروح خطيرة. وفى وقت لاحق، اعتقلت السلطات الإيرانية نجل كروبى، كما اعتقلت شقيق خاتمى وزوجته زهراء اشراقى، حفيدة الإمام الخمينى -لفترة وجيزة- بحسب ما أفادت قناة «العربية» الإخبارية ومواقع للمعارضة الإيرانية. وفى خطابه الذى ألقاه أمام مئات الآلاف من مؤيديه بساحة آزادى، أعلن الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، أمس، أن بلاده قادرة على إنتاج اليورانيوم المخصب بنسبة «أكثر من 80%»، لكنها لن تفعل، مؤكدا أكثر من مرة فى خطابه أن إيران «لا تريد القنبلة الذرية». وصرح نجاد بأن بلاده «ستضاعف قريبا 3 مرات إنتاجها» من اليورانيوم المخصب بنسبة 3.5% معلناًَ أنها أنتجت «الشحنة الأولى» من اليورانيوم المخصب بنسبة 20% فى مصنع نطنز بوسط إٍيران بعد 48 ساعة من بدء هذا الإنتاج، الذى أثار أزمة مع القوى العظمى التى تشعر بالقلق من خطر حصول الجمهورية الإسلامية على السلاح النووى. واتهم نجاد الرئيس الأمريكى باراك أوباما بأنه «يضيع الفرص» و«يخدم رغبة» إسرائيل بمهاجمته إيران، بينما طالب الدول الغربية بأن تكون أكثر شجاعة وتعترف بأن هدفها الحقيقى هو الهيمنة على المنطقة، مؤكدا أن «الانهيار سيكون حليفها». كان نجاد أبلغ الرئيس السورى، بشار الأسد، أمس الأول فى اتصال هاتفى بأنه يجب التصدى لإسرائيل والقضاء عليها إذا شنت هجوماً على المنطقة. ومنذ أمس الأول، بدأت قوات الشرطة والباسيج، الميليشيا الإسلامية، تتمركز فى مختلف أنحاء طهران وقامت بسلسلة اعتقالات بعدما دعا قادة المعارضة، التى حظر عليها التظاهر، أنصارهم إلى المشاركة بكثافة فى التجمعات الرسمية فى جميع أنحاء إيران لإسماع أصواتهم. وأكد الجنرال حسين همدانى، أحد قادة الباسدران، الحرس الثورى الإيرانى، أنه لن يسمح «لحركة الخضر بالتظاهر»، فى إشارة إلى اللون الذى تعتمده المعارضة شعارا لها، معتبرا أن «من يسعون للتظاهر والاحتجاج هم عملاء للخارج». وفى حين حظرت السلطات على الصحافة الأجنبية تغطية الاحتجاجات ولم يسمح لها إلا بنقل خطاب نجاد، أعلنت مجموعة «جوجل» الأمريكية للانترنت أن مستخدمين للشبكة فى إيران أبلغوها بأنهم يواجهون صعوبات فى الوصول إلى موقع «جيمايل» للبريد الإلكترونى، علما بأنها لم ترصد أى مشكلة تقنية فى شبكاتها. وبينما، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن سلطات الاتصالات الإيرانية أوقفت بريد جوجل الإلكترونى بصفة دائمة، وأعلنت أنها ستطلق قريبا خدمة بريد محلية، اتهمت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما طهران بقمع حريات مواطنيها، لكنها لم تؤكد نبأ الصحيفة. وعلى الصعيد النووى، كشفت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الأول، أن إيران أبلغتها بأنها ستنتج أول شحنة يورانيوم عالى التخصيب «خلال أيام»، وأوضحت الوكالة أن الإنتاج سيكون محدوداً فى الوقت الراهن، معربة عن قلقها من عدم إبلاغها سلفاً بهذا الإجراء، الذى يثير شكوك الغرب فى نوايا إيران.