طريقة اختيار المرشحين لخوض غمار المنافسة فى انتخابات مجلس الشعب تختلف من حزب إلى آخر، ف«الوطنى» يختار بطريقة مغايرة للوفد والتجمع، بينما لجماعة الإخوان طريقتها «الخاصة جداً» فى الاختيار. الحزب الوطنى يختار مرشحيه عن طريق ثلاث آليات، هى: استطلاعات الرأى، والمجمع الانتخابى، والانتخابات الداخلية، بينما تختار معظم الأحزاب مرشحيها من خلال لجانها بالمحافظات، التى تقدم قائمة بالأسماء للأمانة العامة أو المستوى المركزى لكل حزب. ويختلف الوضع مع جماعة الإخوان المسلمين، فهى تختار مرشحيها دون أن يتقدم المرشحون لها، وذلك لأن فكرة «التنافس» داخل الجماعة غير موجودة. قال الدكتور هانى الناظر، أمين الحزب الوطنى بمحافظة أكتوبر، إن هناك عدداً من المعايير لابد من توافرها فى المرشحين، هى أن يكون صاحب سمعة طيبة ومصداقية وشفافية فى التعامل، بالإضافة إلى السيرة الحسنة والقدرة على التواصل مع الجماهير، وأهم شىء أن يكون المرشح «راجل محترم»، موضحاً أن مبدأ النفوذ والمال لا يدخل فى اختيارات الحزب نهائياً. وأشار إلى أن الحزب يختار مرشحيه من خلال استطلاعات للرأى من خلال مقابلة رجل الشارع فى كل دائرة ومعرفة أفضل المرشحين من خلالهم، ثم المجمع الانتخابى الذى يضم الصفوف القيادية التنظيمية للحزب وأعضاء المجالس المحلية الذين يعبرون عن آراء قيادات الحزب على المستويات التنظيمية. والآلية الثالثة - كما أضاف الناظر - هى الانتخابات الداخلية التى يشارك فيها جميع أعضاء الحزب. وأوضح أن الطرق الثلاث للاختيار هدفها توسيع قاعدة الاختيار حتى تنتقى أفضل العناصر. ولم يختلف حزب الوفد كثيراً فى كيفية اختيار المرشحين عن الحزب الوطنى. بهاء أبوشقة، المستشار السياسى لحزب الوفد، أكد أن الحزب لا يهمه عدد المرشحين بقدر ما يهمه أن يكون المرشح حسن السمعة وله شعبية وشخصية مؤهلة برلمانياً، وأن يكون واجهة لحزب الوفد ومعبراً عن توجهاته وآرائه. وأضاف أن طرق الاختيار تبدأ من المحافظات التى ترشح أكثر من اسم تختار من خلالها اللجنة التى شكلها الحزب من 12 عضواً من قيادات الوفد، والتى تنتقى الطلبات المتقدمة وتعقد لقاءات مباشرة مع المرشحين، ثم تعرض اللجنة القائمة الأولية على المكتب التنفيذى، الذى له حق حذف بعض الأسماء ثم تعرض القائمة على الهيئة العليا، التى لها حق الحذف أيضاً، ثم تعتمد القائمة النهائية، التى يخوض بها الحزب الانتخابات. وقال سيد عبدالعال، أمين عام حزب التجمع، إن الحزب يختار المرشحين من خلال لجنة المحافظة، التى تطرح أسماء المرشحين على أساس الجماهيرية، والقدرة على التعبير عن برنامج الحزب ومواقف المرشح السياسية والتجارب الانتخابية السابقة للمرشح إن وجدت، وتختار المحافظة من بين المرشحين وترسل الأسماء إلى لجنة الانتخابات المركزية. وأضاف أن اللجنة المركزية إذا وافقت على الأسماء المطروحة بشكل مبدئى، تعرضها على الأمانة العامة للحزب للإقرار النهائى، مستطرداً: «أهم مبدأ للاختيار هو قدرة كل محافظة على تدبير التمويل اللازم لحملة المرشحين الانتخابية من خلال المرشحين والأعضاء، وإذا فشل المرشح فى تدبير التكاليف يصبح غير صالح للترشيح لأنه إذا فشل فى تدبير حملته الانتخابية فكيف يكون صاحب شعبية فى المحافظة؟». ولفت الدكتور محمد أبوالعلا، نائب رئيس الحزب الناصرى، إلى أن الأمانة العامة للحزب شكلت لجنة تضم فى عضويتها نواب رئيس الحزب و3 من أعضاء المكتب السياسى، مهمتها اختيار المرشحين من خلال ترشيحات المحافظات، يتم اختيارهم بناء على معايير يحددها الحزب لضمان التمثيل المشرف له، وهى شعبية المرشح ودوره الاجتماعى داخل دائرته وتاريخه الناصرى ودوره فى العمل الحزبى، بالإضافة إلى الإمكانيات المادية للإنفاق على حملته الانتخابية. وأشار النائب محمد البلتاجى، أمين عام الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين، إلى أن الجماعة هى التى تختار من بين أعضائها عن طريق مجالس الشورى بالمحافظات، مضيفاً: «مبدأ التقدم بطلب الترشيح غير موجود فى الجماعة، وإنما يتم اختيار المرشح بناء على أن تكون لديه رسالة يقدمها للمجتمع، وأن يكون مؤمناً بمبدأ الجماعة وقادراً على توصيل رسالته السياسية والإصلاحية، وأن يتمتع بقبول مجتمعى، وأن يكون له تواجد داخل المجتمع ويتواصل مع الناخبين». ونفى إمكانية وجود أى تنسيق هذه المرة مع الحزب الوطنى لأن الجماعة تخوض الانتخابات وهى تحمل رسالة «التغيير» بشكل أساسى. من جانبه، قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، خبير النظم السياسية، إنه فى ظل الانتخابات بالنظام الفردى، الذى يحكمه نظام معين، أصبحت الأحزاب لا تملك سلطة كبيرة على مرشحيها، لأن القانون يتيح لكل من تنطبق عليه الشروط أن يخوض الانتخابات، وتابع: «لن تجد اختيارات موفقة للأحزاب». وأوضح أن نظام القائمة النسبية يتيح فرصة أكبر للأحزاب فى السيطرة على مرشحيها، ويمنع ظاهرة المنفلتين ويمنع ترشيح الحزبيين كمستقلين على مبادئ الحزب كما هو الحال فى الحزب الوطنى.