■ إذا كان جدو قد أصبح هو القضية الرياضية الأولى المثارة فى مصر الآن للأسف الشديد.. وهل سيعاقبه اتحاد الكرة بالإيقاف لأربعة أو ستة أشهر أم سيلعب مباراة السوبر مع الأهلى أمام حرس الحدود.. وهل سيقبل الزمالك بأى تعويض مالى يقل عن الثلاثين مليون جنيه التى يطالب بها بعدما وقع عليها اللاعب كشرط جزائى إن لم يلعب للزمالك.. فإن هناك قضية موازية قد تبدو أقل أهمية ولكنها قطعا أكثر إثارة.. هى قضية تعيين جدو مؤخراً كموظف فى وكالة الأهرام للإعلان.. الخبر أذاعه كثيرون ينتمون لنادى الزمالك وتناقلته صحف كثيرة ومواقع إلكترونية.. وعلى الرغم من أن عاصم خليفة، مدير عام وكالة الأهرام للإعلان، نفى هذا الخبر.. فإن أنصار الزمالك لم يقتنعوا بهذا النفى وظلوا يؤكدون صحة الخبر وصحة التعيين.. وحين سألت حسن حمدى، أمس الأول، كمشرف عام على قطاع الإعلانات والوكالة فى مؤسسة الأهرام وليس كرئيس للنادى الأهلى.. أكد لى حسن حمدى أن جدو لم يتم تعيينه فى وكالة الأهرام للإعلان.. وأنا بالتأكيد أصدق حسن حمدى.. ولكننى لا أستطيع أن ألزم أنصار الزمالك بهذا التصديق.. فبعضهم لايزال يقسم بأن تعيين جدو فى وكالة الأهرام كان جزءاً من صفقة شراء الأهلى لجدو من الاتحاد السكندرى.. وأن التعيين جرى بالفعل لكن فى إطار من السرية حتى تهدأ الضجة المصاحبة للاعب ويخفت الضجيج ويظهر جدو ويتسلم عمله بالفعل فى الأهرام. والسؤال الآن هو: ماذا لو تم ذلك بالفعل.. ماذا لو كان صحيحا أن جدو تم تعيينه فى الأهرام؟!.. أظن أن ذلك سيكون فضيحة كبرى وموجعة ومؤلمة لكل أطراف هذه الصفقة.. فلا أحد سيقبل هذا الخلط بين الأهلى ووكالة الأهرام للإعلان.. لا أحد سيقبل أن تصبح مؤسسة الأهرام مجرد ورقة فى ملف يتفاوض به الأهلى مع لاعب، أياً كان اسمه أو مستواه.. بل لا أظن أنه من العدالة الآن ومستقبلا أن يتم تعيين أى من لاعبى الأهلى فى وكالة الأهرام للإعلان.. لكن ماذا لو ثبت أن الأمر كله مجرد وهم وادعاء.. هل يعتذر أنصار الزمالك عن اتهاماتهم.. وهل يكفون عن التعلق بحبال حسن حمدى رئيس الأهلى الممدودة فى الأهرام ويعلقون عليها معهم أى فشل أبيض فاضح وفادح سواء فى التسويق أو فى الانتصار على الأهلى فى سباقات ومزادات تبادل خطف اللاعبين بين الناديين الكبيرين؟ ■ أولى هونيس.. اسم لا يعرفه الكثيرون فى بلادنا، لكنه على أى حال مواطن ألمانى يشغل منصب رئيس نادى بايرن ميونيخ الشهير والعريق.. وبضغوط ودعاوى أصدقاء وزملاء، قرر هونيس التقدم وترشيح نفسه رئيسا لرابطة أندية الدورى الألمانى التى تمثل ستة وثلاثين نادياً تلعب فى الدرجتين الأولى والثانية فى البوندزليجا.. وقبل أقل من شهر على إجراء هذه الانتخابات، قرر هونيس الاعتذار عن عدم الاستمرار ورفض خوض الانتخابات.. سألته الصحافة الألمانية عن أسباب ودوافع اعتذاره وتراجعه.. فقال لهم إنه اكتشف تضارب المصالح الذى سيتعين عليه أن يواجهه.. فهو إذا نجح سيصبح ممثلا لكل الأندية الألمانية، مدافعاً عن حقوقها ومحارباً عنها وساعياً وراء مصالحها.. وهو فى نفس الوقت رئيس لبايرن