تباينت ردود الأفعال حول قرار حزب الوفد تجميد عضويته فى ائتلاف رباعى الأحزاب الذى يضم التجمع والناصرى والجبهة بسبب تصريحات الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة، حول إصرار الوفد على خوض الانتخابات المقبلة رغم مطالبته - حرب - أحزاب الائتلاف بمقاطعتها. من جانبه، قال الدكتور أسامة الغزالى حرب، إن ائتلاف رباعى أحزاب المعارضة بلا فاعلية، وكشف فى تصريحات خاصة ل«المصرى اليوم»، عن دعوة المكتب التنفيذى للحزب إلى اجتماع عاجل لإعلان موقف الحزب من الائتلاف بشكل نهائى سواء بالانسحاب منه أو الاستمرار فيه. واعتبر حرب أن حزب الوفد وغيره من القوى السياسية التى أعلنت مشاركتها فى انتخابات مجلس الشعب المقرر إجراؤها فى نهاية أكتوبر المقبل، يضفى شرعية على تزوير وتلاعب الحزب الوطنى فى الانتخابات، خاصة بعد تجربة انتخابات الشورى التى وصفها ب«الكارثة» على مستقبل الحياة البرلمانية فى مصر، مشيرا إلى حق حزب الجبهة فى إعلان المقاطعة أو المشاركة فى أى انتخابات. وأعرب الغزالى عن استيائه من تصريحات محمد مصطفى شردى، المتحدث الرسمى لحزب الوفد، حول موقف الجبهة من الائتلاف ومقاطعة الانتخابات، وقال: «لغة شردى أصابتنى بالدهشة، فلم أكن محتاجاً لدرس منه حول التاريخ السياسى لحزب الوفد، وأسأله كيف يصر الوفد، وهذا حقه، على خوض الانتخابات المقبلة فى ظل عدم وجود ضمانات كافية لنزاهتها، وكيف يطالب حزب عريق مثل الوفد بضرورة الإشراف القضائى على العملية الانتخابية وعمليات التصويت الإلكترونى وإعداد الكشوف بشكل جيد ثم يعلن تصميمه على المشاركة دون تحقيق مطالبه التى تكفل نزاهة الانتخابات؟». من جهته قال محمد مصطفى شردى، المتحدث الرسمى لحزب الوفد، إن الحزب أصدر قراراً بتجميد عضويته فى الائتلاف الرباعى، بسبب رفضه مطالبة أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية، الحزب بمقاطعة انتخابات الشعب المقبلة. وأضاف شردى: «لا يصح أن يطلب الغزالى من الأحزاب السياسية مقاطعة الانتخابات قبل أن يتعرف على قراراتها، وتدور حلقة نقاش بينها».لافتا إلى أن تصريحات الغزالى حرب أشعلت غضب جميع أعضاء الوفد. من جانبه، رفض الدكتور رفعت السعيد، رئيس حزب التجمع، التعليق على قرار الوفد بتجميد عضويته، مكتفيا بالقول إنه حريص على وجود الوفد فى الائتلاف وسيعقد اجتماعا لمناقشتهم فى قرارهم، وقال نبيل زكى، المتحدث الرسمى باسم الحزب، حزب الجبهة الديمقراطية بالعمل لمصلحة الحزب الوطنى لأن قراره بمقاطعة الانتخابات لن يصب سوى فى مصلحته، مشيراً إلى أن «الجبهة» لن يفرض موقفه بمقاطعة الانتخابات على جميع القوى السياسية لأن المقاطعة ليست ذات فاعلية أو تأثير على سير الانتخابات، ودعا زكى حزب الوفد إلى إعادة النظر فى قراره تجميد عضويته فى الائتلاف لأن الفترة المقبلة فى الحياة السياسية المصرية تحتاج إلى تفعيل ائتلاف الأحزاب بشكل أقوى. واعتبر سامح عاشور، النائب الأول لرئيس الحزب الناصرى، أن قرار الوفد تجميد عضويته هو حق أصيل للحزب، وأضاف: «لا أعتقد أن رئيس حزب الجبهة كان يتحدث عن مقاطعة الانتخابات باسم ائتلاف الأحزاب لأنه لا يملك الحديث باسم الائتلاف». وقال ممدوح قناوى، رئيس الحزب الدستورى، إن قرار حزب الوفد بتجميد عضويته فى اتئلاف أحزاب المعارضة قضى على الائتلاف بعقوبة «الإعدام». مؤكداً أن فشل الائتلاف كان متوقعا لأن الأحزاب الأربعة وضعته فى حجرة مظلمة أفقدته بصيرته. وأوضح الدكتور عمرو الشوبكى، خبير النظم السياسية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن ائتلاف المعارضة بالشكل الحالى فشل لأن فكرته الأساسية كانت قائمة على التحالف بين الأحزاب الأربعة، معتبراً أن انتخابات مجلس الشعب هى الاختبار الحقيقى لقوة الأحزاب وتجمعها حول موقف واحد، وأنها جميعا فشلت فى ذلك الاختبار بعد أن فرضت الحسابات والمصالح الخاصة نفسها على ما يدور فى الغرف المغلقة. قال الدكتور عمرو هاشم ربيع، خبير النظم السياسية بمركز الأهرام للدراسات، إن قرار حزب الوفد تجميد عضويته فى ائتلاف أحزاب المعارضة، الذى يضم أحزاب «التجمع» و«الناصرى» و«الجبهة»، سيتسبب فى انهياره والقضاء عليه تماماً. وحول مطالبة بعض الأحزاب السياسية بمقاطعة انتخابات مجلس الشعب المقبلة قال هاشم: «إن قرار مقاطعة الانتخابات لن يفيد عملية التغيير، وعلى جميع الأحزاب السياسية أن تجمد نشاطها لكى تجبر الحزب (الوطنى) على تعديل مواد الدستور 76، 77، 88».