يتبرك المسلمون بشهر رمضان لما فيه من خير كثير ودعاء مستجاب، وهو ما تتعامل معه البنت كفرصة ذهبية لتدعو الله لنفسها، عسى أن يقبل منها ويرزقها بما تتمناه والذى يكون فى الغالب رجاء من الله بأن يمن عليها بالستر ويرزقها زوجا صالحا وذرية نافعة، وإذا كانت الأسرة تحمل فى طياتها بنتا لم تتزوج فنجد قلب هذه الأم يتضرع إلى الله بحق هذه الأيام الفضيلة ويقول: «ارزق بنتى الزوج الصالح» ونجد البنت تدعو بنفس الدعوة «يا رب ارزقنى مَن يعيننى على دينى ودنياى». تقول ميسون موصلى (23 سنة): «أدعو دائما بالستر والرزق والرضا وأن أنعم دائما بالهدوء النفسى، وزيادة إيمانى وأحلم بإتمام زواجى من الرجل، الذى اختاره قلبى وعقلى وأن أنجب توأماً وأشترى سيارة»، واتفقت معها فى هذه الدعوات إسراء عبدالمجيد (22 سنة)، التى تدعو دائما بالهداية والتصالح مع النفس وأن يرزقها الله بزوج صالح وناجح. وتقول نيرمين عادل (22 سنة) «أدعو دائما براحة البال والاستقرار والنجاح فى العمل وأن يعود جو العائلة ودفء الأسرة مرة أخرى وأن تتبدل النفوس من السيئ إلى الأحسن وأن أحصل على زوج لطيف». وعن السعادة تبحث مى محمد (باحثة ماجستير)، حيث تدعو بأن تشعر بمعنى السعادة الحقيقية مع الشخص المناسب الذى يتوافق مع شخصيتها، بالإضافة إلى أن تنعم بالاستقرار وراحة النفس والنجاح فى العمل. أما ريم عيد (21 سنة)، فتخصص الدعاء، حسب الفترة العمرية والدراسية التى تمر بها، حيث قالت: «أنا دائما أقسم حياتى مراحل حتى فى دعائى.. يعنى عندما كنت فى الثانوية العامة كنت أدعو الله فى رمضان أن أنجح بتفوق.. وعندما التحقت بكليتى، دعوت أن أتخرج وأن أجد ما يناسبنى من فرصة عمل.. والآن فى شهر رمضان الكريم أتمنى من الله أن أنجح فى حياتى وأجد نصفى الآخر لأكمل معه باقى حياتى، هذا ما يخصنى ولكن هناك دعوات أخرى مستمرة مثل الدعاء للمسلمين أجمعين والشفاء لمرضاهم ومرضانا.. وكثيرا ما تكون لدى رغبة فى الدعاء على ناس ظلمونى وبتبقى عل طرف لسانى لكن بامنع نفسى وبادعى ان ربنا يحمينى من شر نفسى». د. نعمت عوض الله، المستشار الاجتماعى والتربوى، خبيرة العلاقات الزوجية، تعلق قائلة: اقتصار دعوات البنات على الزواج وابن الحلال فقط، ليست ظاهرة صحية، فالزواج يجب أن يمثل أحد الأدوار فى الحياة وليس كلها بالنسبة لطموحات البنات، ولكن دائما يدعو الإنسان بالشىء، الذى يرى صعوبة فى تحقيقه، وهذا هو السبب فى أن أغلب الدعوات خاصة بالزواج، لأن الدعاء أصبح الوسيلة الوحيدة، التى تعين على تحقيق الأمنيات، خاصة مع ارتفاع سن الزواج وخوف البنات من الوصول لسن كبيرة دون زواج. وتضيف: من أهم الأسباب المؤدية لأزمة تأخر سن الزواج إن البنات بتفكر كتير قبل الزواج عشان نفسهم يعملوا البيت اللى بيحلموا بيه، بالإضافة إلى أننا أصبحنا نفتقد فى مجتمعنا «الخباثة الحريمى بتاعة زمان» أو ما يسمى الآن «كيف تصطادين عريسا؟». وهى تلك الخباثة أو الشطارة، التى كانت تقوم بها الأمهات والجدات زمان، فقد كنا نسمع «أما جارتنا عندها بنت زى القمر» أو «أما أنا عندى حتة عروسة»، ولكننا نفتقر إلى هذه الاجتماعيات الآن والسبب فى ذلك فقدان الروابط الاجتماعية ووجود كم كبير من الأنانية المصحوبة بالغل فى بعض النفوس بعض الأحيان وكمان بقينا بنخاف من بعض. وفى الحقيقة، نحن فقدنا بعض الأدوار فى المجتمع، مما أحدث خلاً فى الأدوار بين البيت والشارع، كما أننا فى حاجة إلى عودة جمال البيت المصرى بتاع زمان. وتتابع: «الزواج مطلب فسيولوجى عادى، فمن الطبيعى أن أتمنى أن أجد نصفى الآخر وأشاركه حياتى، ومما لا شك فيه أن العمل يساعد على تقويم الأفكار لدى البنات ولكن مش أى شغل، فيجب أن يستلزم العمل تشغيل الدماغ حتى تتسع الرؤية لدى البنات. بمعنى آخر، يجب أن يمص العمل طاقة المخ، فالبنت يجب أن تشعر بأن لها كياناً قوياً ومستقلاً من خلال عملها حتى تستطيع التفكير بشكل سليم».