ميونيخ الذى يخوض كل عام منافسة شرسة مع بعض هذه الأندية وصراعات سواء داخل ملاعب الكرة ونتائجها أو فى مجالات الرعاية والإعلانات وقيمة وحصيلة البث التليفزيونى.. وأكد هونيس أنه لن يستطيع أن يكون على الحياد بين بايرن ميونيخ وباقى الأندية التى سيصبح رئيسا لرابطتها.. لن ينسى أبداً أنه رئيس لبايرن ميونيخ ويريده، طول الوقت، أن يكون الأفضل والأقوى والأغنى.. ولا يحب أن تتهمه الأندية بالتخاذل والضعف.. وحين قالوا له إن القانون واللوائح الألمانية لا تمنع الجمع بين المنصبين، رد عليهم وقال إن اللوائح ليست كل شىء.. فالإنسان أحياناً لا يحكمه القانون وإنما يحكمه الضمير داخله وتقوده الرغبة فى الحفاظ على احترامه لنفسه واحترام الجميع له.. وبالفعل اعتذر هونيس وفاز رينهارد راوبول بهذا المنصب بالتزكية.. ترى كم واحد فى مصر لديه ضمير ومبادئ مثل رئيس نادى بايرن ميونيخ.. لدينا كم مقعد فى الكرة المصرية يحمل تداخلاً وتضارباً هائلاً فى المصالح تختلط عنده الحدود وتسقط كل القواعد والقيم والأخلاق؟ ■ لا يمكن قبول صيغة الكلام ومفرداته التى لجأ إليها حسام حسن، المدير الفنى للزمالك، وهو يخاطب النجم الكبير شيكابالا أثناء مباراة الزمالك الودية مع وادى دجلة.. فالأوصاف كانت قاسية وجارحة ومزعجة.. ولا أستطيع معاتبة شيكابالا لأنه لم يحتمل ولم يقبل ذلك فارتدى ثيابه على الفور وترك الفريق والمباراة والمعسكر وسافر غاضباً وهارباً إلى مارينا وهو يقسم بأنه لن يلعب للزمالك مرة أخرى.. والذين يغضبون الآن من شيكابالا عليهم تحديد موقفهم.. هل يوافقون أن يسكت أى أحد منهم إن تعرض لكلمات مثل تلك التى تعرض لها شيكابالا من مدربه؟! ولكن المشكلة الآن هى مجلس إدارة الزمالك.. أين هو.. ولماذا لا نسمع صوته فى مثل هذه القضية.. هل ترك المجلس شؤون الكرة بالكامل لحسام حسن يقرر ويقود ويحاسب ويعاقب بينما المجلس مكتفٍ بالفرجة والتصفيق أو بالخناق مع اتحاد الكرة والأهلى بسبب كل صفقة جديدة للأهلى.. مجلس الزمالك لا يظهر فقط إلا عند الأزمات خارج أسوار النادى.. أما الأزمات داخل النادى فالمجلس يفضل ألا يراها أو يعلم بها أصلاً.. ومجلس الزمالك الذى أقام الدنيا ولم يقعدها بسبب جدو وأشهر السيوف فى وجه اتحاد الكرة والأهلى.. هو نفسه الذى مارس الهدوء والعجز وشيكابالا يضيع من الزمالك دون أهلى ووكالة أهرام واتحاد كرة ومجدى عبدالغنى، رغم أن شيكابالا أهم للزمالك ألف مرة أكثر من جدو. ■ سبق أن اختلفت واتفقت كثيرا وطويلا مع القطرى محمد بن همام، عضو تنفيذية الفيفا، رئيس الاتحاد الآسيوى لكرة القدم، وقد شاهدته وهو فى أوج قوته وزهو انتصاراته فى ساحات الكرة، وعرفته وسمعته وقرأت عنه فى أوقات الشدة والضيق والألم.. لكننى الآن أتوقف أمام الرجل بمزيد من التقدير والاحترام، لأنه وقف أمام الإعلام والعالم يعلن أنه لن يتردد مطلقاً فى ترك مقعده بالفيفا والتخلى عن رئاسة الاتحاد الآسيوى.. والتنازل عن أى دور أو منصب.. لو كان ذلك سيساعد قطر لتضمن نجاحها فى استضافة نهائيات كأس العالم 2022.. ولم يكن بن همام يكذب