فى أول رد فعل لها على دعوة الولاياتالمتحدة لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين مطلع الشهر المقبل فى واشنطن، أعربت الجامعة العربية، أمس عن قلقها البالغ من التفسير الإسرائيلى لبدء المفاوضات، واعتبرت فى بيان لها أنه سيؤدى إلى الدخول فى دائرة مفرغة من المفاوضات التى لا تحقق الهدف المطلوب، مشيدة فى ذات الوقت ببيان الرباعية الأخير، الذى تضمن مجموعة عناصر إيجابية، بينما أكدت مصادر مطلعة بالجامعة العربية أن واشنطن لم توجه الدعوة حتى الآن للجامعة العربية للمشاركة فى الاجتماع الافتتاحى الذى سيشارك فيه الرئيس مبارك والعاهل الأردنى بمناسبة بدء العملية التفاوضية فى العاصمة الأمريكية . وذكر البيان: «الجامعة لا يسعها إلا أن تُعبّر عن قلقها البالغ من التفسير الإسرائيلى الذى تدخل على أساسه هذه المفاوضات، ومن هذا المنطلق، فإن الأمانة العامة ترى أن ذلك من شأنه أن يؤدى إلى الدخول مرةً أخرى فى دائرة مفرغة من المفاوضات التى لا تحقق الهدف المطلوب». ودعت الجامعة، الدول العربية وجميع الدول المعنية إلى التنبه لذلك، مشيرا إلى الرسالة التى وجهتها لجنة مبادرة السلام العربية إلى الرئيس أوباما والتى طالبت بتحديد المرجعية والإطار الزمنى وتهيئة المناخ اللازم لاستئناف المفاوضات. وأشادت الجامعة ببيان اللجنة الرباعية الدولية الأخير، موضحة أنه تضمن عدة عناصر إيجابية مُرحب بها وذلك بتأكيد الالتزام بما جاء فى بياناتها القائمة وآخرها بيان موسكو فى مارس الماضى، والتأكيد على ضرورة تسوية النزاع العربى الإسرائيلى، وتجاوبه مع بعض المتطلبات الفلسطينية والعربية التى تحددت فى قرارات الجامعة العربية للانتقال إلى المفاوضات المباشرة، وعلى رأسها النص على الإطار الزمنى للمفاوضات الذى حدده البيان فى غضون عام واحد، وأن الهدف النهائى هو إنهاء الاحتلال الذى بدأ عام 1967، أى الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة القابلة للحياة. وأكدت الجامعة على أن الموقف العربى كان ولا يزال يستند إلى مبادرة السلام العربية والأسس والمتطلبات التى نصت عليها لتحقيق السلام العادل والشامل للنزاع العربى الإسرائيلى والحفاظ فى إطاره على الحقوق العربية المشروعة وعلى رأسها حقوق الشعب الفلسطينى. ونوهت الجامعة إلى أن عملية التفاوض أطلقت أكثر من مرة خلال العقدين الماضيين ومنذ مؤتمر مدريد بصفة خاصة، ولم تصل إلى تحقيق السلام المنشود بسبب المواقف والممارسات المعروفة الحكومات الإسرائيلية المتتابعة. وقال البيان إنه منذ تولى الإدارة الأمريكية الحالية مسؤولياتها وظهور الاهتمام الخاص للرئيس أوباما بتحقيق السلام فى الشرق الأوسط فى إطار زمنى قريب ومحدد، حرصت الجامعة العربية على التجاوب مع هذا التوجه مع العمل على أن يكون لاستئناف عملية التفاوض المقومات اللازمة للنجاح من خلال الاتفاق على مرجعيتها والتأكد من عدم السماح بالاستمرار فى تغيير الأوضاع فى الأراضى المحتلة، ومن ثم طالبت كسياسة ثابتة بوقف الاستيطان ووقف الممارسات غير المشروعة فى القدسالمحتلة، وأكدت الجامعة أن استمرار هذه السياسات ينزع الجدية عن أى عملية تفاوض. وأكدت مصادر عربية مطلعة ل «المصرى اليوم» أن الولاياتالمتحدة لم توجه الدعوة حتى الآن للجامعة العربية للمشاركة فى الاجتماع الذى سيعقد فى العاصمة واشنطن، بمناسبة بدء المفاوضات المباشرة، بمشاركة الرئيس حسنى مبارك والعاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى. ولم تستبعد المصادر أن يتم توجيه الدعوة للجامعة خلال الفترة المقبلة التى تسبق الاجتماع، مؤكدة أن الجامعة ستلبى الطلب إذا تم توجيه الدعوة لها للمشاركة.