تحدث الرئيس الأمريكى باراك أوباما عن شكوك الإسرائيليين ومخاوفهم من سياسته فى الشرق الأوسط، مؤكدا أنه مد يده للمسلمين لحماية إسرائيل والغرب، ودعا فى الوقت نفسه تل أبيب إلى اغتنام فرص السلام «الضئيلة» فى الشرق الأوسط. وقال أوباما فى حوار مع القناة الإسرائيلية الثانية إنه «على الشعب الإسرائيلى تجاوز الشكوك والمخاوف المشروعة للوصول إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين سيؤمن لهم الأمن ل(60 عاماً). ورفض الرئيس الأمريكى بحسب مقتطفات من التصريحات نقلتها شبكة «سى إن إن» الإخبارية الأمريكية تشكيك البعض فى موقفه من إسرائيل، مشدداً على أنه حرص فى كل خطاباته على تأكيد «عمق الالتزام والتحالف والعلاقات المميزة بين البلدين». وعن أسباب التشكيك فى موقفه من الإسرائيليين، قال أوباما: «ربما يعود هذا إلى اسمى الأوسط، وهو حسين، أو إلى الشعبية التى أحظى بها فى العالم الإسلامى، قائلاً إن اسم كبير موظفى البيت الأبيض (رام إسرائيل إيمانويل)، أما كبير المستشارين السياسيين لدى فهو ينحدر من عائلة نجت من الهولوكوست». أضاف أوباما: «هناك اعتقاد يسود فى الشرق الأوسط، مفاده أن صديق عدوى هو عدوى، ولذلك رغبت فى مد اليد للعالم الإسلامى بهدف خاص هو تخفيف الخصومة والحد من خطر العدائية التى قد توجد فيه حيال إسرائيل والغرب». ووصف الرئيس الأمريكى اللقاء الذى جمعه برئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو فى واشنطن مؤخرا بأنه «ممتاز»، ولكنه أشار إلى أن فرص السلام فى الشرق الأوسط ضئيلة، وأن نتنياهو فهم هذا الأمر. وحث أوباما، رئيس الوزراء الإسرائيلى على انتهاز الفرصة للسلام مع الفلسطينيين، قائلا: «لن تتاح لنا على الأرجح فرصة أفضل من تلك المتاحة لنا حاليا وينبغى انتهازها»، وتابع ردا على سؤال عما إذا كان يعتقد أنه بالإمكان التوصل إلى اتفاق وهو فى السلطة فأجاب: «أعتقد ذلك ولكن العملية ستكون موجعة وصعبة». واستطرد: «حقيقة أن نتنياهو ينتمى للصقور يمكن أن تساعد بعدة أشكال فى جمع اليمين واليسار الإسرائيليين فى الموافقة على اتفاق سلام». وفى الوقت نفسه، إذا كان الاجتماع الخامس بين الرئيس الأمريكى مع نتنياهو كسر جليد العلاقات بين الرجلين والإدارتين، فإنه لم يغير من سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، حيث أعلن نتنياهو أن قرار تجميد بناء المستوطنات فى الضفة الغربيةالمحتلة لم يؤد حتى الآن إلى حمل الفلسطينيين على استئناف مفاوضات السلام المباشرة. ولم يتحدث نتنياهو عن بناء مستوطنات جديدة بعد انتهاء مفعول قرار التجميد فى 26 سبتمبر المقبل، ولكنه قال لخبراء فى العلاقات الدولية فى نيويورك بعد أيام من لقائه أوباما: «قررت، وخلافا لجميع الحكومات السابقة، تجميد البناء فى المستوطنات الجديدة لفترة 10 أشهر لتشجيع الفلسطينيين على البدء بمحادثات السلام». وأضاف: «مضت 7 أشهر وحتى الآن لم يعودوا» إلى طاولة المفاوضات المباشرة. وكان نتنياهو قد أمر فى نوفمبر الماضى بتجميد البناء فى المستوطنات لمدة 10 أشهر تحت ضغط الولاياتالمتحدة لتسهيل استئناف المفاوضات مع السلطة الفلسطينية المتوقفة منذ الهجوم العسكرى الإسرائيلى على قطاع غزة فى شتاء 2008-2009. وشدد نتنياهو على أنه «لا يجب أن يضيع المزيد من الوقت». وأوضح أنه على استعداد لتقديم تنازلات للفلسطينيين، قائلا: «أنا مستعد للمخاطرة، ولكنى لست مستعدا للمخاطرة من أجل الأمن ولكن لأسباب سياسية».