فى خيمة ضخمة بمنتجع مونيونيو على شواطئ بحيرة فيكتوريا، افتتح أكثر من 20 رئيساً أفريقياً يتقدمهم العقيد معمر القذافى قائد الثورة الليبية وعبدالعزيز بوتفليقة الرئيس الجزائرى، فضلا عن رؤساء وزراء ووفود من 32 دولة أخرى قمة «كمبالا» الأفريقية الخامسة عشرة، والتى تعقد هذا العام تحت عنوان «صحة الأم والطفل والتنمية فى أفريقيا»، فيما أعرب الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى كلمة وجهها إلى القمة عن فخره بأصله الأفريقى، مؤكدا أن بلاده «شريك لأفريقيا وليست عرابا». ترأس وفد مصر فى القمة الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، نيابة عن الرئيس حسنى مبارك، وضم الوفد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، والدكتور حاتم الجبلى، وزير الصحة، وفايزة أبوالنجا، وزيرة التعاون الدولى. وشهدت القمة غياب الرئيس السودانى عمر البشير، ومشاركة الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى والرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن» والرئيس المكسيكى فيليب كالديرون، ووزير العدل الأمريكى إريك هولدر الذى ألقى الرسالة التى وجهها الرئيس الأمريكى باراك أوباما للقمة. وخيمت التفجيرات الإرهابية التى تعرضت لها العاصمة الأوغندية «كمبالا» على الجلسة الافتتاحية، حيث وقف الرؤساء وجميع الوفود المشاركة فى القمة دقيقة حداداً على ضحايا هذه التفجيرات. وأعرب بنجو وا موتاريكا، رئيس مالاوى ورئيس الاتحاد الأفريقى، عن تعازيه للشعب الأوغندى والحكومة الأوغندية فى ضحايا التفجيرات. وقال: «نحن ندين مثل هذه الأعمال بشدة، والإرهاب فى شتى صورهلا يعمل على تقدم الإنسانية». وناشد موتاريكا جميع دول العالم «اتباع أساليب جديدة لمكافحة الإرهاب»، مؤكدا أن الإرهاب لا مكان له فى أفريقيا أو المجتمع المتنامى. وقال: «إن الاتحاد الأفريقى يقف مع الرئيس الأوغندى موسيفينى والشعب الأوغندى ضد هذا الحادث الأليم». وفى كلمته أمام القمة، أكد الرئيس الأوغندى يورى موسيفينى أن السلطات الأمنية فى بلاده ألقت القبض على المتورطين فى التفجيرات، وأن معظم هؤلاء من الصوماليين الذين هاجموا الحكومة الصومالية الانتقالية والقوات الأفريقية الموجودة هناك «أميسوم»، وتلقوا العقاب الذى يستحقونه. وطالب موسيفينى الدول الأفريقية بالوقوف ضد هذا الصلف من جانب الذين يهاجمون العلم الأفريقى. وقال: «فلنطرد هؤلاء جميعا من أفريقيا ولنجعلهم يعودون إلى آسيا والشرق الأوسط حيث جاءوا، فنحن نرفض هذا النوع الجديد من الارهاب». وانتقد الرئيس الأوغندى العنوان الرئيسى للقمة وهو «صحة الأم والرضع»، موضحا أنه كان يمكن مناقشة هذا الموضوع ضمن أمور أساسية أخرى مثل تنمية الموارد البشرية والهياكل الأساسية للتنمية. وتساءل: «كيف يمكن أن نتحدث عن صحة الأمهات دون أن نتحدث عن التنمية؟!». وتطرق موسيفينى فى كلمته إلى أنه لا يمكن تحقيق تحول اقتصادى فى القارة الأفريقية فى ظل نقص الكهرباء، مشيرا إلى أن نصيب الفرد من الكهرباء فى الولاياتالمتحدة أكثر من 14 ألف كيلو وات ساعة فى حين أن نصيب الفرد فى الدول الأفريقية 9 كيلو وات / ساعة. ولفت موسيفينى إلى مشكلة التفاوض مع وكالات الإقراض الخارجية حيث يستغرق التفاوض على بناء سد أكثر من 15 عاما من المفاوضات. وتطرق الرئيس الأوغندى إلى مشكلة الكهرباء فى بلاده، وقال: إنه فى عام 2015 سيصل حجم توليد الكهرباء فى أوغندا 15 ألف ميجاوات بعد أن كان هذا الرقم فى عام 1986 وصل إلى 60 ميجاوات. وأوضح أن بلادة تقوم حاليا ببناء سد «ميجابالى» الذى من خلاله سيتم توليد 1000 ميجاوات. من جانبه، أكد عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية، أنه فخور بوجوده فى أوغندا إحدى دول حوض النيل «نهر الخير والتوافق والعيش المشترك» بحسب تعبيره. واقترح موسى عقد اجتماع وزارى للاتحاد الأفريقى وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامى، لصياغة رؤية موحدة لدعم الحكومة الصومالية الانتقالية، واتفاق جيبوتى، والتهيئة لعقد مؤتمر دولى لإنهاء المشكلة الصومالية. ووجه الرئيس الأمريكى باراك أوباما رسالة للقمة ألقاها وزير العدل الأمريكى، أكد فيها أن مستقبل أفريقيا للأفارقة وأنه معتز بكونه أحد أبناء «الشتات الأفريقى» وفخور بهذا المكان، مبديا اعتزازه بأنه أول أمريكى من أصول أفريقية يتولى رئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية. وشدد أوباما فى رسالته على أن واشنطن ستواصل العمل مع أفريقيا فى إطار الشراكة بينهما. وقال إن الولاياتالمتحدة ستكون «شريكا لا عّرابا»، منوها فى رسالته بمساعى الولاياتالمتحدة لوضع حد لشبكات الإرهاب الدولية، لافتا إلى أنها ستحترم فى هذا الصدد سيادة جميع الدول.
