لا يهمنى كثيراً أن تفوز مصر الليلة على غانا، على الرغم من ثقتى فى المنتخب وجهازه الفنى ومقدرتهما على تحقيق رقم قياسى بالحصول على الكأس الأفريقية للمرة الثالثة على التوالى. تكفينى فرحة الشعب المصرى ليلة الجمعة بعد اكتساحنا منتخب الجزائر بأربعة أهداف نظيفة. يكفينا أننا بتنا ليلة سعيدة ونحن نحس بأننا نقدر ونستطيع.. وحتى لا يعتقد أحد أن الفرحة أو التعبير عنها كانت مقصورة على سكان القاهرة وأصحاب السيارات والمناطق الراقية كما نقلتها شاشات التليفزيون، فإن الحقيقة هى أن شعب مصر كله فى مدنه وقراه خرج إلى الشارع، فى الدقهلية ودمياط كما فى أسوان ومرسى مطروح.. فى شوارع العمرانية وبولاق والسبتية وشبرا، سيدات يرتدين ملابسهن السوداء وأطفال صغار وشباب مثل الورد، كما فى الزمالك والمهندسين ومصر الجديدة ومدينة نصر، الكل يهتف بصوت واحد: «مصر.. مصر». هل كل هذا التعبير العفوى المندفع لأننا فزنا على الجزائر التى حرمتنا من الوصول إلى كأس العالم؟ أعتقد أن الإجابة ستكون «لا»، وأعتقد أن الشعب أحس بإهانة مصر بعد المباراة، وأن هذا التعبير التلقائى هو صرخة من كل مصرى، يعمل أو عاطل، غنى أو فقير، ظالم أو مظلوم، سائل أو مسؤول، تقول: «نحن نحب مصر». كل هذا الحب فى ظل بطالة متزايدة وأزمات اقتصادية متصاعدة، وأمراض بلا عدد، يعنى أن هذا الشعب العظيم يستحق أكثر مما هو فيه.. يستحق حياة كريمة وصحية وعلمية أفضل بكثير مما يلقاه.. وأن أنظمتنا المتعاقبة وحكوماتنا لم تحب مصر كما أحبها الشعب، ولم تحب الشعب الذى يعشق مصر ومستعد لأن يضحى بحياته من أجل ترابها.. فهل تبحث حكومتنا عن لغة أخرى وأساليب أكثر احتراماً وعطاء حتى تجمع الشعب حولها وتنهض به وينهض بها وينقذها من عثراتها المتتالية؟! ■ ■ ■ ■ تعليقاً على ما جاء فى مقالى السابق، أكد لى رجل الأعمال المحترم والسياسى المثقف، وواحد من صناع الإعلام المصرى، الدكتور سيد البدوى أنه لن يفرط أبداً فى قنوات «الحياة» لأنه يؤمن برسالتها فى خدمة مصر، وأنه تلقى عروضاً مغرية بأرقام خيالية من دول خليجية ودول عربية، ولكنه رفض وبإصرار، لأن أحلامه لمصر وإعلامها مازالت ممتدة مهما كانت المعوقات التى توضع فى طريقه، ولديه الكثير والمبهر الذى سيعلنه قريباً، ونحن فى الانتظار يا دكتور وكلنا ثقة فيما تقدمه.. وبذكر «الحياة» فاتنى فى مقال الخميس الماضى ذكر برنامج «الحياة والناس مع رولا» لزميلتى المحترمة رولا خرسا، التى تثبت كل يوم أن مقدم البرنامج الناجح هو الذى يحترم العلم كما يحترم المشاهدين. ■ بعد طول انتظار، لأنه كان خارج البلاد، كشف لى الدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، أن «الإنترفيرون المصرى» مازال قيد التجارب وبعد شهور قليلة ستعلن النتائج ووقتها سيقر أو يلغى، وأن أى مريض يتعاطى هذا الدواء ولا يستجيب له ستكمل له الوزارة العلاج من «الإنترفيرون» الأجنبى، كل هذا بعيداً عن صراعات شركات الأدوية والمستفيدين منها. شكراً دكتور حاتم، ونحن فى الانتظار. [email protected]