شيع أهالى منطقة «قحافة» التابعة لمدينة طنطا بالغربية، عصر أمس، جنازة الدكتور نصر حامد أبوزيد، الذى وافته المنية عن عمر يناهز 67 عاما، صباح أمس، فى أحد مستشفيات مدينة السادس من أكتوبر بعد صراع مع مرض غريب فقد معه الذاكرة فى الآونة الأخيرة. وعرف أبوزيد، الذى عاد إلى القاهرة قبل عامين بعد 15 عاما قضاها خارج البلاد، بإثارة جدل كبير فى الأوساط الثقافية والفكرية بسبب آرائه وأفكاره، وأدت نظرياته حول تاريخية النص القرآنى إلى صدور فتاوى من بعض رجال الدين فى مصر باعتباره مرتدا، ومطالبتهم بالتفريق بينه وبين زوجته، وهو ما حكمت به المحكمة لاحقا. وعن خبر وفاة الدكتور أبوزيد قال الدكتور محمد رأفت عثمان،عضو مجمع البحوث الإسلامية ومجمع فقهاء الشريعة بأمريكا: «أدعو الله تعالى له بالرحمة والمغفرة، وأن يتقبل اجتهاده فى الأمور الدينية. وأشار عثمان إلى أن القرآن الكريم صريح فى عدم تكفير المسلم طالما نطق الشهادتين لقول المولى عز وجل «ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا». ودعا الدكتور عبدالمعطى بيومى، عضو مجمع البحوث الإسلامية للدكتور نصر بالرحمة مؤكدا أنه كان يختلف معه فى بعض اجتهاداته إلا أنه كان يختلف أيضا مع من يكفره لأنه كان ينطق الشهادتين ويؤكد أن الإسلام دينه. وأكدت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أنها لا تملك سوى أن تدعو الله تعالى أن يرحم الدكتور أبوزيد، وقالت: «إن الله تعالى هو الذى يحاسبه على اجتهاداته سواء أصاب أم أخطأ، وسواء أكان بحسن نية أم لا، لأنه الآن فى محكمة العدل الإلهية العظمى» . وحكت آمنة ذكرياتها مع الدكتور أبوزيد وزوجته حينما كانت أستاذا زائرا فى جامعة «ليدن» الهولندية، موضحة أنها شعرت بأن «الوطن انتقل معها بصحبتهما». وقالت آمنة: «ولا أملك سوى الدعاء بالرحمة للدكتور أبوزيد لأننى أعرف جيدا مدى الظلم والاضطهاد الذى تعرض له فى حياته».