لقى 5 أشخاص مصرعهم، وأصيب 4 آخرون فى حادث انهيار منزل فى منطقة شبرا القاهرة، أمس، أثناء ترميمه، فيما لايزال شخصان تحت الأنقاض، وتواصل أجهزة الدفاع المدنى جهودها لاستخراجهما، كما أصيب أمين شرطة من قوات الدفاع المدنى أثناء محاولة استخراج الجثث، تم نقل الجثث إلى مستشفى الساحل، والمصابين إلى مستشفى شبرا العام لتلقى العلاج، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق. قال شهود عيان فى شارع عبدالفتاح ناصر إنهم عقب الانتهاء من أداء صلاة الجمعة، سمعوا صوت ارتطام أجزاء من المنزل الذى يحمل رقم 13، إثر قيام عمال كانوا يرممون المنزل، برفع أعمدة خشبية كانت تدعمه، وأن الأهالى أسرعوا بالهروب من أمام المنزل، وصرخوا لإغاثة السكان الذين كانوا متواجدين بداخله، وأن 3 أشخاص فقط من السكان تمكنوا من الخروج مسرعين قبل أن ينهار المنزل كاملاً. وأضافوا أن سكان العقارات المجاورة أصيبوا بالفزع وحملوا أطفالهم وخرجوا بهم إلى الشارع خوفاً من تأثر منازلهم بالانهيار، غير أن سكان المنزل الملاصق للمنزل المنهار لم يفلحوا فى الخروج عبر المدخل الذى أغلقته الأنقاض، مما دفعهم إلى القفز من شرفة الطابق الأول إلى الشارع. تولى فريق من البحث الجنائى، برئاسة العميد حسام رضا، رئيس قطاع الشمال، جمع معلومات عن السكان الموجودين فى المنزل المنهار. وتبين أن محامياً استعان بعمال لترميم الطابق الأرضى دون إخطار الحى، وأن 3 أسر كانت تقطن المنزل وقت انهياره، بالإضافة إلى عمال الترميم. وأمر اللواء عبدالجواد أحمد عبدالجواد، حكمدار العاصمة، بسرعة الاستعانة بمسؤولى الغاز لفصله عن المنطقة بعد ملاحظته أن الغاز كان موصلاً بالمنزل. وتبين من أقوال شهود العيان فى محضر التحريات أن المحامى أحضر العمال منذ 3 أيام وكانوا يقومون بأعمال تكسير وترميم، ورجحت المعاينة المبدئية للمنزل أنه مقام على حوائط حاملة، وأن العمال قاموا بتكسير أحد الحوائط الأساسية للمنزل مما أدى إلى انهياره، خاصة أن الأعمال كانت تتم بالطابق الأرضى. واستعانت قوات الحماية المدنية ورجال الأمن ب3 لوادر وونش كبير و«كراكات» لرفع الحطام واستخراج الجثث، بجانب عدد من الكلاب البوليسية للتوصل إلى مكان الجثث واستمرت عمليات البحث عن الجثث لمدة 8 ساعات متواصلة حتى مثول الجريدة للطبع، وجار البحث عن جثتين من عمال الترميم، وتبين أن المنزل كائن فى شارع عرضه 6 أمتار فقط، مما أدى إلى تأخر دخول رجال الدفاع المدنى. وشارك عدد كبير من الأهالى جنود الحماية المدنية فى عملية البحث عن الجثث، واحتشد عدد كبير من أهالى الضحايا وأقاربهم فى مكان الحادث، وظلوا يبكون ويطلقون الصرخات، ولجأت أجهزة الأمن إلى فرض كردون أمنى فى المنطقة حتى لا يعيق الأهالى عمليات البحث عن الضحايا، وبكى جميع الحاضرين عندما عثر على الجثتين الثانية والثالثة، اللتين تبين أنهما لشخص يدعى رامى مكرم هندى «31 سنة» وابنته مارتين «3 سنوات»، وعثر عليهما فى مكان واحد أسفل الحطام بعد مرور 5 ساعات من الانهيار، وبعد مضى 8 ساعات تم استخراج جثث نادر سمير حلمى «10 سنوات»، ومينا إميل يوسف «20 سنة» وشقيقه رامى «13 سنة»، وأصيبت سميرة حلمى مرقص «45 سنة» بكسر فى الحوض، وشقيقها سمير، وعاطف أمير محمد، مجند، إلى جانب محمد عبدالعزيز، أمين شرطة. وانتقل فريق من النيابة العامة لإجراء معاينة لمكان الحادث، لكن تم تأجيلها حتى الانتهاء من أعمال البحث ورفع الأنقاض وأمرت النيابة بالتحفظ على ملف المنزل من المحافظة، واستدعاء المالك والمحامى للاستماع إلى أقوالهما، كما صرحت بدفن الجثث وتسليمها لذويهم بعد التعرف عليها. واتهم المصابون فى محضر التحريات التى أشرف على جمعها اللواء سامى سيدهم، نائب مدير المباحث، المحامى، والمقاول القائم بعمليات الترميم بالتسبب فى الحادث ووفاة الضحايا، وتم استدعاء المقاول للاستماع إلى أقواله، ونفى صلته بالواقعة مؤكداً أنه لم يكن موجوداً وقت الحادث وأن أعمال الترميم كانت تجرى بعناية تامة. وقال مصدر أمنى إنه تم التحفظ عليه لحين عرضه على النيابة.