قضينا خمسة أيام من أجمل أيام حياتى فى أنجولا، فقد أسعدنا الحظ بذلك أنا ونجلاى أشرف وأحمد العاشقان لمصر ولكرة القدم، وكنا حريصين على مؤازرة منتخبنا الغالى منذ أن تعرفنا على كرة القدم، وربيت فيهما حب السعى وراء المنتخب القومى سواء داخل مصر أو خارجها وبدأ ذلك منذ مباراة ليون الفاصلة عام 1994 حتى الآن مرورا بمعظم المباريات المهمة خلال هذه الفترة، وسعينا وساعدتنا الظروف فى الحصول على تأشيرة أنجولا الصعبة وسافرنا مع جماهير مصر الوفية ورغم قلتنا فلم نكن نتعدى 140 مشجعاً إلا أننا جميعاً كنا جماهير حقيقية عاشقة للكرة وقادرة على التشجيع والمؤازرة لم نكن جماهير وهمية باحثة عن التصوير والتلميع مثلما حدث فى مباراة أم درمان. وصلنا إلى بنجيلا قبل مباراة الجزائر التاريخية بعدة ساعات، بعد رحلة لم نشعر فيها بالإرهاق أو التعب رغم طولها ورغم تغيير الطائرة بأخرى فى مطار لواندا بسبب ضعف حكومتنا وعدم تقديرها من الجانب الأنجولى- لأن طائرات الجزائرين للأسف ذهبت مباشرة إلى بنجيلا، وما علينا، نرجع إلى فرحتنا، حرصت الجماهير على اللحاق بالمباراة والتفكير فى الفوز والنصر والثأر لأنفسنا ولكرامتنا من المنتخب الجزائرى، كان هذا كل ما يهمنا ولم نحس بأى مشقة أو تعب انتظارا للفرح بالفوز. وسعدنا برؤية لاعبينا الوحوش قبل المباراة وصافحناهم، وراقبنا كبيرهم المعلم حسن شحاتة، ولاحظنا جميعاً التصميم فى عينيه، ورغم هدوئه المشهور به منذ كان لاعباً، لكن العزيمة والقوة التى كانت فى حركاته وفى نظراته عندما تنظر إليه تزداد الثقة فيه وفى أولاده الأبطال الشجعان الذين أسعدونا وفرحونا، فهم الوحيدون القادرون على بث الفرحة وإحضار السعادة إلى شعبنا الطيب المغلوب على أمره، لقد صدق من كتب وقال إن «حسن شحاتة» هو تاجر السعادة، ولكنه تاجر لا ينظر أو يلتفت إلى مكسب مادى مثل باقى التجار، ولكنه تاجر يوصل الفرحة والبهجة إلى كل بيت من بيوت أهله وشعبه ووطنه ومكسبه هو الابتسامة. من المؤكد أنكم تحسدوننا لأننا كنا هناك، معكم الحق فبعد الفوز العظيم الساحق على الجزائر، جاءت الفرحة الكبرى، وأكمل أبطالنا وجنودنا مشوارهم لإسعادنا وفازوا على غانا ليحرزوا كأسهم الثالثة على التوالى، الفرحة كانت كبيرة ومن الصعب تصورها، ولا يشعر بها إلا من عاشها، فرحة نتمنى جميعاً أن تتكرر كثيراً، وأتمنى أن تكون المشاركة أكثر بكثير فى المرات القادمة. اكتملت فرحتى عندما أتيحت لى فرصة التواجد فى غرفة ملابس اللاعبين وفى الملعب بعد المباراة وشاركتهم غناءهم ورقصهم وطبلهم الذى كان يزلزل كياننا جميعاً، ويجعل دموع الفرح تنساب من العيون بلا قيود. تلك بعض المشاعر التى عشتها قبل وبعد الفوز بالكأس والتى اكتملت بالعودة مع المعلم ولاعبيه الأبطال على متن نفس الطائرة إلى مصرنا الغالية. وربما أختلف مع سمير زاهر فى أمور كثيرة وفى طريقة إدارته لمغارة على بابا، ولكن يجب أن نرفع جميعاً له القبعة فى مجهوده ومتابعته لكل صغيرة وكبيرة خلال الفترة منذ الوصول إلى أنجولا حتى الفوز بالكأس، مجهود فوق الطاقة ولكنه يفعله بحرفية وبحب ووطنية ودائماً يكلل مجهوده بالنجاح وليحصل لرابع مرة على كأس أفريقيا فى سابقة لم تحدث فى تاريخ القارة، تحية خاصة له وكل التقدير له فهو صبور وقادر على تحمل الضربات التى تقصم الكثيرين، ولكنه أثبت أنه قوى وقادر على الاستمرار رغم النباح الكثير من حوله. ألف ألف ألف مبروك.. ونلتقى الأسبوع القادم بإذن الله [email protected]
