قال الكاتب ناثان ثرال محلل شئون الشرق الأوسط فى مجموعة الأزمة الدولية إن الوضع فى فلسطين بات محتقناً وأن إنتفاضة ثالثة على وشك الانفجار، وحذر من أن العامل المحفز لها سيكون تخريب مسجد جديد من قبل المستوطنين اليهود، مثلما حدث الثلاثاء الماضى أو سيكون بناء وحدات سكنية استيطانية جديدة. وأضاف ثرال فى مقاله بصحيفة نيويورك تايمزالأمريكية والذي جاء تحت عنوان "الإنتفاضة الثالثة حتمية" إنه فى إجتماع خاص عُقد مستهل يونيو الجاري حضره بنيامين نتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى ومستشاره الأمنى وبعض ضباط الاستخبارات السابقين خلصوا خلاله إلى أن مصدر حالة الغليان فى الضفة الغربية يعود إلى أن محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية قد وصل إلى طريق مسدود. وأوضح ثرال إن إستراتيجية عباس السياسية ترتكز على فكرة أن التعاون الأمنى بين السلطة الفلسطينية والحكومة الإسرائيلية سيزيد من شعور الإسرائيليين بالأمان مما يقوض تبرير إسرائيل الرئيسى لاستمرار إحتلال الضفة الغربية ومن ثم يفسح المجال لإقامة دولة فلسطينية، مضيفاً "لكن ما يدعو للسخرية، وبسبب نجاح جهود عباس شعر كثير من الإسرائيليين برفاهية نسيان أن هناك احتلال بالأساس." وفي قراءة ثرال للعقلية الإسرائيلية رأى أنه "بفضل السلام المُمول من قبل الولاياتالمتحدة وأوروبا والذى حافظت عليه حكومة عباس فى الضفة الغربية بدأ الإسرائيليون يعتقدون أنهم يستطيعون أكل الكعكة والاحتفاظ بها أيضا، مستشهداً باستطلاع للرأي جاء فيه أن أغلبية المواطنين في إسرائيل يرون إن"دولتهم يمكن لها أن تكون ديمقراطية ويهودية دون التخلى عن أى شبر من الضفة الغربية"، ويحلل ثرال ذلك بأن سنوات السلام والهدوء فى إسرائيل منحت مئات الآلاف من الإسرائيليين أن ينزلوا إلى الشوارع الصيف الماضى للاحتجاج على ارتفاع أسعار الجبن والإيجار والحضانات دون النطق بكلمة واحدة عن فلسطينيى الضفة، فعلى ما يبدو لم تعد هذه القضية تمثل أحد أبرز مخاوف إسرائيل الأمنية، ونيتانياهو سيُقدم على انتحار سياسى إذا تخلى عن الوضع الراهن الذى تفضله الأغلبية العظمى. وعلى الجهة المقابلة يشعر الفلسطينيون أن قيادتهم تخبط رأسها فى حائط وتأمل ضد المنطق أن يساعد سلوكها المهذب فى إقامة دولة مستقلة وكنتيجة لذلك حلت المناقشات الطويلة بشأن كيفية تحقيق التحرير الوطنى سواء بمواجهة إسرائيل أو بإراحتها ولم يعد الفلسطينيون باختلاف أطيافهم السياسية يتجادلون بشأن جعل الاحتلال الإسرائيلى أكثر كلفة.