أو يبالغ.. كان يقصد ذلك بالفعل.. وقد يرى البعض سلوك بن همام طبيعياً ومتوقعاً.. لكن بعضهم فى مصر أبداً لا يفكرون بهذا الشكل.. بعضهم ليسوا على استعداد للتنازل عن أى مكاسب أو مصالح شخصية من أجل مصر.. بعضهم يتخيلون أن مناصبهم الدولية هى نجاحهم وفرصتهم الأخيرة للمكاسب والمغانم ومعادلة واضحة ومقفلة ليس فيها مكان لوطن أو حتى لمشاعر حب وانتماء.. فمصر من الدول القليلة فى العالم الساذجة وسيئة الحظ.. ساذجة، لأنها تتصور دائماً أن هؤلاء الأولاد الذين تخوض لهم حروبها وتنتصر لهم وتعطى الكثير جداً.. تتخيل أنهم سندها وقوتها حين يكبرون بمناصبهم الجديدة.. وسيئة الحظ لأن هؤلاء الأولاد بعدما ينجحون.. لا أحد فيهم يتذكر مصر.. يقول كل واحد منهم: أنا الذى نجحت.. أنا الذى بنيت نفسى وشققت طريقى باجتهادى.. ولست مدينا لمصر بأى شىء، ولن أضحى بكل ما تحقق من أجل بلدى أو أهلها أو مصالحها. ■ من المرات القليلة التى أقف فيها مع وزير ضد صديق، لأننى غالباً لا أحب الوزراء وطول الوقت أنحاز لأصدقائى وأحبهم.. هى هذه المرة التى أقف فيها مع الدكتور سيد مشعل، وزير الدولة للإنتاج الحربى، ضد صديقى طارق يحيى، المدير الفنى السابق للإنتاج الحربى، فالوزير اجتمع بطارق بعد آخر مباراة الموسم الماضى للإنتاج أمام الأهلى.. ووافق على كل مطالب طارق المادية وغيرها، من أجل البقاء مع الإنتاج.. ثم فوجئ الوزير بطارق على شاشة أحد البرامج الفضائية يعلن نهاية رحلته مع الإنتاج واتفاقه مع مسؤولى مصر المقاصة ليكون معهم فى الموسم الجديد.. فقرر الوزير اللجوء لاتحاد الكرة والإصرار على تحصيل مائتى ألف جنيه من طارق يحيى، قيمة الشرط الجزائى، وأظن أن هذه القضية ممكن أن تكون بداية لإصلاح كثير من الأمور، فأنا لست ضد أن يتنقل المدربون فى بلادنا بين الأندية وكأنهم فراشات يتنقلن بين ورود أو مصابيح كهرباء ناعمة، ولكننى أفضل احترام العقود.. وفى الماضى لم تكن الأندية تحرص على حقوقها أو تسعى وراءها، واليوم يكسر سيد مشعل هذه القاعدة، ولابد من هذه الحرب حتى يتعلم طارق يحيى ألا يوقع على شروط جزائية، هو أول من لن يستطيع احترامها أو سدادها.. وأن يتعلم اللاعبون من حكاية جدو سخف وعبث التوقيع على بياض، وكأنهم صدقوا نجوم الأهلى الذين يصرحون للإعلام طول الوقت بأنهم وقعوا للأهلى على بياض، بينما هم فى الغرف المغلقة يفرضون شروطهم ويفاصلون ويساومون إلى درجة عدم التوقيع بسبب مائة جنيه. ■ شطب إسرائيل من الفيفا.. هكذا مرة واحدة.. قرر اللواء جبريل الرجوب، رئيس اتحاد الكرة الفلسطينى، بدء الحرب الكروية ضد إسرائيل التى يريدها أن تنتهى بشطب إسرائيل من الاتحاد الدولى لكرة القدم، الحرب أعلنها الرجوب بسبب رفض الحكومة الإسرائيلية السماح بدخول محمد شبير من الأردن إلى الضفة، «شبير» هو حارس مرمى نادى شباب الخليل ومنتخب فلسطين وسافر مع المنتخب لأداء مباراة ودية مع السودان.. وعند العودة سمحت إسرائيل بدخول المنتخب الفلسطينى إلا حارس مرماه.. فقرر رئيس الاتحاد الفلسطينى بدء رحلته لشطب إسرائيل، ويمكن التجاوز