ألمح أنس الفقى، وزير الإعلام، إلى إمكانية استضافة الدكتور محمد البرادعى، المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية، على شاشة التليفزيون المصرى، شريطة أن يكون هناك جديد سيطرحه ويدخل ضمن «السبق الإعلامى»، ووصفه ب«الرومانسى الحالم»، الذى لم يقدم منفيستو حلول لمشاكل مصر». وقال الفقى - فى حوار شامل مع الإعلامى خيرى رمضان فى برنامج «مصر النهاردة» أذيع مساء أمس بمناسبة الاحتفال باليوبيل الذهبى للتليفزيون المصرى -: «إن البرادعى اختار قبلته قبل مجيئه إلى مصر» - فى إشارة إلى القنوات الفضائية، لافتاً إلى أنه ظهر فى «خمس حلقات مكررة مع اختلاف المحاور». وأضاف: «إذا كان هناك جديد سنسعى للسبق الإعلامى، وسنحاول استضافة البرادعى». وأشار إلى أن الظاهرة الإعلامية التى لفتت انتباهه فى الفترة الماضية هى ظاهرة الدكتور البرادعى، «الذى أتاح له المناخ الإعلامى الفرصة، فهو شخص يعيش بعيداً عن مصر، وقرر أن يكون جزءاً من الحراك السياسى المصرى، وكان أول توجه له نحو الإعلام». واعتبر الفقى أن البرادعى «ظاهرة إعلامية وليست سياسية، وهو برنامج إعلامى متكرر عُرض فى خمس قنوات فضائية وهو ظاهرة إيجابية إعلامياً»، مستطرداً: «لكنه لا يعتبر ظاهرة سياسية إيجابية، لأنه لم يمارس عملاً سياسياً من خلال قنوات شرعية، فهو ليس عضواً فى حزب، وأعلن أنه لن ينضم لأى حزب، بل طرح 7 مطالب للتغيير ودونها لن يشارك». وذكر وزير الإعلام: أنه «لا يجوز أن تطلب التغيير لتصل إلى الحكم، لكن أن تصل للحكم ثم تقوم بالتغيير». وأكد أن «البرادعى أضاف للحياة العلمية لكنه لم يضف للحياة السياسية، لأنك عندما تستمع إليه تجد نفسك أمام خبير لا علاقة له بالواقع، فهو رومانسى حالم لم يقدم منفيستو حلول لمصر». ورداً على سؤال من خيرى رمضان عما إذا كان الوزير يدير الوزارة بفكر استثمارى أم سياسى، أكد أنس الفقى أن هناك شق الإعلام السياسى والشق الإخبارى ومواكبة ما يحدث فى المجتمع من حراك، فضلاً عن شق آخر هو المسؤولية عن إعلام مصر برافديه العام والخاص «وهنا أنا مطالب كوزير إعلام بأن أؤكد مصداقيتى فيها، لأنه ممكن أى شخص يقول إن وزير الإعلام لن يكون سعيداً من إطلاق أى قناة خاصة تنافس التليفزيون المصرى، ولكن على العكس هذا يضيف للإعلام المصرى، فالخريطة تغيرت»، وأضاف: «القطاع الخاص يحقق 65٪ من الناتج القومى، وبالطبع لابد أن ينعكس ذلك على الإعلام الذى حدثت فيه طفرة كبيرة فى الإعلام الخاص خلال السنوات الخمس الماضية»، مشيراً إلى أنه منذ خمس سنوات كانت هناك قناتا دريم والمحور وقنوات صغيرة أخرى، ولكن هناك باقات كبيرة مثل «الحياة»، وهى باقة مميزة جداً، و«مودرن» تكبر وتتوسع و«دريم» انتشارها أكبر و«المحور» نموذج اقتصادى يدرس، لافتاً إلى أن عدد القنوات تضاعف أكثر من 15 مرة خلال خمس سنوات، وهذا يحقق لى سعادة لأنه ينمى فرص العمل ويسهم فى تشغيل الشباب، واجتذاب المشاهد المصرى من القنوات الخارجية، معتبراً أنه من الطبيعى أن تجذب هذه القنوات نسب مشاهدة من التليفزيون المصرى. وأوضح وزير الإعلام أنه من الطبيعى عند تحرير سوق الإعلام أن تضع قواعد تنظيمية وتفصل بين دور الدولة كمقدم للخدمة أو كمنظم لها، وهذا كان لابد أن يحدث من خلال تشريع واضح بإنشاء جهاز لتنظيم البثين المسموع والمرئى، ويصبح دور الإذاعة والتليفزيون مقصوراً على تقديم الخدمة العامة ومن حقه أن يدخل فى شراكات أو أنشطة إعلامية تدر له الربح على أن تكون العلاقة واضحة ومحددة بأطر وحدود فاصلة بين اتحاد الإذاعة والتليفزيون والقنوات الخاصة، على أن يحصل اتحاد الإذاعة والتليفزيون نفسه على تراخيص لقنواته. وشدد على حرصه على نشر جميع تقارير تقييم الأداء الإعلامى، التى تخص كل القنوات بما فيها قنوات التليفزيون، «لكى يتأكد المشتغلون فى العمل الإعلامى أننى حَكَم وليس خصماً، فأنا لا يمكن أن أكون خصماً للإعلام الخاص ولو حدث ذلك فالصناعة تخسر وأفقد مصداقيتى»، مشدداً على أنه لا يستخدم لغة التهديد مع القنوات الخاصة مطلقاً، وقال: «أهدد بإيه؟!». وأوضح وزير الإعلام أن برامج الأحداث الجارية التى يقال عنها خطأ «التوك شو» متشابهة، لدرجة أنها اقتربت من أن تكون نسخة واحدة، معتبراً أنها «تحتاج إلى تنظيم ومدونات سلوك تخرج من الصحفيين وليس الدولة». وقال إن العلاج لذلك بفهم مسؤولية الإعلام من خلال جهات يحترمها المجتمع ويعترف بها الإعلاميون.
