تزامناً مع بدء رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، الأدميرال مايكل مولن زيارة لإسرائيل أمس، شكك رئيس هيئة الأركان الإسرائيلى السابق دان حالوتس، فى امتلاك جيش بلاده الإمكانيات العسكرية لتسديد ضربة وقائية ناجحة ضد المنشآت النووية الإيرانية. وقال حالوتس، فى تصريح للتليفزيون الإسرائيلى حول تعهدات قادة إسرائيل بالتعامل مع التهديدات الإيرانية: «نحمل أنفسنا مهمة أكبر منا.. أعتقد أن إسرائيل يجب ألا تحمل نفسها مهمة حامل الراية للعالم الغربى بأكمله فى مواجهة التهديد الإيرانى». وقبيل بدء زيارة مولن لإسرائيل، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن مباحثات رئيس هيئة الأركان الأمريكية ستتمحور حول الملف النووى الإيرانى، وسبل الحفاظ على التفوق النوعى للجيش الإسرائيلى، والتحديات الأمنية المشتركة. وذكرت مصادر إسرائيلية أن مولين سيسعى لإقناع إسرائيل بلجم استخدام الخيار العسكرى ضد إيران حتى يستنفد الغرب الإجراءات العقابية على النظام الإيرانى من أجل وقف تسلحه النووى. ومن المقرر أن يلتقى أعلى مسؤول عسكرى أمريكى خلال ساعات بوزير الدفاع الإسرائيلى إيهود باراك، وبرئيس أركان الجيش الإسرائيلى جابى أشكنازى. وفى تلك الأثناء، يبدأ رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، خلال ساعات زيارة رسمية إلى روسيا فى محاولة لإقناع القيادة الروسية بعدم بيع إيران صواريخ أرض-جو المتقدمة من طراز «إس300» والانضمام إلى القوى الغربية فى سعيها إلى تشديد العقوبات الدولية على طهران. وتعد تلك هى أول زيارة رسمية لنتنياهو إلى موسكو منذ تولى مهامه قبل سنة، وتعقب زيارة سرية قام بها فى سبتمبر، فى خطوة سلطت الضوء على المكانة الأساسية التى تحتلها روسيا فى مساعى إسرائيل للتصدى لبرنامج إيران النووى. وبموازاة زيارة مولن لإسرائيل، بدأت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون زيارة إلى قطر تليها السعودية، حيث ستتركز مباحثاتها فى الدولتين الخليجيتين على الملف النووى الإيرانى. وصرح مسؤولون أمريكيون بأن هيلارى ستسعى إلى الاستعانة بمزيد من الضغوط الدبلوماسية العربية على إيران للحد من طموحاتها النووية، وأضاف المسؤولون لدى مغادرة هيلارى فى جولة خليجية تستغرق 3 أيام، أنها تأمل أيضا بكسب تأييد عربى أكبر لاستئناف محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وعلى صعيد الملف النووى الإيرانى، لمح المسؤولون الأمريكيون إلى أن أحد السبل التى تستطيع السعودية المساعدة بها دبلوماسياً، هو تقديم ضمانات للصين بأنها ستلبى احتياجاتها من النفط، وهى خطوة قد تخفف من امتناع بكين عن فرض مزيد من العقوبات على إيران، موضحين أن السعودية والصين زادتا فى الآونة الأخيرة اتصالاتهما الدبلوماسية والتجارية، لكن أرون ديفيد ميلر، المستشار السابق لشؤون الشرق الأوسط فى الإدارات الأمريكية السابقة، استبعد إمكانية أن يقدم السعوديون ضمانات نفطية إلى الصين التى يسجل اقتصادها نموا سريعا، لتشجيع بكين على تغيير موقفها من العقوبات. ومن المقرر أن تلتقى هيلارى مع الشيخ حمدبن جاسم آل ثان رئيس وزراء قطر ثم مع الملك عبدالله عاهل السعودية خلال ساعات. ومحور زيارة هيلارى هو كلمة تلقيها أمام منتدى العالم الإسلامى-الأمريكى، وهو اجتماع تستضيفه الحكومة القطرية ومركز سابان لسياسة الشرق الأوسط بمعهد بروكنجز الذى يتخذ من واشنطن مقرا له. وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما سعى أمس الأول إلى طمأنة العالم الإسلامى بشأن القلق من تصاعد نزعة كراهية الإسلام فى الغرب، وأعلن- فى رسالة ضمنها فى شريط فيديو تم بثه فى افتتاح الدورة السابعة للمنتدى بالدوحة - عن تعيين مبعوث خاص له لدى منظمة المؤتمر الإسلامى، معرباً عن أمله فى تعزيز الشراكات مع العالم الإسلامى. وفى حين أشاد المشاركون فى المنتدى بقرار أوباما، فإن بعضهم أعرب عن قلقه من تصاعد نزعة كراهية الإسلام فى الغرب. وانتقد رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوجان ووزير الدولة الجزائرى عبدالعزيز بلخادم ما وصفاه بالصور النمطية المسيئة للإسلام فى الغرب.