عن الأمر كله، لأن الرجوب لم يتحدث بهذا الشأن إلا مع رؤساء أندية الضفة، الذين لا يملكون أى شىء يواجهون به إسرائيل مع أنه كان المفترض أن يتوجه الرجوب بخطابه هذا إلى أوروبا والعالم.. لكنه رجل عربى.. والعرب دائماً لا يحبون المواجهة.. يصرخون فقط ويشتمون ويلعنون ويهددون طالما كانت الأبواب مغلقة والعدو يقف على الناحية الأخرى بعيداً جداً.. ثم إننى فجأة، بمنتهى الطيبة وحسن النية، تذكرت جبريل الرجوب وهو يهاجم مصر حين رفضت دعوته للعب فى القدس منذ ثلاثة أشهر، رفضت مصر لأنها لم تكن تريد جوازات سفر لاعبيها مختومة بتأشيرات إسرائيلية ولا أن تلعب هناك أصلاً بموافقة إسرائيلية، فرد الرجوب ساخراً من سذاجة المصريين الغافلين والخائفين، والخائبين، الذين يتخيلون أن منتخبهم لابد أن ينال موافقة إسرائيل ليعبر من الأردن إلى القدس، واليوم، يعجز الرجوب عن إدخال حتى حارس مرمى المنتخب الفلسطينى، هى مجرد حكاية عربية جديدة رائعة وممتعة تبدأ بالضحك والتسلية وتنتهى كالعادة بالألم والحسرة والمرارة. ■ لأنه لاعب نيجيرى مغمور اسمه فايل، ولأنه ناد مصرى متواضع فى الدرجة الثالثة اسمه نادى الزرقا فى دمياط.. فلن يهتم أحد على الإطلاق بقيام رئيس النادى بالاعتداء بالضرب على اللاعب النيجيرى، لأنه طالب بجواز سفره، لأنه يريد الرحيل عن النادى.. رئيس النادى ضرب اللاعب وشتمه وطرده من النادى، رغم أنه متعاقد بألفى وخمسمائة دولار فى السنة بخلاف الإقامة، والآن اللاعب النيجيرى المضروب والمطرود يقيم فى الشارع دون مال ودون جواز سفر.. مشهد حزين ومؤلم يجعلنى أحزن، لأننى فى بلد ليس فيه اتحاد للكرة وليست فيه بالقطع جمعية وهمية تحرص على مصالح اللاعبين المحترفين. ■ كان من المفترض أن يكون مشهداً عادياً لا يعنى أى شىء استثنائى.. فالرئيس الأمريكى باراك أوباما استقبل فى البيت الأبيض هذا الأسبوع لاعبات فريق فونيكس ميركورى للاحتفال بفوزهن ببطولة الولاياتالمتحدة لهذا العام لدورى سلة السيدات.. ولكن الصحافة الأمريكية ليست من ذلك النوع، الذى ترسل له هذه الأخبار المزودة ببعض الصور فتطيل الحديث عن امتنانها للرئيس لاهتمامه بالرياضة وحفاوته بأبطالها ونجومها.. الصحافة الأمريكية بدلاً من ذلك كله بدأت تتساءل عن الأسباب والدواعى.. فليس من المعتاد أن يستقبل الرئيس الأمريكى فى البيت الأبيض فريقاً أمريكياً فائزاً ببطولة داخل البلاد.. ثم لماذا كرة السلة.. ولماذا سيدات السلة على وجه التحديد؟! وتوالت الاجتهادات ومحاولات الإجابة.. هل استجاب الرئيس لضغوط قادة كرة السلة، الذين خافوا من تزايد شعبية كرة القدم فبدأوا الدفاع عن اللعبة ببطولاتها واستثماراتها المالية وقوتها الإعلامية، فكان لابد من البيت الأبيض، هل لأن أوباما فى الأساس لاعب سلة وليس من عشاق كرة القدم، التى سرقت الأضواء طيلة ليالى المونديال الماضى؟!.. وأسئلة أخرى كثيرة لابد أن تجد لها الصحافة الأمريكية إجابات محددة وواضحة.. فى الولاياتالمتحدة لا تصلح الرغبة الرئاسية أو الهوى الرئاسى فقط إجابة لكل وأى سؤال. [email protected]