أعلن فاروق حسنى، وزير الثقافة، إيقاف جميع المسؤولين عن متحف محمد محمود خليل وقطاع الفنون التشكيلية عن العمل وإغلاق المتحف، لحين انتهاء التحقيق فى سرقة لوحة «زهرة الخشخاش»، للفنان الهولندى فان جوخ. واتهم «حسنى» فى تصريحات ل«المصرى اليوم» المسؤولين عن قطاع الفنون التشكيلية بالتقصير والإهمال الجسيم لأنهم فتحوا المتحف رغم علمهم بأن الكاميرات وأجهزة الإنذار والمراقبة لا تعمل. وحول ما إذا كانت اللوحة قد تم تهريبها إلى خارج مصر، قال حسنى: «أرجو ألا يكون ذلك قد حدث، خاصة أنه تم إبلاغ جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية بالواقعة»، وأضاف: «من المحتمل أن تكون اللوحة مازالت فى مصر». وردا على سؤال حول إمكانية كشف السارق من خلال جدول الزائرين للمتحف، حيث من المفترض تسجيل اسم وبيانات كل من يزور المتحف، قال حسنى: «هذا صحيح لكن اللوحة سرقت وقت صلاة الظهر، ومن المحتمل أن يكون السارق دخل المتحف خلال هذه الفترة». كانت أروقة وزارة الثقافة شهدت حالة من التخبط بعد سرقة اللوحة، وأصدر مكتب الوزير أربعة بيانات حول الواقعة، حمل أحدها خبراً خاطئا عن استرداد اللوحة. وصدر البيان الأول فى الساعة 4:42، عصر أمس الأول، وأعلن فيه الوزير عن السرقة وقراره فتح تحقيق مع كل المسؤولين عن المتحف وقطاع الفنون التشكيلية بالوزارة، وإحالتهم للنيابة الإدارية. ثم جاء البيان الثانى فى الساعة 9:20 مساء يتضمن قرار وزير الثقافة وقف الزيارة بمتحف محمد محمود خليل لحين انتهاء التحقيقات، وتشكيل لجنة فنية للتفتيش ومراجعة منظومة الأمن الداخلى للمتحف بشكل عام، وإعداد تقرير يعرض على الوزير مباشرة خلال 48 ساعة. أما البيان الثالث فصدر فى 10:11 مساء، وأعلن فيه «حسنى» تمكن أجهزة الأمن المصرية من إحباط محاولة تهريب لوحة زهرة الخشخاش، وضبط اللوحة بحوزة شابين إيطاليين، حاولا تهريبها للخارج. ونقل البيان عن أشرف العشماوى، مستشار وزير الثقافة للشؤون القانونية، قوله إن وزير الثقافة كان قد قام فور علمه بالسرقة بالتنسيق مع وزير الداخلية اللواء حبيب العادلى، للقيام بالإجراءات اللازمة ورصد ومتابعة جميع المنافذ البرية والبحرية والجوية، والتركيز على الجنسيات المشتبه فيها، التى كانت زارت المتحف، مما أدى إلى سرعة ضبط الجناة. بينما قال محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، فى البيان نفسه، إن عدد زوار متحف محمد محمود خليل، أمس الأول، لم يتجاوز 11 فرداً من جنسيات مختلفة، وكان الشاب الإيطالى الذى ضبطت معه اللوحة من بين الزائرين وبصحبته فتاة إيطالية، وقد تم الاشتباه بهما، بعد أن لاحظ أحد العاملين أنهما قبيل انتهاء زيارتهما، توجها إلى دورة المياه ثم غادرا المتحف فوراً. وجاءت المفاجأة فى بيان رابع صدر فى الساعة 11:51 مساء ينفى فيه وزير الثقافة العثور على اللوحة ويقول إن المعلومات التى سبق إعلانها عن استعادتها غير مؤكدة. وقال وزير الثقافة، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، إن مصدر المعلومات عن عودة اللوحة هو محسن شعلان، الذى اتصل به «مهللاً» وأبلغه بالعثور على اللوحة، وبعدها اتصل عدد من الصحفيين لتهنئة الوزير بالعثور عليها. وأشار «حسنى» إلى أن الرئيس مبارك يتابع الموقف بنفسه، وقال: «اتصلت بالرئيس وأبلغته خبر عودة اللوحة، استناداً للمعلومات التى وصلتنى، وبعد ذلك أبلغت مكتبه بأن هذه المعلومات غير دقيقة». وقال محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، ل«المصرى اليوم» إن «اللوحة سرقت بطريقة سهلة وبدائية جداً حيث تم قصها من على البرواز، الذى يحملها»، مضيفاً أن اللوحة كانت تشارك مؤخراً فى معرض كبير فى إيطاليا، وعادت منذ أيام لمكانها بالمتحف بالقاهرة. وأوضح «شعلان» أن «المتحف فى مرحلة تطوير، لذلك كانت كاميرات المراقبة والأجهزة الأمنية معطلة، وكان من المفترض أن يتم إغلاقه خلال الشهر الجارى، تمهيدا لبدء أعمال التطوير. وتعد هذه هى المرة الثانية التى تتعرض فيها لوحة زهرة الخشخاش للسرقة، وكانت المرة الأولى عام 1978 حيث سرقت اللوحة وأعيدت بعد فترة قصيرة بطريقة غامضة، مما أثار شكوك حول كون اللوحة الأصلية سرقت وأن اللوحة الحالية مزيفة، وقال الدكتور أحمد نوار، رئيس قطاع الفنون التشكيلية السابق، إن اللوحة عادت من السرقة الأولى بعد شهور قليلة من توليه رئاسة القطاع، وتم تشكيل لجان معاينة من كبار الفنانين وعرضت اللوحة على أمناء متاحف بباريس وإسبانيا وتم التأكد من كونها أصلية. وأضاف «نوار» أن اللوحة كانت تقدر فى بداية التسعينيات بمبلغ 58 مليون دولار، منتقداً المسؤولين عن القطاع لأنهم أبقوا المتحف مفتوحاً رغم وجود خلل فى نظامه الأمنى.