تعرضت مدينة أبوزنيمة فى جنوبسيناء، فجر أمس، لسيول متوسطة جاءت من منطقة الطيبة على بعد 3 كيلومترات من المدينة، فيما حرر عدد من المواطنين بشمال سيناء محاضر بقسم أول العريش بالأضرار التى لحقت بهم من جراء السيول، اتهموا فيها المحافظين السابقين أحمد عبدالحميد ومحمد عبدالفضيل شوشة، بالتسبب فى الكارثة التى يواجهونها حاليا، وأعلنت حالة الطوارئ القصوى فى محافظة مطروح. وقرر عبدالفضيل شوشة، محافظ جنوبسيناء، صرف مليون جنيه بصورة عاجلة للمتضررين من السيول من بدو «أبو صويرة»، وصرف 25 ألف جنيه تعويضاً عن كل منزل متهدم، و5 آلاف جنيه للذين أضيرت منازلهم. كما قرر خلال لقائه ببدو «أبو صويرة»، أمس الأول، تشكيل لجان فورية لتقييم الأضرار التى لحقت بالمنازل والبيوت، مؤكدا أن التقييم سيتم بالمعاينة الفعلية والكاميرات. وطالب شوشة البدو بالمشاركة مع الدولة فى إزالة آثار السيول، وطالب أهالى رأس سدر بالتوقف عن التمييز بين البدو والوافدين، مؤكداً أننا جميعا مصريون ونمثل مجتمعا واحدا تزداد روابطه فى الشدائد والمحن. كما طالب شركات المقاولات بإصلاح الخسائر فى أسرع وقت، معلنا عزمه تخصيص أراض بالمجان لمن تهدمت منازلهم ومن يريدون الانتقال إلى مكان آمن. وحذر من ضرر الحيوانات النافقة بسبب السيول، مطالبا بإقامة مدفن صحى حتى لا تنتشر الأمراض والأوبئة. وقال الشيخ سالم مرعى، شيخ قبيلة العليقات، إن البدو شكلوا غرفة عمليات لمواجهة السيول خوفا من تدمير منازلهم، وحفروا مخرات السيول الطبيعية تحسبا لوقوع سيول أخرى فى أى لحظة، بالتعاون مع مجلس مدينة أبوزنيمة. وأكد خميس شعلة، رئيس مدينة أبوزنيمة، محاصرة السيول بالتعاون مع البدو بجوار الجبل لتتجه نحو البحر بعيدا عن منازل الأهالى. من ناحية أخرى، أكد عدد من الأهالى فى شمال سيناء، أنهم حرروا محاضر بقسم أول العريش بالأضرار التى لحقت بهم من جراء السيول، ومحاضر أخرى ضد المحافظين السابقين أحمد عبدالحميد ومحمد عبدالفضيل شوشة، محملين إياهما مسؤولية الكارثة التى يواجهونها حاليا بسبب تقصيرهما عن اتخاذ الإجراءات اللازمة فى مواجهة مخاطر السيول، تمهيداً لرفع دعاوى قضائية للمطالبة بتعويضات. من جانبه، شن إمام مسجد «المصطفى» هجوماً على الدولة والقيادات المحلية، محملاً مراد موافى، المحافظ الحالى، مسؤولية كارثة السيول لفشله فى إدارة الأزمة. ونفى ما يتردد عن تقديم المعونات والمساعدات للأهالى، مؤكداً أن مئات الأسر مازالت تعانى من آثار السيول، وأنه شخصيا أحد المضارين منها. ومن جهتهم، أقام أهالى مدينة العريش، بالجهود الذاتية، ممراً بدائياً ليصل بين شطرى المدينة الشرقى والغربى، اللذين انفصلا بسبب السيول التى تعرضت لها شتى أنحاء المحافظة، عقب تثبيت الشركة القابضة لمياه الصرف عددا من المواسير متوسطة الحجم لتصريف باقى مياه السيول. وتوافدت العشرات من سيارات النقل الكبيرة المملوكة للأهالى والجرافات التى نقلت الرمال والزلط وواصلت العمل ليلاً ونهاراً إلى أن تم إنشاء الطريق، وسط غياب تام من الحكومة وأجهزتها المعنية، على حد قول بعض الأهالى، الذين أكدوا أن الجهود الرسمية اقتصرت على معدات القوات المسلحة التى انتشلت مياه السيول من مستشفى العريش العام. وأكد الأهالى استمرار معاناة سكان قرية عاطف السادات وعزبة مليم من الأضرار الناجمة عن السيول ومن التقصير الحكومى. وفى مطروح، أعلن المحافظ اللواء أحمد حسين، حالة الطوارئ القصوى بالمحافظة استعدادا لمواجهة أى سيول بالمحافظة، وتم تجهيز غرفة عمليات بكل مدينة من المدن الثمانى التابعة للمحافظة للتأكد من صلاحية أجهزة الاتصالات. وأكد المحافظ التنسيق مع قسم الشرطة ومركز الإسعاف الخاص بكل مدينة لاستقبال الإشارات اللاسلكية والتأكد من صلاحية الأجهزة الموجودة بها، وتوفير الأطباء والأدوية والأمصال وتحديد أماكن الإيواء ووضع خطة لها بالتنسيق مع مديرية التضامن الاجتماعى. وراجعت إدارة الكهرباء موقف الأماكن المحتمل تعرضها للسيول، وتم عمل الإجراءات الخاصة بإمكانية فصل التيار عنها ومراجعة مسارات الهوائيات الكهربائية والكابلات والتأكد من بعدها عن مجرى السيول. ونسقت إدارة المرور مع قيادة الطريق الدولى لتجهيز غرفة عمليات تكون على اتصال بجميع نقاط المرور ومركز العمليات بديوان عام المحافظة، ومعاينة الطرق التى تتعرض للسيول وتوفير وسائل الاتصال اللازمة للإبلاغ عن أى حادث، وتجهيز العربات المجهزة بأوناش لإخلاء السيارات التى تتعرض للسيول. وحددت مديرية التضامن الاجتماعى أماكن الإيواء وجهزتها باحتياجاتها من خيم وبطاطين وجراكن مياه وتجهيز خطة لإمداد المناطق المتعرضة للسيول بالمعونات العاجلة. كما واصلت جميع الإدارات وضع الخطط اللازمة لمواجهة مخاطر السيول المحتملة.
