حالة من الرواج تشهدها «الكشافات الكهربائية» فى ظل تصاعد أزمة انقطاع التيار الكهربائى بشكل مستمر عن منازل القاهرة الكبرى وضواحيها وعدد كبير من المحافظات. ما إن تطأ قدماك شارع عبدالعزيز والأزهر بالعتبة حتى ترى زحاما شديدا على محال بيع الكشافات الكهربائية سعيا لاقتنائها، فرغم ارتفاع ثمنها إلا أنها باتت حلا وحيدا لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء. عدد كبير من المواطنين سارعوا إلى محال الجملة لحجز الكشافات الكهربائية بعد تفشى شائعات بالأسواق حول غياب الكشاف الصينى الذى يعد الأرخص رغم عدم جودته وتعرضه للتلف السريع. شائعة اختفاء الكشاف الصينى ساهمت فى ارتفاع أسعار باقى الأنواع وتعطيش السوق. رمضان شوقى -صاحب محل- بشارع عبدالعزيز أكد أن بيع الكشافات الطارئة شهد رواجا كبيرا بعد انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وأشار إلى رفع الشركات المصنعة ثمن الكشافات بعد إقبال المواطنين على شرائها فارتفع ثمن الكشاف الصينى من 35 جنيهاً إلى 110 جنيهات ووصل ثمن «الجنرال» 170 جنيها، أما «الناشونال» 175، و«السراج» 140 جنيهاً، «الأمير» إلى 250 جنيهاً. ومن إحدى القرى التابعة لمركز العياط جاءت الحاجة نادية عبدالعظيم التى تجاوزت الستين من عمرها إلى شارع عبد العزيز قبل أذان المغرب لشراء كشاف، متكئة على حفيدتها الصغيرة، وأخذت تنتقل من محل لآخر فى محاولة لشراء كشاف لا يتجاوز ثمنه 70 جنيها، وقالت: «الحكومة بتقطع الكهرباء عن الناس الغلابة بس، ومتقدرش تقطعه عن الفيلات والقصور اللى فيها 3 و4 تكييفات وبتستهلك كهربا كتير، فأنا أتحصل على 107 جنيهات معاش شهريا، ادخرت منهم 70 لشراء كشاف حتى أستطيع الرؤية لانقطاع الكهرباء يوميا عن منزلى لساعات طويلة، وبقالى ساعة بلف على المحال لشراء كشاف بالتمن ده ومش لاقية حاجة». وانتقد محمود أحمد - إمام أحد المساجد - ب«الشرابية» قطع الكهرباء يوميا عن المسجد أثناء صلاة المغرب والتراويح قائلا: قمنا بجمع تبرعات لشراء 3 كشافات لإنارة المسجد بعد انقطاع الكهرباء عن المصلين، فجئت إلى شارع عبدالعزيز لشراء الكشافات إلا أننى فوجئت بارتفاع أسعارها. «حسبى الله ونعم الوكيل» هكذا عبرت فاطمة السيد عن غضبها قائلة: انقطعت الكهرباء أمس عن منزلى لحظة أذان المغرب فاضطررت إلى النزول للشارع لشراء الشموع حتى نستطيع الإفطار على أضوائها إلا أننى لم أستطع الحصول على شمعة واحدة بعد جولة استمرت نصف ساعة، فلجأت إلى شراء كشاف حتى لا تتكرر تلك المأساة مرة أخرى.