قبل أن يتولى عمله كمستشار لشؤون المسرح فى وزارة الثقافة، كان محمد صبحى منشغلاً بحال مسرح الدولة، وما وصل إليه من انهيار وحاول مراراً وتكراراً أن ينهض به، وبعد توليه المنصب الجديد فى الوزارة زاد حماسه لمسرح الدولة، وطوال الفترة الماضية كان يبحث عن طريقة لإنقاذه وأخيراً نجح. اقترح محمد صبحى إنشاء لجنة عليا للارتقاء بمسرح الدولة والنهوض به، يكون أعضاؤها من كبار رجال المسرح والسياسيين ورجال الاقتصاد والإعلاميين ورجال الأعمال فى الدولة، وبالفعل تم تكوين اللجنة التى انضمت إليها آمال عثمان وسميحة أيوب ود. مصطفى الفقى ونجيب ساويرس ومحمد سلماوى وغيرهم، وفى المجلس الأعلى للثقافة عقدت اللجنة أول اجتماعاتها التى ناقشت فيها بنود الخطة، التى قدمها «صبحى» لوزير الثقافة فاروق حسنى وتم اعتمادها لبدء العمل فيها. قال صبحى إن ما يدمر الحركة المسرحية هو المجاملة والواسطة والصحوبية والتسيب والابتزاز والبيروقراطية، حيث يتحكم موظفون فى المسألة الفنية بلا وعى، مشيراً إلى أن هروب المبدعين إلى التليفزيون والسينما أصاب الحركة المسرحية بشلل تام، حيث أصبح المسرح بالنسبة لهؤلاء لا يحقق دخلاً مناسباً. وبصورة تشاؤمية أكد «صبحى» أننا وصلنا إلى أبشع صور الانهيار والدليل على ذلك سوء المواقع التى تشغلها دور العرض المسرحى حالياً والتى يجعل الوصول إليها أحياناً عسيراً، كما أن أسماء المسارح أصبحت غير متناسبة مع وضعها، فالمسرح «العائم» أصبح غير عائم، و«القومى» لم يعد قومياً، بل أصبح شعبياً فى منطقة عشوائية. من كل ما سبق أشار «صبحى» إلى أن الفرق المسرحية لا تعبر عن هويتها إلا النادر منها، وقال: رأيت بعينى مدير فرقة يقف أمام شباك التذاكر حتى موعد رفع الستار وإذا لم يأت مشاهد واحد يشترى هو تذكرة بلا مشاهد لتكون حجة لرفع الستار كى يقبض الممثلون مكافآت وبدل سفر «وآهى ليلة وتمر»، وأضاف: «شاهدت أيضاً دعوات مجانية توزع ويرفض المشاهد الذهاب حتى لا يضيع وقته وفلوسه فى المواصلات، وعلينا أن نعترف أن هناك موظفين فى المسرح يبيعون الدعوات المجانية بالفتات» وتساءل: «إلى أى حدٍ امتهن المسرح؟». وبدأ «صبحى» فى وضع خطة إنقاذ المسرح بتعليمات من الوزير، الذى قال له: «عندما أختار أحداً للمسرح أقول له أنت معك صلاحيات الوزير»، فقدم «صبحى» هذه المقترحات وهى: رصد هوية كل مسرح لنقضى على العشوائية، وقد نلغى فرقاً أو نضم فرقاً.. أى يكون لكل مسرح مدير فنى وآخر مستشار فنى ومدير للنظافة والأمن والنظام والعلاقات العامة.. استكمال كل وسائل التقنية على خشبة المسرح وغرف الفنانين.. التعامل مع مسرح «جورج أبيض» على أنه المسرح الرسمى للدولة.. إقامة مجمع واحد يضم مسرح القومى والعرائس والطليعة.. تغيير نشاط مسرح السلام ليكون معنياً بتقديم النصوص الأجنبية.. تغيير اسم المسرح العائم إلى «الكوميدى» و«متروبول» إلى «الطليعة» و«ميامى» إلى «طلعت حرب».