خرجت إلى شرفة منزلى على صياح وضجيج فى الشارع، لأجد عربة كارو يجرها حمار صغير هزيل وفوقها عبوات أسمنت حوالى «2 طن» وقد عجز الحمار المسكين عن جرها، وسقط أرضا وصاحب العربة يضرب الحمار بعصا غليظة ضربا مبرحاً وسكان الشارع يكاد يفتكون بصاحب العربة، الذى لم يرحم الحمار المسكين الذى لا يشكو ولا يصدر أى صوت ويتحمل ألم الضرب فى صمت!! جال بخاطرى أن هناك من الحيوانات مثل الكلاب والقرود عند تعرضها لأى ألم- حتى لو كان ضعيفا- فإنها تملأ الدنيا صياحا وضجيجا.. أما صنف الحمير من عالم الحيوان فإنه لا يصدر عنه أى صوت مهما كانت شدة ألمه وإنما يحرك رأسه لأعلى وأسفل كأنما يشتكى لخالقه ظلم الإنسان.. أخذت أقارن بين حالى كإنسان وحال هذا الحمار!!. هو يتعرض للاضطهاد وأنا مثله.. هو يتحمل آلاماً عديدة وأنا مثله.. هو لا يأكل كل ما يحبه ويكفيه وأنا كذلك.. هو يحمل على أكتافه هموما ثقيلة وأنا كذلك. هو ليس أمامه سوى الشكوى إلى خالقه وأنا كذلك.. إلا أننى حمدت الله وشكرته على أننى تميزت عنه فى هذه الأيام، حيث أستطيع أن أكتب وأشكو وهو ما لم يكن متوافراً سابقا، فشكرا لأولى الأمر.. وهذه الميزة لم تتوافر للحمار المسكين بعد!!.. ورمضان كريم مهندس أحمد صالح ميت غمر