تسود حالة من الذعر بين أهالى قرية «الجديدة»، التابعة لمركز الداخلة، بالوادي الجديد، بعد ظهور 4 حالات مصابة بمرض «سعار البقر»، على حد قول عمدة وشيخ القرية، وأكد عدد من الأهالي أن الإصابات تتجاوز العشرات، فيما نفى مسؤول بيطري بالمحافظة صحة ذلك مؤكداً أن الأبقار المصابة بالمرض لا تتعدى حالتين. يقول عدد من الفلاحين ل«المصرى اليوم» إن منطقة «المطلع»، بالقرية تبعد نحو 30 كيلومترا عن مركز الداخلة، وهى بؤرة وبائية في غاية الخطورة، مؤكدين أنهم ومربى الماشية لجأوا إلى التخلص من حيواناتهم النافقة فى هذه المنطقة الصحراوية المتاخمة للزراعات، دون علمهم بأن نفوق حيواناتهم كان بفعل مرض «السعار» الذى يعتبر مرضاً فيروسياً حاداً ومميتاً يتواجد فى لعاب الحيوانات المصابة وينتقل من خلال العض ويسبب التهاباً مخياً مميتاً، وتكمن خطورته فى أنه ينتقل إلى الإنسان أيضاً. يقول حسن سيد حسن، من الفلاحين، إنه فقد إحدى بقراته بالصدفة بعدما امتنعت عن الأكل وتعرضت لنوبات من الهياج، لافتاً إلى أنه حاول إنقاذها بإعطائها مياهاً غازية، ثم عصيدة عصير البلح حتى تأكل، لكنها نفقت فى اليوم الخامس. وأشار إلى أنه لم يعلم بهذا المرض إلا من خلال مسؤول الطب البيطرى بالقرية، الذى أكد أن المرض يصيب الأبقار فقط، وهو الأمر الذى جاء مخالفاً للواقع بعد إصابته عدداً آخر من العجول، على حد قوله. وقال إنه حصن باقى الماشية المخالطة للبقرة بالمصل المضاد للمرض بسعر 40 جنيهاً للمصل، مطالباً بضرورة تخفيض أسعار المصل ودعمها كخدمة لصغار مربي الثروة الحيوانية. وأشار إبراهيم عمران عبدالله، من الأهالى إلى أن القرية تتعرض إلى غزو كبير من الفئران والكلاب والثعالب، التى يمكن من خلالها نقل المرض. وقال الحاج شاذلى منصور، عمدة القرية، إن الوضع كارثى لأن الثروة الحيوانية هى الدخل الأساسى للمواطنين بالقرية، لذلك فحالة الهلع والذعر لدى أهالى القرية أمر طبيعى. وأكد أن الناس ليس لديهم إمكانات لسداد ثمن المصل، وإن توفر الثمن فالمصل نفسه غير متوافر، لافتاً إلى أنه جار التنسيق مع مختلف الجهات لتوفير المصل وحصر الحالات النافقة بصفة مستمرة، والتى وصلت إلى 4 حالات. ورجح احتمال أن يكون سبب انتشار المرض من خلال نقل المواشى المصابة بالمرض من خارج الواحات إلى القرى، التى تستعد لموسم الأضاحى. وقرر الدكتور سالم صابر، مدير الإدارة البيطرية بالداخلة، تنفيذ برامج سريعة لتوعية المواطنين بالمرض، الذى يعد تحت السيطرة، على حد قوله، مؤكداً أن حالات النفوق فى القرية «لا تتجاوز حالتين، وأن الأمصال متوافرة ويتم جلبها حسب الطلب من معامل العباسية للأمصال واللقاح» وقال إنه لا توجد تعويضات عن الحيوانات النافقة سوى المؤمن عليها. وقرر المحافظ اللواء طارق المهدى، تشكيل لجنة ثلاثية برئاسة الدكتور محمد بشير، مدير عام الطب البيطرى بالمحافظة، للوقوف على تطور المرض والحالات النافقة والمصابة والخطط اللازمة للحيلولة دون انتشار المرض وسبل حماية الثروة الحيوانية من الأمراض الوبائية.