فى فيلم الناصر صلاح الدين.. وقف الملك المهزوم ريتشارد قلب الأسد فى لحظة مواجهة مع النفس معترفاً فى مرارة وانكسار بخيانة كل حلفائه.. بداية من الملك الفرنسى فيليب لفيرجينيا جميلة الجميلات وحتى الخادم الأمين آرثر.. ولا أعرف لماذا أحسست بسمير زاهر.. قبل صدور الحكم القضائى الأخير بعودته لرئاسة الاتحاد.. وقد تقمص شخصية ريتشارد قلب الأسد ووقف أمام المرأة.. وأصغيت لزاهر قلب الأسد وهو يخاطب نفسه وأيامه قائلاً.. كلهم خانوك يا زاهر.. والمشكلة أننى وجدت فى الدوائر المحيطة بزاهر نفس الوجوه التى كانت حول ريتشارد.. وجدت الملك فيليب.. الذى على استعداد لأن يتحالف مع الشيطان للحفاظ فقط على صورته ومكاسبه هو.. ووجدت فيرجينيا التى ظلت منذ البداية وحتى النهاية لا تريد إلا عرش أورشليم ولتحقيق ذلك فهى على استعداد لأن تبيع نفسها لمن يستطيع أن يهديها مفاتيح المدينة المقدسة.. ووجدت الخادم الأمين آرثر.. وكانت المشكلة الوحيدة أن الفيلم كان به آرثر واحد فقط.. لكن الجبلاية كان فيها أكثر من آرثر.. كل منهم يحمل سهمه العربى المسموم وعلى استعداد لأن يغرسه فى قلب زاهر لضمان تحقيق مكسب شخصى رخيص.. فالخدم من هذا النوع وهذا الطراز أبداً لا يحلمون بأن يكونوا قادة.. إنما هم يخونون ويبيعون ويتنازلون.. فقط لينتقلوا من بيت إلى بيت ومن سيد إلى سيد ولكنهم يبقون فى النهاية خدما.. وفى الحقيقة لم يكن البحث عن آرثر الحقيقى فى جبلاية الكرة هو مشكلتى الوحيدة فى هذا الفيلم.. وإنما المشكلة الأكبر كانت ولاتزال هى كيف سينهى زاهر قلب الأسد الحكاية الحقيقية.. ففى الفيلم تصالح ريتشارد مع صلاح الدين وذهب ليحج فى أورشليم التى تركها للعرب وعاد إلى بلاده بعد أن أقنعه صلاح الدين أن أغصان الزيتون أجمل وأبقى وأهم من أكاليل الغار والنصر.. لكن ماذا سيفعل زاهر قلب الأسد.. هل يعود إلى الجبلاية ثائراً وغاضباً وعاصفاً وقد استوعب الدرس الذى جرى فيقرر تطهيرها من شرور وآثام كثيرة.. كان زاهر طول الوقت هو أول من يراها وتخيل فى البداية أنها القيود التى سيضعها فى أيدى الرجال ليلزمهم بطاعته والبقاء معه وفق الحدود التى رسمها هو ثم اكتشف متأخراً أنه هو الذى دفع ثمنها وكان أول ضحاياها.. وبالتالى سيعود زاهر ليقود الجنود والجيوش لتطهير الجبلاية من الصليبيين والدخلاء والبهلوانات والراقصين على كل الحبال.. سيحترم لأول مرة وبشكل دقيق ورائع كل أوامر ومطالب الجمعية العمومية.. وسيعيد تشكيل مختلف لجان الاتحاد رافضاً أى مجاملات أو تنازلات.. سيمنح الأندية حقوقها فى تأسيس رابطتها.. سيرفع يده عن وليمة البث التليفزيونى تاركاً الطعام للأندية أصحابه دون أن يقاسمها أو يشاركها أحد.. سيعيد الاحترام والالتزام بتنفيذ كل القرارات المعلقة سواء فيما يخص الهيكلة الإدارية أو العمل بالفضائيات أو المزايدة المفتوحة بالغة الشفافية لرعاية الكرة المصرية.. أم أن زاهر سيعود للجبلاية وقد قنع بانتصاره القضائى الذى رد له الاعتبار بعد انتهاك سمعته وسيرته وسيسمح له بالبقاء تحت قبة الشورى مستمتعاً بالحصانة البرلمانية.. أما الجبلاية فستصبح بالنسبة له محطة استراحة ينعم فيها بالضوء ومكانة المنصب كمكافأة أخيرة قبل التقاعد الرسمى.. زاهر قلب الأسد هو الآن وحده صاحب القرار الأخير. [email protected]