نظم الإيرانيون، أمس، مسيرات مناهضة لإسرائيل فى مناطق متفرقة من البلاد فى ذكرى «يوم القدس»، وذلك فى الوقت الذى استؤنفت فيه محادثات السلام المباشرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين فى واشنطن. وهتف الملايين من المتظاهرين الإيرانيين، الذين تجمعوا فى طهران وعدد من المدن الإيرانية بمناسبة «يوم القدس»، الذى ينظمه النظام الإيرانى دعما للفلسطينيين، «الموت لإسرائيل» و«الموت لأمريكا»، ورفعوا لافتات كتب عليها «القدس لنا». وندد المتظاهرون بالمحادثات التى بدأت بين إسرائيل والرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» برعاية الولاياتالمتحدة، مؤكدة أن «عقد تسويات مع إسرائيل يعنى الموت لفلسطين». ووزعت ميليشيات الباسيج، الموالية للحكومة، خلال المسيرات لعبتى فيديو فى محاولة للوصول إلى الأجيال الشابة وفضح جرائم «الصهاينة» وفظائعهم فى فلسطين. كان الزعيم الراحل لثورة 1979 الإسلامية آية الله الخمينى أعلن الجمعة الأخيرة من كل رمضان «يوما للقدس»، ودعا إلى تنظيم مسيرات جماهيرية مناهضة لإسرائيل ومؤيدة للفلسطينيين. يأتى ذلك فيما أكد الرئيس الإيرانى محمود أحمدى نجاد، خلال خطاب ألقاه، أمس، بمناسبة يوم القدس دعما للفلسطينيين، أن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، التى ترعاها الولاياتالمتحدة، «ولدت ميتة.. وآيلة إلى الفشل»، وأضاف أن «شعوب المنطقة قادرة على إزالة النظام الصهيونى من الساحة الدولية». وانتقد «نجاد» الرئيس الفلسطينى من دون أن يسميه، واصفا إياه بأنه «رهينة» فى يد إسرائيل، لأنه أجرى، أمس الأول، فى واشنطن مفاوضات مع نتنياهو. وأكد أن «شعب فلسطين وشعوب المنطقة لن يسمحوا لهم بأن يبيعوا إلى العدو شبراً واحداً من الأرض الفلسطينية». فيما اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية رامين مهمان باراست اجتماع واشنطن أنه «لا جدوى من المحادثات»، وأوضح أن «الفلسطينيين أذكى من أن يخدعوا بهذا النوع من المسارح». وأكد رئيس البرلمان الإيرانى على لاريجانى أن «المشكلة لا يمكن تسويتها بأعمال مسرحية تؤدى فى واشنطن حيث إن القضية الفلسطينية ليست لعبة لكنها أمر خطير ليس له إلا حل واحد: إعادة الحقوق للفلسطينيين». وتتواكب مسيرات العام الجارى مع استئناف محادثات السلام فى الشرق الأوسط لأول مرة خلال عامين تقريبا فى واشنطن، حيث يستضيف الرئيس الأمريكى باراك أوباما، الرئيس الفلسطينى ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو.
