لأن علاجه لا يحتاج فقط إلى أدوية، ولأن المجتمع مسؤول عن جزء كبير من العلاج كان لابد أن نستطلع رأى الخبراء. وعن مرض التوحد وسمات الطفل التوحدى تحدثت الدكتورة سامية سامى- أستاذ بمركز دراسات الطفولة جامعة عين شمس قسم صحة عقلية ونفسية للطفل قائلة: «تعددت النظريات ولكن لم يستطيع أحد حتى الآن معرفة الأسباب ولكن هناك علامات خطيرة ومنذرة فعدد المصابين فى تزايد مستمر. تختلف الحالة من شخص لآخر وهناك حالات أخف وطأة ولكن هناك بعض السمات أو الأعراض العامة منها: مجموعة التواصل اللفظى والغير لفظى، الأنشطة التخيلية والتفاعل الاجتماعى». وأضافت: «والتوحد هو نوع من مجموعة 5 أمراض نسميها الاضطرابات المشوهة للنمو وليس هناك علاج مائة بالمائة ولكن هناك تدخلات لتنمية المهارات، تعديل السلوك، تدخلات دوائية وأنظمة غذائية من خلالها قد تتحسن حالة الطفل وقد يصل إلى نسبة كبيرة جداً من الاعتماد على الذات والاندماج فى المجتمع وأهم شىء الاكتشاف المبكر». وأضافت: أسرة الطفل تواجه تحديات كثيرة وتمر الأسرة بعدة مراحل: مرحلة الصدمة حيث ترفض الأسرة الاعتراف بوجود مشكلة، إلقاء اللوم على أحد، الشعور الخجل ثم تأتى مرحلة تقبل الواقع وقد يؤدى وجود حالة داخل الأسرة لحدوث مشاكل اجتماعية كالتفكك والانفصال. وعن الخدمات المقدمة للأطفال تحدثت قائلة: «الخدمة المقدمة فى مصر للطفل التوحدى جيدة جدا ولكن لا يستفيد منها غير فئة معينة لأنها مكلفة للغاية». أما مدام جيرمين، رئيس مجلس إدارة مركز أيادى للخدمات الاجتماعية والأوتيزم فتقول: «الأوتيزم ليس إعاقة ذهنية ولكن التعامل معه فى غاية الصعوبة فهو اللغز المحير الذى يرهق كل من يتعامل معه ذهنيا وبدنيا وماديا.. فهو مرض قائم على نظريات واجتهادات وأسبابه غير معلومة حتى الآن ولكن هدفنا أن نحاول قدر المستطاع مساعدة هؤلاء الأطفال وأسرهم من خلال الجلسات والتدريبات والبرامج والأنشطة المختلفة بأسعار معقولة جدا ولا نقوم بالتشخيص فى مركزنا ولكن نقوم بتقييم الحالة من خلال عدة اختبارات وبعد فهم طبيعة كل حالة ومن خلال التدريبات وبرامج تنمية المهارات وتعديل السلوك وجلسات التخاطب وغيره تتحسن الحالة خاصة أن أغلب الأطفال يتمتعون بنسبة ذكاء عالية جدا ولديهم قدرات تفوق قدرات الطفل العادى فقط يحتاجون لفرصة ومكان ينمى لديهم تلك الجوانب ومجتمع واع يتفهم طبيعة حالتهم وعن أكثر المشاكل التى تواجه الطفل التوحدى تحدثت قائلة: «مشكلة التعليم أهم المشكلات التى تواجه الطفل وأسرته فلا يجد مدرسة تقبله وإن وجدت تكون تكاليفها باهظة، نتمنى تطبيق نظام الدمج رسميا وعمل امتحان خاص للطفل التوحدى كما أن الطفل التوحدى يحتاج إلى أسلوب تعليمى وطريقة فى توصيل المعلومة بشكل مختلف عن الطفل العادى». أما الدكتورة داليا سليمان- رئيس الجمعية المصرية للأوتيزم فتقول: «فكرت فى تأسيس مكان خاص بالأوتيزم بعد عودتى من الخارج لحاجة مجتمعنا لذلك خاصة أن عدد المصابين بالتوحد زاد بنسبة كبيرة وتحمست أكثر عندما وجدت أن المتخصصين فى هذا المجال قليلون جدا. الجمعية تم تأسيسها عام 1998 وكان لها عدة أهداف، أولاً: «توعية المجتمع وتعريفه ما هو الأوتيزم، وأن يكون هناك مكان لتشخيص الحالات، وتقديم رعاية متكاملة للطفل من الألف إلى الياء كما نقوم بعمل برنامج خاص لكل طفل على حدة على حسب حالته لنصل بهم إلى أن يعيشوا حياة طبيعية ويندمجوا فى المجتمع وبهدف إدماجهم فى مدارس عادية كما نقوم بتأهيل الأسرة نفسيا للتعامل مع الموقف وتدريبها على كيفية التعامل مع الطفل كما قمنا مؤخرا بعمل دورات تدريبية لطلاب سنة رابعة تربية خاصة لمدة سنة عن الأوتيزم حتى يكون هناك كوادر ذات كفاءة وخبرة مستقبلا. هدفنا ليس الربح لأنها جمعية خيرية وكل المكاسب بتروح للأطفال غير القادرين زى أيتام الأوتيزم وغيرهم. أكثر الصعوبات التى واجهتنا كانت التمويل والكوادر ولكننا الآن تخطينا كل تلك الأزمات.الأطفال دول محتاجين فرصة، محتاجين دمج مع أطفال عاديين فى المدارس والنوادى، محتاجين معاملة أحسن لكن اللى حاصل انهم مش مقبولين فى المجتمع ولا فى المدارس. وعن الخطط المستقبلية: الآن نواجه تحدياً جديداً أولاد الجمعية اللى بدأنا معاهم من 12 سنة كبروا وبدأوا يواجهون مشاكل أكبر وعايزين نكمل دورنا معاهم لذلك بنساعدهم ونؤهلهم للشغل من خلال ورش العمل ودورات الكمبيوتر لكن للأسف المجتمع لسه رافضهم وغير متقبل الفكرة».